انتخابات أمريكا.. تقدم لترامب في التمهيدية وتراجع شعبية بايدن

تستعر الحرب الانتخابية في الولايات المتحدة بين المرشحين للفوز بالانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الجاري، وترتفع حدة المنافسة في السباق نحو البيت الأبيض بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وبين المرشحين داخل الأحزاب في الانتخابات التمهيدية التي تؤشر على شدة المنافسة في الجولات النهائية.

يتصدر المرشح الأبرز في الحزب الجمهوري دونالد ترامب السباق، في عدد من الولايات خلال الانتخابات التمهيدية داخل الحزب يكتسح منافسيه، فيما ينسحب أبرز منافسيه في السباق نحو البيت الأبيض.

فوز حاسم لترامب في نيو هامشير بعد آيوا
فاز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية نيو هامشير، ضمن مسيرته للفوز بتمثيل الحزب في الانتخابات الرئاسية 2024.

ويعد فوز ترامب في نيو هامشير انتصارا كبيرا، من شأنه أن يجعل المنافسة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل ضد الرئيس جو بايدن تبدو أكثر احتمالا من أي وقت مضى.

وتمكن ترامب من انتزاع بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري في نيوهامشير بعد هزيمة منافسته الوحيدة؛ مندوبة واشنطن السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي.



وتقلصت مساحة المنافسة الجمهورية التي كانت مكتظة بـ14 مرشحا، لتقتصر المنافسة على مرشحين فقط، عقب انسحاب حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الأحد الماضي، بعدما حل في المرتبة الثانية في أيوا.

ويشكّل هذا الفوز، الثاني لترامب بعد فوزه بالانتخابات التميدية في ولاية آيوا الأسبوع الماضي، خطوة إضافية نحو انتزاع بطاقة الترشيح الحزبية للانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وفي الطرف المقابل، فاز الرئيس جو بايدن في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في نيو هامشير، متجاوزا اثنين من المنافسين، على الرغم من أن اسمه لم يكن مدرجا في بطاقة الاقتراع، وكان على الناخبين المؤيدين له كتابته، وعقدت الانتخابات في انتهاك للجنة الوطنية الديمقراطية، التي أعلنت أن الانتخابات "لا معنى لها".

وأجرت نيو هامشير انتخاباتها التمهيدية محافظة على تقليدها كأول ولاية في البلاد تشهد هذا الحدث، مخالفة قرار اللجنة الديمقراطية التي أوصت بالبدء بساوث كارولاينا، وأدى ذلك إلى إجراءات ضد الولاية، حيث منع بايدن من القيام بحملة انتخابية أو وضع اسمه على بطاقة الاقتراع.

وعن صعود أسهم ترامب في الانتخابات التمهيدية، يقول الدكتور نبيل ميخائيل أستاذ العلوم السياسية في جامعة واشنطن في تصريحات لموقع عربي21؛ إن ذلك يعود إلى رغبة الشعب الأمريكي في التغيير، ورؤية معظم الأمريكيين، على أن ترامب هو المرشح القادر على إحداث هذا التغيير، فضلا عن توقع الناخب الأمريكي من تحسن الاقتصاد بشكل أفضل إذا ما عاد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو ما يجعله أكثر قبولا للناخب الأمريكي من منافسه جو بايدن.



ويضيف ميخائيل: فقد بايدن ثقة المواطنين الأمريكيين السود من أصول أفريقية بعد تأييده الشديد للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ لأنهم يتعاطفون مع الفلسطينيين، وهذا يشير إلى أن بايدن خسر شريحة واسعة من مؤيديه، بالإضافة إلى خسارته أصوات العرب والمسلمين في أمريكا، وهذه الشريحة مهمة في الانتخابات، وتشكل ثقلا كبيرا، وسيخسر بايدن في عدة ولايات منها ميشيغان، وهو بحاجة لهذه الأصوات لكي يتقدم على ترامب.

