كشف تقرير لـ"القناة 12" العبرية، نقلت تفاصيله صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن "مسؤولين إسرائيليين بارزين من جهاز الاستخبارات (الموساد) وجهاز الأمن العام (الشاباك) ووزارة الدفاع، تواصلوا مساء الأحد، مع نظرائهم
المصريين لتهدئة مخاوفهم".
وتابع: "بعد تصريحات رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، بأن إرسال قوات إلى رفح الحدودية مع مصر، أمر ضروري للانتصار في الحرب ضد حركة حماس"، فإن "المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين قد أبلغوا نظراءهم في مصر، أن إسرائيل لن تقوم بإجراءات أحادية، وأنها ستعمل بالتنسيق مع
القاهرة".
وفي السياق نفسه، ذكرت عدد من التقارير الإعلامية، أن "مصر هددت بتعليق التزاماتها بموجب
معاهدة السلام مع إسرائيل"؛ فيما قالت كل من صحيفتي "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" الأمريكيتين، خلال تقريرين، السبت، إن "مسؤولين مصريين قد حذروا إسرائيل من إمكانية تعليق معاهدة السلام بين البلدين، حال شن القوات الإسرائيلية هجوما على رفح".
كذلك، بحسب وكالة "أسوشيتد برس"، الأحد، فإن "مسؤولين مصريين، ودبلوماسيا غربيا، قالوا: إن مصر هددت بتعليق معاهدة السلام إذا تم إرسال قوات إسرائيلية إلى رفح".
وكانت "القناة 12" العبرية، قد نقلت في وقت سابق، من هذا الأسبوع، أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، أبلغ نتانياهو أن "الجيش مستعد للعمل في رفح، لكنه يحتاج لأن تقرر الحكومة أولا ما تريد فعله مع النازحين من غزة الذين نزحوا إلى هناك". فيما نقلت القناة، عن رئيس أركان جيش الاحتلال قوله، إن "الجيش يحتاج أيضا إلى معرفة خطط الحكومة لمحور فيلادلفيا، وهو الطريق الأمني الذي يبلغ طوله 14 كيلومترا على طول حدود غزة مع مصر".
تجدر الإشارة إلى أن محور فيلادلفيا، الذي يسمى أيضا "محور صلاح الدين"، يقع على امتداد الحدود بين غزة ومصر، ضمن منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام "كامب ديفيد" بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1979.
وتسمح هذه الاتفاقية لدولة الاحتلال الإسرائيلي ومصر بنشر قوات محدودة العدد والعتاد، ومحددة بالأرقام ونوعيات السلاح والآليات التي يتم نشرها على ذلك المحور. وكانت مصر بحسب وكالة "رويترز" قد أرسلت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء، خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك في إطار تحركاتها لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة.
ويتواجد نحو 1.3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكان القطاع المحاصر، في منطقة رفح قرب الحدود مع مصر، حيث فروا من عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج، المتواصل في شمال القطاع ووسطه.
وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازر مروعة في مناطق عدة وسط وجنوب قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 300 بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك مع تواصل العدوان الوحشي لليوم الـ129 على التوالي.
أبرز المجازر كانت في رفح، حيث أفادت مصادر طبية باستشهاد وإصابة العشرات في القصف المكثف والأحزمة النارية التي استهدفت مناطق متفرقة برفح فجر الاثنين، في استهتار واضح بكل التحذيرات الدولية التي حذرت من مجازر في عموم المنطقة التي تكتظ بمئات آلاف النازحين.