مقابلات

قيادي بحركة فتح لـ"عربي21": نرفض العودة لحكم غزة على دبابة إسرائيلية.. و"المقاومة لن تنهار"

نطالب القمتين العربية والإسلامية بضرورة الضغط لوقف إطلاق النار في غزة- أرشيفية
أشاد القيادي في اللجنة المركزية لحركة التحرر الوطني الفلسطينية "فتح" اللواء الدكتور توفيق الطيراوي، أبو حسين "بصمود المقاومة الفلسطينية بكل مكوناتها في قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة وفي كامل الأراضي الفلسطينية".

وتوقع أبو حسين، في مقابلة خاصة مع "عربي21" أن تصمد المقاومة الفلسطينية في غزة وكل المناطق الفلسطينية لعدة أشهر وربما لعدة سنوات، حتى "إنهاء الاحتلال".

ومنذ 34 يوما، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 10 آلاف و812 فلسطينيا، بينهم 4412 طفلا و2918 سيدة وفق وزارة الصحة في غزة.

واستدل عضو مركزية حركة "فتح" بالصمود الأسطوري لكل الوطنيين من مختلف الفصائل الفلسطينية خلال "انتفاضة الأقصى" ما بين 2000 و2005. وكان أبو حسين من بين القياديين البارزين الذين حاصرتهم القوات الإسرائيلية مع الزعيم ياسر عرفات في مكاتب السلطة في رام الله حتى استشهاده رافضا الفرار من فلسطين أو الاستسلام أو الخيانة الوطنية.



سيناريوهات وقف إطلاق النار

اللواء توفيق الطيراوي استبعد إعلانا قريبا عن وقف شامل لإطلاق النار رغم التصريحات التي توهم بذلك الصادرة عن عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين وبينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته بلينكن اللذين وصفهما بـ "الكذابين".

وقال إنهما زارا تل أبيب والقدس المحتلة وحضرا اجتماعات "مجلس الحرب" مع نتنياهو وكبار جنرالاته، ودافعا مرارا عن سلطات الاحتلال وقصفها لمئات آلاف مساكن المدنيين وإبادتها الجماعية لعائلات كاملة ولآلاف الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز وللشباب المؤمن بحقه في تحرير وطنه من الاحتلال وفي غلق "المستوطنات" التي تقر كل القوانين الدولية بعدم شرعيتها.

وحمل الطيراوي الرؤساء والملوك العرب والمسلمين المشاركين في قمتي الرياض العربية والإسلامية عن فلسطين مسؤولية "الضغط بقوة على حلفائهم وأصدقائهم في الولايات المتحدة والدول الأطلسية من أجل وقف فوري وشامل لإطلاق النار".

واستطرد قائلا: "لا نتوقع من غالبية قادة الدول الإسلامية والعربية اليوم دعما عسكريا وماديا واضحا لحركة التحرر الوطني الفلسطيني، لكن نطالبهم باحترام الملايين من المواطنين الذين نزلوا إلى الشوارع في كل البلدان الإسلامية والعربية دعما لفلسطين وعروبة القدس والمسجد الأقصى وللمطالبة بقوة بوقف "إطلاق النار" و"إنهاء الحصار وفتح المعابر" وتقديم مساعدات طبية وغذائية وإنسانية فورية لأكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة وملايين الفلسطينيين المضطهدين وضحايا القمع في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.. نريد منهم موقفا سياسيا قويا وواضحا وتحركا ديبلوماسيا دوليا لوقف حرب الإبادة".




لا للعودة على دبابة قوات الاحتلال

الطيراوي عقب قائلا: "نحن في قيادة حركة فتح مع وحدة فلسطين وضد الفصل بين مواطني الضفة وغزة والقدس، لكننا نرفض كل السيناريوهات التي تروج لإثارة الفتنة، بينها سيناريو تسليم قطاع غزة لسياسيين من السلطة الوطنية يدخلون القطاع على دبابات قوات الاحتلال.. هذا السيناريو نرفضه ولن ينجح أبدا.. لا مجال لذلك.. لكن من حق القيادات الوطنية من كل الفصائل المقاومة للمحتل أن تتوج كفاحها بما تراه صالحا".

وشكك أبو حسين في "جدية وساطات بلينكن الذي صرح منذ بدء العدوان الشهر الماضي بكونه يزور المنطقة بصفته يهوديا قبل أن يكون وزيرا للخارجية في بلاده، فأكد أنه غير محايد وليس مؤهلا للعب دور الوساطة والتنسيق الديبلوماسي".

رفض حرمان غزة من المال

 
اللواء توفيق الطيراوي عقب على سؤالنا قائلا: "نحن في مركزية فتح نعارض هذا الخيار وقد طالبت شخصيا الحكومة الفلسطينية في رام الله برفضه".

وتابع: "أموال المقاصة حق فلسطيني خالص وكل اقتطاع سابق أو لاحق قرصنة خبيثة يجب التصدي لها وعدم القبول بتمريرها خاصة في هذا الظرف الذي أبلى فيه شعبنا في غزة وفي الضفة بلاء حسنا في مقاومة الاحتلال والتصدي لقواته وقصفه بالصواريخ لقطاع غزة وبالمسيرات والمدفعية للضفة الغربية".

وأوضح الطيراوي أن "مخصصات قطاع غزة خدمية بالدرجة الأولى تذهب للصحة والتعليم ولرواتب الحد الأدنى لقطاع من الموظفين ".



التنسيق ميدانيا بين الفصائل


وأشار الطيراوي إلى أن "آلاف الأطفال والنساء والمدنيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال في غزة ومئات الشهداء الذين سقطوا واعتقلوا في الضفة والقدس هم جميعا ضحايا سياسات الاحتلال والاستيطان بعيدا عن كل الاعتبارات الأيديولوجية والسياسية والحزبية".

وأكد أن "التنسيق قائم ميدانيا في كل مدن الضفة وغزة والقدس بين مختلف مكونات حركة التحرر الوطني الفلسطينية". واستدل بكون ثلثي الـ 250 ممن استشهدوا خلال المواجهات في الضفة والقدس العام الماضي كانوا من حركة "فتح". ومنذ 7 أكتوبر الماضي تجاوز عدد شهداء الضفة الـ 160 من مناضلي عدة حركات كانوا يتحركون دوما معا لتحيا فلسطين وتنتصر على الاحتلال.