صحافة دولية

جهود أمريكية لمنع تصاعد التوتر بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي.. هل تنجح؟

تسعى الولايات المتحدة لمنع تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية بين حزب الله وإسرائيل - الأناضول
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى منع التصعيد على الحدود اللبنانية بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، عبر سلسلة من الالتزامات التي تعهدت بها إسرائيل وحزب الله لنزع فتيل التوتر وعودة الهدوء إلى الحدود وفق ما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر مطلع على هذه القضية.

وسعت إدارة بايدن لمنع نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله عبر منع القتال في غزة من التوسع إلى صراع إقليمي أوسع بكثير، وفق أكسيوس.

وتزايدت مخاوف الولايات المتحدة بشأن حرب شاملة بين الاحتلال وحزب الله الشهر الماضي بعد تصاعد المناوشات على طول الحدود في أعقاب اغتيال إسرائيل لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت.

وأشار الموقع إلى لقاء عاموس هوكستين، أحد أقرب مستشاري الرئيس بايدن وأكثرهم ثقة، مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع، يوآف جالانت، في إسرائيل، الأحد، وناقش اقتراحه لتفاهمات جديدة بشأن الحدود.

ويستند الاقتراح إلى نموذج تفاهمات "عناقيد الغضب" لعام 1996 بين إسرائيل وحزب الله التي أعلنتها الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى لإنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان في ذلك الوقت.


وقالت المصادر إن التفاهمات الجديدة لن يتم توقيعها رسميا من قبل الأطراف، لكن الولايات المتحدة وأربعة حلفاء أوروبيين هم المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، سيصدرون بيانا يوضح بالتفصيل الالتزامات التي وافق كل جانب على تقديمها.

وقالت المصادر إن القوى الغربية الخمس ستعلن أيضا عن مزايا اقتصادية لتعزيز الاقتصاد اللبناني لتعزيز الصفقة ودفع حزب الله لقبولها، وفق أكسيوس.

ومن المتوقع أن تركز التفاهمات على التنفيذ الجزئي لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية في عام 2006.

وستشمل التزاما من كلا الطرفين بوقف المناوشات على الحدود التي وقعت منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وقالت المصادر إنه من غير المتوقع أن تتطلب التفاهمات من حزب الله تحريك جميع قواته شمال نهر الليطاني كما يتطلب القرار 1701، ولكن فقط على بعد ثمانية إلى 10 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية.

وبسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، قام حزب الله بالفعل بنقل معظم قوات الرضوان النخبوية التابعة له على بعد سبعة إلى 10 كيلومترات من الخط الأزرق في جميع المناطق تقريبا على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفق الموقع.


ووفقا للمصادر، فإن التفاهمات ستستند إلى مبدأ "التجميد": لن يضطر حزب الله إلى سحب قواته، بل سيلتزم فقط بعدم إعادتها إلى المناطق الواقعة على طول الحدود حيث كانت متمركزة قبل 7 أكتوبر.

وبدلا من ذلك، سيرسل الجيش اللبناني ما بين عشرة آلاف واثني عشر ألف جندي إلى المنطقة الواقعة على طول الحدود مع إسرائيل، بحسب الموقع.

وسيتعين على إسرائيل أيضا اتخاذ خطوات لنزع فتيل التوتر. وطلبت الولايات المتحدة من إسرائيل وقف التحليق الذي تقوم به طائراتها المقاتلة في المجال الجوي اللبناني، وفقا للمصادر. ولم ترفض إسرائيل هذا الطلب، وفق ما نقل أكسيوس.

وبموجب الاقتراح، ستلتزم إسرائيل أيضا بسحب بعض القوات، معظمها من جنود الاحتياط، التي حشدتها على طول الحدود في الأشهر الأربعة الماضية، بحسب المصادر.

وقال مسؤولون أمريكيون، قلقون من تصعيد الشهر الماضي، لإسرائيل إن الإدارة لا تقلل من قدرة إسرائيل على إلحاق ضرر كبير بلبنان، لكنها تعتقد أنه سيكون من الخطأ الاستراتيجي شن عملية عسكرية كبيرة ضد حزب الله.

وفي الوقت نفسه، حذرت إسرائيل علنا من أن الوضع على طول الحدود يجب أن يتغير من خلال حل دبلوماسي أو عمل عسكري قبل أن تسمح لعشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى ديارهم بالقرب من الحدود.

وقال المسؤولان الإسرائيليان لموقع أكسيوس إن إسرائيل لا تريد شن حرب في لبنان في يناير، لكنهما قلقان من أن حزب الله يخطط لهجوم واسع النطاق.


وقال مصدر مطلع على القضية للموقع إن الولايات المتحدة تعتقد أن حزب الله يقلل من خطورة الوضع على الحدود.

وتابع المصدر أن زعيم حزب الله، حسن نصر الله، بعث برسائل إلى الولايات المتحدة عبر وسطاء مفادها أنه يعرف أن واشنطن تسيطر على إسرائيل، وبالتالي ستمنعها من خوض الحرب ضد لبنان.

وأوضحت الولايات المتحدة للمسؤولين اللبنانيين أن الأمر ليس كذلك وحذرت من ارتكاب حسابات خاطئة، وفقا للمصدر الذي تحدث لموقع أكسيوس.

وقالت المصادر إن الولايات المتحدة تأمل في أن يؤدي اتفاق رهائن محتمل ووقف القتال بين إسرائيل وحماس في غزة إلى تسهيل تهدئة الوضع على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، لكنها تستعد للإعلان عن التفاهمات حتى لو لم يحدث ذلك.