سلطت صحيفة "
وول ستريت جورنال" الضوء، في
تقرير لها، على التحديات التي تواجهها القوات الإسرائيلية في مواجهتها مع حماس، وعن
القرارات الحساسة بشأن استهداف المرافق المدنية، والضغوط الدولية المتزايدة لتجنب استهداف
المدنيين وتحسين الظروف الإنسانية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"؛ إنه في غضون ما يزيد قليلا عن أسبوع، شقت القوات البرية الإسرائيلية طريقها إلى شمال
قطاع
غزة بسرعة فاجأت حتى قادتها. ومع ذلك، قد تكمن أصعب مراحل الحرب في المستقبل القريب،
فبينما تتقدم نحو وسط مدينة غزة، تواجه القوات الإسرائيلية مقاتلي حماس المتحصنين في
العديد من الأماكن، يهاجمون ثم ينسحبون أو يختفون تحت الأرض، مما يبطئ من التقدم الإسرائيلي،
حسبما يقول الجنود والمسؤولون الحاليون والسابقون.
ووفق الصحيفة؛ تتمثل استراتيجية "إسرائيل"
في قتل عدد كاف من مقاتلي حماس وقادتها؛ لتدمير المنظمة قبل أن تضطر إلى تقليص العملية،
في حين أن هدف حماس هو تحقيق تعادل يمكّنها، برغم الأضرار، أن تظل قوية في غزة.
وبينت الصحيفة أن "إسرائيل" تتعرض لضغوط دولية
متزايدة لمنع سقوط قتلى في صفوف المدنيين وتخفيف الظروف الإنسانية المتردية، وهي ضغوط
قد تؤدي إلى وقف الحرب قبل تحقيق أهدافها.
وقال ماتان فيلناي، الرئيس السابق للقيادة الجنوبية
في "إسرائيل"، الذي قاد في السابق القوات الإسرائيلية في غزة: "القضية
الرئيسية الآن هي الوقت"، وأضاف أن حماس ربما تحتفظ بقواتها استعدادا لمعركة أكثر
شدة داخل مدينة غزة.
ومع مرور الوقت، لا يزال القادة الإسرائيليون يواجهون
سلسلة من القرارات الصعبة: سواء مهاجمة المخابئ القريبة قرب أو تحت المستشفيات وغيرها
من المرافق المدنية، التي تزعم "إسرائيل" أن حماس تستخدمها لحماية نفسها من
الهجوم وكيفية تطهير الأنفاق؛ حيث قد يكون بعض الرهائن موجودين، وما إذا كانت ستنقل
غزوها إلى جنوب غزة، حيث فر مئات الآلاف من السكان هربا من القتال، فيما تقول حماس؛ إنها لا تستخدم المدنيين كدروع.
وبحسب الصحيفة، فقد قال شخص مطلع على المعلومات الاستخبارية؛ إن الاستخبارات الأمريكية تشكك في قدرة "إسرائيل" على تحقيق هدفها العسكري
المعلن، المتمثل في القضاء على الجماعة التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية، وأضاف
المصدر أنه في حين أن الحملة يمكن أن تلحق الضرر بحماس وبنيتها التحتية، إلا أنها لا
تستطيع القضاء على أيديولوجيتها.
وتوغلت القوات الإسرائيلية في وسط قطاع غزة لتعزل مدينة
غزة عن بقية القطاع، وتقدمت قوات أخرى جنوبا على طول الساحل ومن الشمال الغربي، لتطوق
المنطقة الحضرية التي يعتقد أن معظم مقاتلي حماس يتمركزون فيها.
وقال زوهار بالتي، مسؤول كبير سابق في وزارة الدفاع
الإسرائيلية، وهو الآن زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى؛ "إنها البداية
فقط"، وأضاف: "لقد بدأنا بالضغط عليهم بشكل كبير جدا، لكن لا يزال لديهم
الكثير من القدرات"، في إشارة إلى حماس.
وأضافت الصحيفة أنه قد يكون أحد أهداف "إسرائيل"
– مستشفى الشفاء في المحيط الغربي لمدينة غزة – هو الأكثر تحديا لها أيضا. وتقول
"إسرائيل"؛ إن المستشفى تقع فوق مخبأ لقيادة حماس، وهو ادعاء تنفيه حماس.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي: "إذا تم استهداف منطقة
ما، فذلك بسبب وجود هدف عسكري، استخدمه الإرهابيون لأغراضهم العسكرية في أثناء تثبيت أنفسهم
في مناطق مدنية، ذات بنية تحتية وكثافة سكانية عالية".
وقال حازم أبو غليون، أحد سكان غزة؛ إن "القصف
اليومي أسوأ من اليوم الذي سبقه"، مضيفا أنه وعائلته لجؤوا أولا إلى إحدى المدارس، ولكنهم اضطروا إلى المغادرة مع اقتراب القتال.
وقال أحد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم: "كانت هناك
نقطة تفتيش للدبابات في منتصف الشارع، وقد أوقفونا لمدة خمس دقائق حتى عبروا الشارع،
لقد اتجهوا غربا وطلبوا منا مواصلة طريقنا، وكان هناك صوت مدفعية وإطلاق نار على طول
الطريق".
وقال بعض المسؤولين الإسرائيليين؛ إنه على الرغم من المعارك
المحتدمة حتى الآن، فإن قادة حماس ربما يحافظون على جوهر قواتهم.
وقال المقدم جوناثان كونريكوس، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي:
"ربما يكونون مختبئين، ويرسلون قوات لاستهداف المركبات المدرعة، ثم ينسحبون ويعودون
تحت الأرض ويختبئون".
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول؛ إن الضباط الإسرائيليين
يقولون إنهم لا يخططون للقتال داخل الأنفاق؛ لأن الممرات من المرجح أن تكون مفخخة. وبدلا من ذلك، تقوم القوات الإسرائيلية بهدم الأنفاق عندما تجدها، لكن في الأيام الأخيرة
تحدث المسؤولون العسكريون عم خوض معارك فوق الأرض وتحتها، ومن المرجح أن بعض الرهائن الإسرائيليين
لدى حماس محتجزون تحت الأرض.