وأشار إلى أن بايدن فقد أصوات المستقلين بسبب سياساته التي تراها هذه الشريحة غير متناسبة مع توجه الشعب الأمريكي، بينما يستطيع ترامب الاستحواذ على هذه الأصوات، وهو ما حصل في الانتخابات الماضية.


تقلص عدد المنافسين لترامب
وقبل الانتخابات التمهيدية في ولاية نيو هامشير انسحب، رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلورديا من سباق نيل الترشيح في الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، تاركا الحلبة للسفيرة السابقة، نيكي هايلي، في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي تقول المؤشرات إنه بات أقرب للحسم.

حين تلقت هايلي خبر انسحاب ديسانتيس، فرح أنصارها وهللوا بنصر يشير إلى تقدم مرشحتهم، لكن التحليلات تشير إلى أن خروج حاكم فلوريدا من السباق، وتأييده ترامب، قد يقوض قدرة السيدة، التي تطرح نفسها منافسة قوية للرئيس الأمريكي، جو بايدن، على إلحاق الهزيمة بترامب أو على الأقل الإطاحة به في نيو هامشير، وهذا ما حصل حيث سجل ترامب فوزا حاسما في الولاية.

ومع انسحاب ديسانتيس يبقى في قائمة مرشحي الحزب الجمهوري 3 متنافسين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، التي ستجرى في الخامس من تشرين الثاني/ نزفمبر المقبل، هم: الرئيس السابق دونالد ترامب، والمندوبة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي.

ويقول الدكتور نبيل ميخائيل؛ إن الانتخابات التمهيدية تشير إلى تقدم ساحق لترامب، ما يؤكد أنه سيحصل على ترشيح الحزب الجمهوري لمنافسة بايدن في الانتخابات المقبلة، ولا توجد معارضة قوية لترامب داخل حزبه إلا في حالات غير مؤثرة كخلافاته مع عائلة بوش، لكن هناك موقف واضح على أن الحزب الجمهوري يؤيد ترامب، ومن ثم هو تجاوز عقب المنافسة الداخلية.

انسحاب ديسانتيس يصب في صالح ترامب
يقول مايك دينيهي، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري في نيو هامشير، لموقع بوليتيكو؛ إن انسحاب ديسانتيس يقضي فعليا على أي فرصة لدى هايلي لإبقاء ترامب أقل من 50 في المئة، مضيفا، أن هناك فرصة ليحصل ترامب على 60 بالمئة من الأصوات في نيو هامشير.

والانسحابات المتتالية تصب في مصلحة ترامب، مثل، فيفيك راماسوامي الذي أيد ترامب، حذا حذوه السيناتور الجمهوري، تيم سكوت، الذي أنهى حملته الانتخابية في تشرين الثاني/نوفمبر، والأحد، أضاف ترامب ديسانتيس إلى قائمة الأعداء السابقين الذين تحولوا إلى أصدقاء مرة أخرى.

وكان أنصار راماسوامي في نيو هامشير قد بدؤوا بالفعل في الانجذاب نحو ترامب، حيث دعم العديد من موظفيه السابقين ترامب علنا، وشجعوا الآخرين على فعل الشيء نفسه.

ومن المرجح أن يحصل الرئيس السابق على دفعة دعم أخرى، ولو كانت صغيرة، من قاعدة ديسانتيس المكونة من الجمهوريين المحافظين والمؤيدين ذوي الميول التحررية.



وبلغة الأرقام والاصطفافات، فإن انسحاب ديسانتيس ودعمه لترامب يعقد المشهد أمام هايلي، حيث أظهر استطلاع أجرته جامعة نيو هامشير بالتعاون مع سي أن أن، أن 62 بالمئة من مؤيدي ديسانتيس سيؤيدون ترامب كخيارهم الثاني، في حين أن 30 بالمئة فقط سيؤيدون هايلي.

وفي استطلاع يومي أجرته جامعة سوفولك، بوسطن غلوب، مع أن بي سي 10 في بوسطن، قال 57 بالمئة من مؤيدي ديسانتيس؛ إنهم سيختارون ترامب كخيارهم الثاني، بينما قال 33 بالمئة إنهم سيختارون هايلي.

