أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن صدمته وفزعه من إقدام
الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عمليات تصفية جسدية بحق جرحى
فلسطينيين، خلال الإخلاء
القسري لمجمع الشفاء الطبي في مدينة
غزة، واستخدام إدارته كدروع بشرية.
وقال الأورومتوسطي في بيان له اليوم السبت أرسل نخة منه لـ
"عربي21"، إنه تلقى إفادات بشأن استخدام الجيش الإسرائيلي أعضاء من
إدارة مجمع الشفاء كدروع بشرية لإجراء عملية تمشيط وتفتيش واسعة في مرافق مستشفيات
المجمع، قبل أن يمارس عمليات قتل ميداني جماعي بصورة مروعة.
ووفق الإفادات، فإن الجيش الإسرائيلي طلب الطبيب مروان أبو سعدة مدير
مستشفى الجراحة في مجمع الشفاء من أجل التفاوض معه نيابة عن إدارة المجمع، لترتيب
آليات إخلاء المستشفيات والمرافق في المجمع من الجرحى والمرضى.
لكن ما حدث أن الجيش الإسرائيلي استخدم الطبيب أبو سعدة كدرع بشري من
أجل فتح جميع أبواب أقسام المستشفيات في المجمع على مدار أكثر من خمس ساعات
متواصلة؛ بحثا عن دلائل على وجود عسكري في المجمع.
وأمام فشل الجيش الإسرائيلي في العثور على أي دلائل يسعى إليها بوجود
عسكري في المجمع، جن جنون الجنود، وعمدوا إلى تنفيذ عمليات تصفية جسدية لعدد من
الجرحى، عبر إطلاق مباشر للنار عليهم وقتلهم بدم بارد.
وكرر المرصد الأورومتوسطي إدانته الشديد للانتهاكات الصارخة التي
مارستها ولا تزال بحق المستشفيات التي تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني
الدولي، بما في ذلك المادة 19 من اتفاقيات جنيف، التي تنص على أنه "لا يجوز
بأي حال من الأحوال مهاجمة وحدات الخدمة الطبية، بل يجب احترامها وحمايتها في جميع
الأوقات من قبل أطراف النزاع".
ودعا المرصد الأورومتوسطي إلى فتح تحقيق دولي مستقل بشكل عاجل لتحويل
الجيش الإسرائيلي المستشفيات إلى ساحات إطلاق النار وعمليات إعدام ميداني، بما قد
يرتقي إلى جرائم
حرب، وضرورة محاسبة مرتكبيها ومن أصدر الأمر بذلك.
ومنذ 7
أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية
والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من
أوضاع متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس"
بالانتخابات التشريعية في 2006.