نشر موقع "نادي فالداي" الروسي تقريرا تحدث فيه عن تبادل بيونغ يانغ وسيول تهديدات تشمل إطلاق القذائف في البحر في المنطقة المجاورة مباشرة لخط ترسيم الحدود.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية يقترب من نقطة الاضطراب، لكن من المستبعد بلوغ مستوى خطير وظهور صراع عسكري آخر بالقرب من حدود روسيا.
وذكر الموقع أن منطقة شمال شرق آسيا تعد واحدة من أكثر المناطق إثارة للاهتمام في العالم، حيث تتشابك الاتجاهات الحديثة في تطوير العلاقات الدولية. وكما هو الحال مع بقية العالم، فإن حالة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لها تأثير على هذه المنطقة. بعد قمة سان فرانسيسكو في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، تحسّنت العلاقات بعض الشيء، ومن المستبعد اهتمام الجانبين بتفاقمها بشكل جدي هذه السنة لأن الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط استنزفت موارد الولايات المتحدة التي لا يخدم ظهور صراع آخر مصالحها. ومع الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، من المرجح استخدام الجمهوريين هذا لاتهام إدارة بايدن بالفشل.
بالنسبة للصين، فإن المشاكل الرئيسية في الوقت الراهن هي المشاكل الاقتصادية، بما في ذلك انخفاض حجم التجارة مع جميع الشركاء الرئيسيين باستثناء روسيا، وبالتالي فإن تفاقم الوضع الدولي غير مرغوب فيه.
وحقيقة عقد اجتماع ثلاثي بين
الصين وكوريا واليابان على المستوى الوزاري في سيول في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 أيضًا يعد أمرًا مهمًا للغاية. لذلك قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، من المستبعد قيام الأطراف بتحركات حادة أو تشجيع الحلفاء والشركاء على القيام بذلك.
وفي الوقت الحالي، تُبنى العلاقات بين روسيا والصين وكوريا على أساس الاتفاقيات الثنائية، التي يتمتع كل طرف في إطارها بحرية عمل كبيرة. وعلى هذا الأساس، أدانت روسيا والصين التجارب النووية التي أجرتها كوريا، وصوتتا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح فرض العقوبات. في المقابل، لا تبدي بيونغ يانغ أي اهتمام بأنشطة منظمة شنغهاي للتعاون، أو منظمة معاهدة الأمن الجماعي أو الاتحاد الاقتصادي الأوراسي أو مشروع الحزام والطريق الصيني. وتجدر الإشارة إلى أن مثلث الولايات المتحدة الأمريكية - اليابان - كوريا لا يزال في مرحلة مبكرة من التشكّل.
وأشار الموقع إلى أن انقسام كوريا إلى دولتين ذات أنظمة اجتماعية وسياسية متعارضة تمامًا لا يزال قائمًا وأزيلت مسألة التوحيد من جدول الأعمال. يخشى الكثيرون ارتباط توحيد كوريا بتكاليف مالية كبيرة وتأثير ذلك سلبًا على مستوى معيشتهم. ورغم عدم مبالاة الكوريين الجنوبيين بما يحدث في الشمال، إلا أنهم يشعرون بالقلق إزاء برنامج الصواريخ النووية لكوريا الشمالية وخطر الهجوم.
وفي الوقت نفسه، تدرك
كوريا الشمالية أنها تخسر أمام
كوريا الجنوبية من جميع النواحي، وأن الأسلحة الصاروخية النووية هي ورقتها الرابحة الوحيدة، لذلك تسعى إلى استخدامها للحفاظ على نظامها الاجتماعي والسياسي وتحسين وضعها في العالم.
في كانون الأول/ ديسمبر 2023، صرحت قيادة كوريا الشمالية لأول مرة أنها تعامل كوريا الجنوبية مثل جميع البلدان الأخرى ولا تسعى إلى التوحيد. لذلك، فإن تصريحات التهديد من الجانبين والمناورات العسكرية وإطلاق النار وحتى الحوادث الحدودية لن تصل حد الصراع المسلح واسع النطاق.
وذكر الموقع أن السياسة الروسية في شمال شرق آسيا شهدت تطورًا كبيرًا على مدى العقود الثلاثة الماضية، وتحددها حاليًا مواقف دول معينة من الأحداث في أوكرانيا وحرب الاستنزاف بين روسيا والغرب. وقد أصبحت كوريا الشمالية واحدة من الدول القليلة التي دعمت روسيا بشكل شبه كامل.
وقد تكثف الحوار بين موسكو وبيونغ يانغ في جميع المجالات بشكل ملحوظ. وقد يزور فلاديمير بوتين بيونغ يانغ للمرة الأولى منذ سنة 2000.
في الوقت نفسه، كانت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، التي فرضت عقوبات على روسيا، من بين الدول غير الصديقة. ومع أن جميع الدول الغربية قللت من إمكانية زيارة المواطنين الروس لها، إلا أن نظام الإعفاء من التأشيرة بين روسيا وكوريا الشمالية لا يزال ساريًا.
وبطبيعة الحال، قد يتغير الوضع في شمال شرق آسيا في حال أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة مرة أخرى. في هذا الصدد، يدرس العديد من السياسيين ورجال الأعمال والعلماء والخبراء التداعيات المحتملة لذلك. وبينما لم تسفر الاجتماعات الثلاثة بين ترامب وكيم جونغ أون عن نتائج ملموسة، تظل رغبة الزعيمين في مواصلة الحوار على أعلى مستوى واضحة وربما تكون أكثر إنتاجية بالفعل.
ومن المحتمل قيام ترامب لأسباب مالية بتقليص الوجود العسكري الأمريكي في اليابان وكوريا الجنوبية أو يطالبهما بمساهمة مالية أكبر. ثم ستواجه طوكيو وسيول مرة أخرى المسألة الصعبة المتمثلة في إمكانية إنشاء أسلحة نووية خاصة بهما. وعلى المدى المتوسط، قد تصبح منطقة شمال شرق آسيا المنطقة الأولى التي تمتلك فيها كافة الدول أسلحة نووية مما يفرض أساليب مختلفة تماما لإنشاء نظام أمني دولي هناك.
للاطلاع إلى النص الأصلي (
هنا)