ويقول ديفيد باليولوغوس، مدير استطلاعات الرأي بجامعة سوفولك، لموقع بوليتيكو؛ إنه في "جميع استطلاعات الرأي التي أجريناها، كانت نسبة تأييد ترامب 50 بالمئة أو أكثر.

سياسة بايدن الخارجية قلصت فرصه في الفوز
ومع اتساع رقعة الحروب وفشل بايدن في إخمادها حول العالم، سببت قلقا للأمريكيين؛ ما أدى إلى انخفاض شعبيته مقابل وعود ترامب للأمريكيين بوقفها يقول نبيل ميخائيل لعربي21؛ إن ذلك زاد في قناعة الناخب الأمريكي بضرورة عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بعد أن وعد ناخبيه بوقف الحرب الروسية على أوكرانيا بعلاقته مع بوتين، إضافة إلى تهدئة الصراع في الشرق الأوسط كالحرب الإسرائيلية على غزة، أو الأزمة السورية، أو الأزمة في اليمن، وفشل بايدن في التهدئة شكل قناعات لدى الناخب الأمريكي أن بايدن لا يستطيع إحلال السلام على عكس ترامب، وهو ما يجعل ترامب أقرب إلى البيت الأبيض من أي وقت مضى.

أما الدعاوى القضائية التي تشكل عائقا أمام ترامب، يرى ميخائيل أنها لن توثر كثيرا على فرصه بالفوز؛ حيث أجاب على طريقة تجازوه هذه العقبة عندما أشار إلى أنه لو صدرت ضده أحكام قضائية تصل إلى حد السجن وفاز في الانتخابات، سيقوم بإعفاء نفسه من هذه العقوبات بصفته رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

ترامب في مواجهة بايدن والكفة لصالح ترامب
وخلال المنافسة المحتدمة في السباق التمهيدي، تظهر استطلاعات الرأي أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يحظى بدعم ضعيف في معظم الدوائر الانتخابية الرئيسية في ولاية ميشيغان، خاصة في ظل نفور بعض الناخبين الشباب والأمريكيين العرب منه بسبب موقفه من الحرب الإسرائيلية على غزة، بينما يكتسب منافسه المنتظر دونالد ترامب دعما بين الناخبين السود، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الأحد 21 كانون الثاني/ يناير 2024

الصحيفة قالت؛ إن علامات تحذيرية تلوح في ولاية ميشيغان الأمريكية تهدد انتخاب الرئيس جو بايدن لولاية جديدة، وأضافت أنه من المرجح أن يفيد بايدن تحسن المؤشرات الاقتصادية المتعلقة بالتضخم ونمو الأجور، وإتاحة حقوق الإجهاض في الولاية، وتوسيع التصويت عبر البريد والتصويت المبكر.

لكن الصحيفة الأمريكية تقول؛ إن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وموقف الرئيس الأمريكي من الحرب ودعمه لإسرائيل، أدى إلى نفور بعض الناخبين الشباب والأمريكيين العرب في ميشيغان منه، وتُظهر استطلاعات الرأي أن ترامب يكتسب دعما بين الناخبين السود.



وأظهر استطلاع أجرته مجموعة Glengariff لصالح صحيفة ديترويت نيوز ومحطة WDIV-TV في أوائل يناير/كانون الثاني، أن ترامب يتقدم على بايدن بنسبة 47% مقابل 39%. ويظهر الاستطلاع أن جو بايدن يحظى بدعم ضعيف في معظم الدوائر الانتخابية الرئيسية للديمقراطيين.

وجد الاستطلاع حين طرح سؤالا عن إن كان بايدن يستحق ولاية جديدة أن شعبية بايدن ضعيفة بين الناخبين السود، والناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما ومن يحملون شهادات جامعية.

ورأى الغالبية العظمى من الناخبين المستقلين في الاستطلاع، أن بايدن لا يستحق الانتخاب لولاية جديدة، بينما رأى حوالي ثلث من شملهم الاستطلاع أن ترامب يستحق ولاية ثانية.