نشر الصحفي الفرنسي ألان غريش، مقالا في موقع “
أوريان21" المحلي، أشار فيه إلى تواطؤ الإعلام الغربي في الإبادة الجماعية التي يشنها
الاحتلال ضد الشعب
الفلسطيني في قطاع
غزة، مشيرا إلى أن المصطلحات المستخدمة إعلاميا تبرر لـ"إسرائيل" جرائهما.
وقال غريش إنه "مر وقت ليس ببعيد عندما لم تكن وسائل الإعلام الغربية خجولة إلى هذا الحد. لم يمتنع أحد عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، ولم يكن يخطر ببال أحد أن يستخدم مصطلح "العملية الروسية الخاصة" إلا على سبيل السخرية. واليوم أصبح التعبير الإسرائيلي حرب إسرائيل حماس هو القاعدة، وكأن طرفين متساويين في مواجهة، أو وكأن أغلب الضحايا من جنود كتائب القسام".
وأضاف أن الصحف الغربية تستخدم تعابير مختلفة، لكن حماس توصف دائما تقريبا بأنها "منظمة إرهابية"، في حين أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فقط تعتبرها كذلك، ما يعفي إسرائيل بشكل مسبق من جميع جرائمها، و"إذا كنت تواجه الشر المطلق، فكل شيء مباح، أليس كذلك؟".
وتابع بأنه في هذه الأثناء، فإن الخطاب العنصري المخزي، الذي يقترب من التحريض على الكراهية أو العنف، والذي يستهدف أولئك الذين ينتقدون الجيش الإسرائيلي، يمر مرور الكرام عمليا. ناهيك عن الشكوك التي تحيط بالصحفيين "العنصريين المذنبين بالطائفية" عندما يقدمون وجهة نظر مختلفة (عن وجهة نظر الاحتلال).
وأشار إلى أنه لا يوجد سوى قليل من الاعتراضات حول رفض دولة الاحتلال السماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة، "باستثناء أولئك الذين يختارون المشاركة في جولة بصحبة مرشدين، وهو ما يقبله العديد من المراسلين دون أدنى مسافة حرجة".
ولفت إلى أن "المجال الصحفي لم يحتج على مقتل 109 صحفيين فلسطينيين، وهو رقم لم يسبق له مثيل في أي صراع حديث. لو كان هؤلاء المراسلون أوروبيين، ما الذي لم نكن لنسمعه؟ والأسوأ من ذلك، أن منظمة "مراسلون بلا حدود" ذكرت في مراجعتها السنوية، التي نُشرت في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2023، أن "17 صحفيا فلسطينيا قُتلوا في أثناء أداء واجبهم"، وهو خبر تناولته العديد من وسائل الإعلام الفرنسية. إن الصياغة غير لائقة إلى حد صادم، خاصة عندما نتذكر أن الجيش الإسرائيلي اعتاد على استهداف الصحفيين بشكل متعمد، كما ذكرنا مقتل شيرين أبو عاقلة".
وشدد الصحفي الفرنسي على امتنانه للصحفيين الفلسطينيين الذين أوصلوا الصورة للعالم.
وأشار غريش، إلى أنه "للمرة الأولى تحدث إبادة جماعية على الهواء مباشرة على بعض القنوات الإخبارية أو شبكات التواصل الاجتماعي، وفي الوقت نفسه، من المثير للقلق أن نلاحظ مدى سهولة دفع هذه المذبحة تدريجياً من الصفحات الأولى لصحفنا ومن افتتاحيات نشراتنا الإخبارية التلفزيونية لتصبح موضوعا ثانويا".
وحول الدور الفرنسي في تواصل الحرب الإسرائيلية الدموية، لفت الصحفي الفرنسي إلى أنه "كي لا تكون
فرنسا طرفا في هذه الإبادة الجماعية، فعليها أن تساهم في وقفها من خلال تعليق تعاونها العسكري مع إسرائيل، وفرض عقوبات على المواطنين الفرنسيين المشاركين في الجريمة في غزة، وتعليق حق المستوطنين في الضفة الغربية في دخول شباكنا، وتعليق استيراد البضائع الإسرائيلية، التي يأتي بعضها من المستعمرات، والتي يتم تسويقها بشكل مخالف للقرارات الأوروبية".
واختتم غريش مقاله بالقول: "في نهاية كانون الأول/ ديسمبر، وفي أعقاب الهجوم الروسي على المدن الأوكرانية الذي تسبب في سقوط نحو ثلاثين ضحية، أدانت حكومة الولايات المتحدة تلك التفجيرات المروعة، في حين نددت باريس باستراتيجية الإرهاب الروسية. وكان العنوان الرئيسي في صحيفة لوموند هو: حملة الإرهاب الروسية. فكم من الوقت سيستغرق وصف حرب إسرائيل على غزة بالإرهاب؟".