نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، كشفت فيه أن قوات الاحتلال الإسرائيلي "خرّبت أو دمّرت ما لا يقل عن ستة مقابر خلال تقدمها في شمال قطاع
غزة، معظمها في الأسابيع الأخيرة، وفقا لتحليل صور الأقمار الصناعية الجديدة ولقطات الفيديو التي حللتها الصحيفة".
وأضاف التقرير الذي أنجزه كل من الصحفي، كريستوف كويتل، وهو صحفي تحقيقات في الصور المرئية، مع فريق فيديو الصحيفة، وكريستيان تريبرت، وهو صحفي في فريق التحقيقات البصرية في الصحيفة، أنه: "في حي الشجاعية في غزة، قامت القوات الإسرائيلية بتدمير جزء من المقبرة التونسية لإقامة موقع عسكري مؤقت".
وتابع: "تظهر صورة القمر الصناعي، يوم الأحد، مركبات مدرعة وتحصينات ترابية على مقابر سليمة قبل أيام"، مشيرا إلى أن "الجيش الإسرائيلي لم يرد على أسئلة "نيويورك تايمز" حول سبب هدم المقبرة وما إذا كان قد اتخذ أي احتياطات لحماية المواقع الدينية في غزة".
وأضاف التقرير نفسه، أن "قوانين النزاع المسلح، تعتبر التدمير المتعمد للمواقع الدينية دون ضرورة عسكرية جريمة حرب محتملة"؛ مردفا: "قد وقع الكثير من الضرر هذا الشهر، مع تقدم القوات الإسرائيلية نحو ما يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنها لا تزال معاقل لحماس في المناطق المكتظة بالسكان في مدينة غزة".
واسترسل بأنه "يبدو أن إسرائيل تستخدم مقبرة واحدة على الأقل كقاعدة مؤقتة للمركبات العسكرية"، مؤكدا أن "مركبات عسكرية إسرائيلية دمّرت عشرات القبور، في مقبرة أصغر، في أوائل كانون الأول/ ديسمبر، بجوار موقع إسرائيلي موجود على بعد نصف ميل إلى الشمال الغربي من المقبرة التونسية".
وأشار إلى أن "مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، يظهر جنودا يشاركون على ما يبدو في قتال في المنطقة".
وفي اليوم نفسه، أظهرت صور الأقمار الصناعية في حي جباليا بمدينة غزة آثارا جديدة، ومركبات عسكرية محتملة، في مقبرة الفالوجة. تُظهر اللقطات الأضرار التي لحقت بالمقابر ولكن لم تظهر مواقع عسكرية ثابتة.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه "تم إنشاء موقع عسكري محتمل في مقبرة في بيت حانون شمال قطاع غزة أيضا"، مردفة: "لم تظهر أي مركبات عسكرية في صورة القمر الصناعي، يوم الأحد، لكن التحصينات الترابية المماثلة يمكن مقارنتها بتلك التي أقامتها القوات الإسرائيلية في عشرات الأماكن في غزة".
وتابعت: "لم يتم استخدام مواقع الحماية هذه، إلا لفترة محدودة من الوقت مع تحرك الهجوم البري بشكل أعمق داخل غزة"، مضيفة بأن "المقابر الأخرى التي حددتها الصحيفة على أنها دمرت من قبل القوات الإسرائيلية كانت في الشيخ عجلين، أحد أحياء مدينة غزة، وبيت لاهيا، وهي مدينة تقع في أقصى شمال غزة".