نشرت صحيفة "
وول ستريت جورنال" تقريرا أعده أندرو روستوكيا وفيفيان سلامة، أشار إلى أن مسؤول الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان وصل دولة الاحتلال، وسط الخلافات العلنية بين الرئيس الأمريكي جو
بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مستقبل
غزة بعد الحرب.
ووصفت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، الزيارة بأنها جزء من "دبلوماسية رهانات عالية"، وتأتي بعد أيام من إصدار بايدن النقد الأوضح للحكومة الإسرائيلية منذ بداية الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر، حيث وصف الحكومة الإسرائيلية بأنها الأكثر" تطرفا في تاريخ الدولة، وحذر بأنها تفقد الدعم العالمي، وبدا كأنه غير راض عما وصفه بـ"القصف الذي لا يميز" في غزة.
وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه يواجه الرئيس ترددات سلبية في الولايات المتحدة لدعمه الحكومة الإسرائيلية، حيث يضغط الناخبون الشباب والتقدميون والبعض في داخل الإدارة للموافقة على وقف إطلاق النار. وذهب بعض القادة على اليسار بالقول إن دعم بايدن لإسرائيل يهدد فرص إعادة انتخابه في العام المقبل، وفقا للصحيفة.
وقالت إن بايدن رفض دعوات وقف إطلاق النار، ودعم "توقفات" للإفراج عن الرهائن، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. ووصل الخلاف داخل الإدارة بشأن دعم بايدن إسرائيل ذروته ليلة الأربعاء، عندما نظم فريق من موظفي البيت الأبيض وقفة صامتة لغزة، دعوا فيها لوقف إطلاق النار. وقدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لإسرائيل، وخلال السنوات الماضية، وبعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، قدمت لها 15.000 قنبلة و 57.000 قذيفة مدفعية. وتوفر واشنطن الغطاء الدبلوماسي وسط الشجب الدولي لطريقة إدارة إسرائيل الحرب، خاصة استخدام الفيتو لمجلس الأمن يوم الجمعة الذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار.
والأربعاء، كرر البيت الأبيض القول إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل لم يتغير، وتأكيدات بايدن المستمرة بأن المساعدة غير مشروطة، إلا أن الخلافات بدت بين البلدين بشأن مستقبل غزة، وفقا للتقرير.
وبحسب الصحيفة، فإن الإدارة الأمريكية تريد من السلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة إدارة غزة، وذلك ضمن خطة أمريكية لاستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ورفض نتنياهو الخطة الأمريكية، ورهن بقاءه السياسي على معارضة أي دور للسلطة في مرحلة ما بعد الحرب في غزة، ومنع حل الدولتين الذي تتبناه إدارة بايدن. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: " هذه حوارات جادة جدا، ونأمل بأن تكون بناءة".
وتعلق الصحيفة أن الولايات المتحدة قد تجد صعوبة في الضغط على إسرائيل. فمن ناحية لا تضع الولايات المتحدة شروطا على تزويد إسرائيل بالسلاح ولا كيفية استخدامها، ولم تعط إشارات عن استخدام المساعدة كورقة ضغط عليها كي تغير طريقة إدارة الحرب، ونفس الأمر يصدق على الدعم الدبلوماسي. لكن المسؤولين الحكوميين لا يتجاهلون النقد من التقدميين الديمقراطيين ولا الرأي العام الأمريكي بشأن زيادة أعداد الضحايا في غزة، ويخشون من خسارة الدعم الأمريكي الغامر. وقال مسؤول، إن قادة إسرائيل عبروا وعلى مدى أسابيع عن خشيتهم من إمكانية معارضة إدارة بايدن لها وعلنا.
ويعترف المسؤولون الأمريكيون، بحسب الصحيفة، في أحاديثهم الخاصة بأن الحكومة الإسرائيلية تتردد دائما بقبول النصيحة من واشنطن بشأن العملية، وبخاصة تغيير الخطة العسكرية لتجنب الخسائر المدنية وعدم تدمير البنية التحتية والسماح بمزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة وتوقف في العمليات للإفراج عن الرهائن لدى حماس. ولهذا السبب تبنت إدارة بايدن ما يشبه الدبلوماسية المكوكية الأسبوعية ومنذ بداية الحرب، حيث أرسلت عددا من المسؤولين للمنطقة والعمل مع حكومة الحرب الإسرائيلية ولقاء القادة العرب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر يوم الأربعاء: "شاهدتم الحكومة الإسرائيلية وقد خرجت علنا وقالت إنهم ليسوا جاهزين [لاتخاذ هذه الخطوات] وشاهدتم أننا في بعض الأوقات تجاوزنا الخلافات". وأشار ميلر "تحديدا" للخلاف بشأن إقامة دولة فلسطينية. و"ما قلناه لهم بالسر، وهو أننا سنواصل الحديث معهم علنا وبقية الدول في المنطقة وحول العالم، وهو أنه لن يكون هناك سلام وأمن بالمنطقة دون تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني".
وفي واشنطن، رفض المسؤولون الأمريكيون الفكرة، وهي أن تعليقات بايدن عن الزعيم الإسرائيلي "ويجب أن يتغير، وأن الحكومة هذه في إسرائيل تعقد من حركته" قد تضر بالعلاقات بين البلدين، بحسب التقرير.
وقال كيربي إن "الأمر ليس بيدنا لإملاء الشروط على حكومة أجنبية ذات سيادة، زاعما أن "إسرائيل هي ديمقراطية، والشعب الإسرائيلي هو من سيقرر شكل الحكومة، وقد فعل ونحترم هذا". وكرر كيربي أن بايدن كان صريحا بشأن قلقه حول سياسة الحكومة الإسرائيلية.