سياسة دولية

الموفد الرئاسي الفرنسي في بيروت غدا.. هل يتحرك الملف الرئاسي؟

هذه هي المرة الرابعة التي يزور فيها لودريان بيروت منذ الشغور الرئاسي- جيتي
يتوجه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت غدا الأربعاء، لاستئناف جهود تحريك ملف الاستحقاق الرئاسي بعد جمود مستمر منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.

وهذه هي المرة الرابعة التي يزور فيها لودريان بيروت منذ الشغور الرئاسي والتقى خلالها مسؤولين لبنانيين وقادة أحزاب فاعلة من دون أن تثمر جهوده.

ويستمر الشغور الرئاسي في لبنان مع فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس للجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، علما بأن أيا من الفرقاء اللبنانيين لا يحظى بأكثرية تمكنه من إيصال مرشحه إلى هذا المنصب.

ويزيد الشغور الرئاسي الوضع الاقتصادي سوءا في وقت تشهد فيه البلاد منذ 2019 انهيارا اقتصاديا صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850.

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية فقد باشر السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو اتصالاته بالقيادات السياسية الرئيسية لإعداد لائحة بأسماء المدرجين على جدول أعمال اللقاءات التي سيعقدها لودريان، بدءاً برئيس المجلس النيابي نبيه بري.

ولفتت الصحيفة نقلا، عن مصادرها، إلى أن مهمة لودريان لن تقتصر على إعادة تحريك انتخاب رئيس للجمهورية، وقالت إنه يسعى لجس نبض الناخبين الكبار للتأكد من مدى استعدادهم لإخراج انتخاب الرئيس من المراوحة القاتلة التي يتخبط فيها.

وقالت إن عودة لودريان إلى بيروت تأتي في سياق تأكيده للحضور الفرنسي في المشهد السياسي لجهة انضمام باريس للدعوات الدولية والعربية للبنان بعدم الانجرار إلى الحرب التي تشنها "إسرائيل" على غزة.

وبحسب مصادر "الشرق الأوسط" فإن لودريان "لا يحمل جديداً إلى لبنان، وأن جل ما يقوم به يبقى في إطار استكشاف المواقف، لعله يعيد الروح إلى الدور الفرنسي الذي تمثل أخيراً في إطلاق باريس لمبادرة بنسخة جديدة لإخراج الاستحقاق الرئاسي من الحلقة المفرغة التي يدور فيها ومدى استعداد الأطراف للالتفاف مجدداً وبرؤية جديدة لانتخاب الرئيس، إضافة إلى تنقية أجواء العلاقة الفرنسية - اللبنانية من الندوب التي أصابتها كرد فعل على انحياز ماكرون لوجهة نظر "إسرائيل" في حربها على غزة.

من جهتها قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إن مهمة لودريان الرئيسية هي "تكريس فرنسا كشريك في أي تسوية لاحقة، وحماية دورها الذي بدأته بعد تفجير المرفأ في 4 آب/ أغسطس 2020، وتكرار الدعوة إلى ضرورة التهدئة على الجبهة الجنوبية". والأهم من ذلك كله، وفق الصحيفة، هو "تصحيح صورتها التي تضرّرت خلال الحرب على غزة جراء المواقف المنحازة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي كان صداها سيئاً جداً لدى القوى السياسية اللبنانية وتحديداً حزب الله".

ونقلت الصحيفة المقربة من حزب الله عن مصادر قولها إن "لودريان يأتي في توقيت غير صائب على الإطلاق، إذ إنه لن يجِد أي تجاوب معه. فضلاً عن أن حزب الله ليس في وارد النقاش في الملف الرئاسي، فهو لا يزال يركّز على ما حصل وسيحصل في غزة، إضافة إلى أن الحزب حالياً أكثر تمسّكاً بشروطه ومطالبه".

في المقابل أبدى النائب سيمون أبي رميا، رئيس "لجنة الصداقة النيابية اللبنانية-الفرنسية" تفاؤله بزيارة لودريان، كونها ستعيد طرح ملف انتخابات رئاسة الجمهورية. ويشدِّد النائب أبي رميا على أن "المقاربة الفرنسية للملف، تأتي انطلاقاً من أن باريس ترى أنه بعد حرب غزة والعدوان الإسرائيلي على الجنوب، قد تكون القيادات السياسية في لبنان، أدركت أن "الفراغ الرئاسي لا يمكن أن يستمر"، بحسب ما نقل عنه موقع "ليبانون ديبايت".

يذكر أن الحراك الفرنسي الجديد يأتي عقب حراك قطري كان قد انطلق على الساحة السياسية المحلية في الأسبوع الماضي.

الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع