عبرت السلطة الفلسطينية رسميا عن تخوفها من إقدام
الاحتلال الإسرائيلي على "نقل"
معبر رفح الحدودي بين
غزة ومصر، إلى مكان آخر، وذلك في تصريحات لرئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية الاثنين.
وقال اشتية خلال جلسة للحكومة "تحاول إسرائيل نقل معبر رفح إلى مكان آخر".
ويأتي هذا الكلام في ظلّ مخاوف بين الفلسطينيين والمصريين خصوصا من محاولات إسرائيلية محتملة لدفع الفلسطينيين المقيمين في قطاع غزة إلى مغادرة القطاع المحاصر.
ونزح 1,7 مليون فلسطيني خلال الحرب، ويعيش 1,2 مليون منهم في منطقة رفح الحدودية مع
مصر، وفق الأمم المتحدة.
ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى الخارج، ويستخدم حاليا لخروج مقيمين في القطاع بعد أذونات استثنائية توافق عليها إسرائيل، وتحظى أيضا بموافقة فلسطينية ومصرية.
وقال اشتية: "معبر رفح هو بوابة الحدود الفلسطينية المصرية، وهي شأن مصري فلسطيني. ولدينا اتفاق مع الشرطة الأوروبية منذ 2005 لإدارة المعبر".
وتوجد معابر أخرى بين قطاع غزة وإسرائيل مغلقة، بينها "كرم أبو سالم" الذي كانت تدخل عبره البضائع التجارية إلى قطاع غزة في السابق، ويستخدم أحيانا حاليا لإدخال مساعدات إلى القطاع المحاصر بعد تفتشيها هناك.
وقال أمين عام المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي لوكالة فرانس برس إن إسرائيل "تحاول إغلاق معبر رفح الذي من المفترض أنه تحت السيطرة المصرية والفلسطينية والإسرائيلية، ونقل الحركة إلى معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل بالكامل".
وأوضح أن "معبر كرم أبو سالم هو معبر بين إسرائيل وغزة، باتجاه واحد، ومعبر رفح هو بين غزة ومصر في الاتجاهين".
وقال البرغوثي: "من الممكن أن تكون هذه الخطوة في إطار تنفيذ خطة طرد سكان قطاع غزة من خلال معبر أبو سالم" الحدودي أيضا مع مصر.
في وقت سابق، قالت وسائل إعلام عبرية، إن الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، دعا إلى بدء مشروع تجريبي لتهجير سكان قطاع غزة بمئات الآلاف، عبر استغلال حاجتهم.
وقالت القناة "13"، مساء الثلاثاء، إن دعوة بن غفير جاءت خلال نقاش للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية بعد قرار محكمة العدل الدولية بخصوص دعوى "إبادة جماعية" رفعتها جنوب أفريقيا بحق "إسرائيل".
وزعم الوزير المتطرف، أن سكان غزة، "سيبيعون كلية للخروج من غزة.. يجب أن نستخدم هذا الأمر".
وكان وزراء من أحزاب في الائتلاف الحكومي اليميني شاركوا مساء 28 كانون الثاني/ يناير الماضي، في مؤتمر بالقدس الغربية دعا إليه حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، وروج لإعادة السيطرة على قطاع غزة والاستيطان فيه وتهجير سكانه.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.9 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.