نشر موقع "
سيمافور"، مقالا أشار إلى وجود نخبة من الحرس الثوري
الإيراني في اليمن لدعم عمليات جماعة أنصار الله "
الحوثيين" في البحر الأحمر.
وقال المقال الذي أعده الزميل المساعد في "
معهد واشنطن" للدراسات، ومحرر الأمن العالمي في "سيمافور"، جاي سولومون؛ إن طهران قادرة سابقا على تنفيذ عمليات "بيدها الخفية" عن طريق الحوثيين بتكلفة منخفضة للغاية، لكن هذا الثمن قد يرتفع الآن إذا استمرت الضربات المضادة التي يشنّها الحلفاء.
وأضاف أن قادة ومستشارين من نخبة "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" موجدون على الأرض في اليمن، ويؤدون دورا مباشرا في هجمات الحوثيين على حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر. فقد نشر "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" مشغلين للصواريخ والطائرات بدون طيار ومدربين على استخدامها في اليمن، بالإضافة إلى أفراد يُقدمون الدعم الاستخباراتي التكتيكي للحوثيين، وفقا لما صرح به مسؤولون أمريكيون وشرق أوسطيون لموقع "سيمافور".
ولفت إلى أن هؤلاء المسؤولين، قالوا؛ إن "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" أشرف أيضا من خلال "فيلق القدس" التابع له في الخارج، على نقل الطائرات الهجومية بدون طيار وصواريخ "كروز" والصواريخ الباليستية متوسطة المدى إلى الحوثيين، الذين استخدموها في سلسلة من الضربات على البحر الأحمر وأهداف إسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.
وأشار إلى أن الحوثيين يقولون؛ إن عملياتهم العسكرية تهدف إلى مساعدة حركة "
حماس" الفلسطينية التي تخوض حربا مستمرة مع إسرائيل. وفي الخامس عشر من كانون الثاني /يناير، أفاد البنتاغون أن الحوثيين ضربوا سفينة الحاويات "إم/في جيبرالتار إيغل"، التي تملكها وتشغّلها الولايات المتحدة في البحر الأحمر، إلا أنهم لم يتسببوا بأضرار كبيرة، وفقا للمقال.
وقالت "القيادة المركزية الأمريكية"؛ إن الحوثيين أطلقوا صاروخا باليستيا ثانيا مضادا للسفن على جنوب البحر الأحمر، لكنه "فشل في أثناء تحليقه وسقط على اليابسة في اليمن".
وقال مسؤولون أمريكيون وشرق أوسطيون؛ إن "الوجود العام للحرس الثوري الإسلامي الإيراني داخل اليمن، هو تحت إشراف الجنرال عبد الرضا شهلائي، القائد الذي مقرّه طهران، والذي حاولت إدارة ترامب اغتياله في غارة بطائرة بدون طيار عام 2020 في اليمن. وتعتقد الاستخبارات الأمريكية أن شهلائي منخرط بشدة في العمليات الإرهابية التي تقوم بها طهران في الخارج، من خلال دوره كنائب قائد فيلق القدس"، حسب المقال.
ولفت الكاتب إلى أن "ذلك يشمل دوره في الإشراف على مؤامرة إيرانية فاشلة عام 2011 لاغتيال سفير السعودية لدى الولايات المتحدة آنذاك، عادل الجبير، في أحد مطاعم واشنطن العاصمة. وساعد شهلائي أيضا، وهو الذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات، في الإشراف على هجمات "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" ضد عناصر الجيش الأمريكي في العراق خلال العقدين الماضيين. وفي عام 2019، عرضت وزارة العدل الأمريكية مكافأة بقيمة 15 مليون دولار مقابل معلومات عن عمليات القائد وشبكاته".
وفي الشهر الماضي، رفع البيت الأبيض السرية عن بعض المعلومات المتعلقة بدعم إيران للحوثيين، بما في ذلك الدعم الاستخباراتي والمتعلق بالاستهداف، ولكنه لم يشر إلى الوجود الميداني "للحرس الثوري الإسلامي الإيراني" في اليمن، أو إلى دور شهلائي في عمليات الحوثيين، حسب المقال.
وقال الكاتب؛ إن الوجود الميداني "للحرس الثوري الإسلامي الإيراني" في اليمن، ودوره في توجيه الضربات ضد أهداف غربية، يهدد بإشعال مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة مع استمرار الحرب بين "إسرائيل" و"حماس" في قطاع
غزة. فقد أعربت إدارة بايدن حتى الآن عن عزمها تجنب النزاع العسكري مع طهران ومنع اشتعال المنطقة على نطاق أوسع. لكن البنتاغون وحلفاء الولايات المتحدة بدؤوا يضربون أهدافا حوثية بشكل مباشر داخل اليمن في الأسبوع الماضي، مما يزيد من احتمال إلحاق الولايات المتحدة الأذى بعناصر "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" أيضا.
وأضاف أن مسؤولين أمريكيين وشرق أوسطيين، يشيرون إلى أن "طهران بدأت بتكثيف دعمها العسكري للحوثيين بشكل كبير في منتصف العقد الثاني من القرن الحالي، عندما انخرطت المليشيا والحركة السياسية اليمنية في حرب مع السعودية ودولة الإمارات. فالحوثيون يتشاركون مذهب إيران الشيعي وكرهها لهذه القوى السنّية الإقليمية، لكنهم كانوا في السابق قوة عسكرية غير ممولة وغير مجهزة بشكل كافٍ. أما اليوم، فأصبح لديهم ترسانة متطورة تضم طائرات هجومية بدون طيار وصواريخ كروز وصواريخا باليستية، سمحت للحوثيين بتعطيل حركة الملاحة العالمية بشكل خطير عبر قناة السويس ومضيق باب المندب، ومكّنتهم من محاولة ضرب أهداف بعيدة تصل حتى ميناء إيلات الإسرائيلي".
ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون حاليون وسابقون؛ إن "إيران طوّرت قدرات الحوثيين ليصبحوا عنصرا أساسيا في نظام التحالفات الإقليمية لطهران، المعروف باسم محور المقاومة، الذي يضم حماس في الأراضي الفلسطينية، وحزب الله في لبنان، ومليشيات عراقية وسورية. ويسمح هذا النظام لإيران بنشر قوتها العسكرية خارج حدودها على نطاق واسع، ويمنحها في الوقت نفسه قدرة على إنكار انخراطها في عمليات عسكرية أو إرهابية"، حسب المقال.
وأشار الكاتب إلى تصرح الجنرال المتقاعد كينيث ماكنزي، "القائد السابق للقوات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط"، الأسبوع الماضي في منتدى حول أزمة البحر الأحمر، الذي قال فيه؛ إن "إيران تتمتع فعليا بالقدرة على تنفيذ ما أسميه عمليات بيدها الخفية، مع وجود الكثير من الإيرانيين، من عناصر «فيلق القدس»، على الأرض [في اليمن]". وأضاف: "قبل كل شيء، لقد خاضوا حربا كبرى ضد السعودية واليمن، وهم الآن يخنقون الشحن العالمي في مضيق باب المندب بثمن منخفض جدا بالنسبة لإيران".
وقال كاتب المقال؛ إن "السؤال الآن هو ما إذا كان الثمن سيرتفع بالنسبة لإيران؟ فقد شرح لي مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أمريكيون، حاليون وسابقون، ما هو في الأساس صراع دم بين واشنطن والحرس الثوري الإسلامي الإيراني يعود لعقود من الزمن. وقد أدى شهلائي دورا محوريا في هذه الحرب السرية".
وأعربت إيران عن دعمها لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، مدعية أنها جزء من دعم "محور المقاومة" "لحماس". لكن طهران نفت أي دور مباشر لها في كل من عمليات الحوثيين وهجوم "حماس" على "إسرائيل" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وفقا للمقال.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، علي باقري، لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية الشهر الماضي: "لدى المقاومة [الحوثيين] أدواتها الخاصة… وتتصرف وفقا لقراراتها وقدراتها".
وأضاف أن "واقع تعرُّض قوى معينة، مثل الأمريكيين والإسرائيليين، لضربات حركة المقاومة، يجب ألا يؤدي بأي شكل من الأشكال إلى التشكيك في حقيقة قوة المقاومة في المنطقة".
كما نفى الحوثيون اعتمادهم على إيران في شن هجماتهم. فقد قال متحدث باسم الحوثيين لصحيفة "وول ستريت جورنال" الشهر الماضي: "من الغريب أن يتم نسب جميع العمليات إلى إيران كما لو كانت أعظم قوة في العالم. لدينا منشآت استخباراتية أثبتت فعاليتها على مدى سنوات العدوان علينا".