أكد معن بشور الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، رئيس
المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن أن "التصريح الذي أدلى به وزير التراث
في الكيان الصهيوني الياهو حول إمكانية استخدام قنبلة نووية لحل الاستعصاء
الصهيوني في السيطرة على قطاع
غزة خطير للغاية ويستوجب حراكا دوليا لإسقاط شرعية كيان
الاحتلال".
وأوضح بشور في تصريح صحفي مكتوب أرسل نسخة منه لـ
"عربي21"، أن هذا التهديد باستخدام السلاح النووي ضد
الفلسطينيين في غزة،
يكشف عن أمرين: أولهما أن وزير التراث الصهيوني كان أميناً لتراث كيانه العنصري
والإرهابي والمتوحش الذي ارتكب من المجازر والمحارق في غزة خلال ثلاثين يوماً ما
يفوق مفعول القنبلة النووية التي ألقاها حليفه في الإدارة الأمريكية على مدينتي
هيروشيما وناغازكي في اليابان عشية انتهاء
الحرب العالمية الثانية وبعد استسلام
امبراطور اليابان يومها".
وأضاف: "الأمر الثاني: هو أن هذه الأفكار تكشف عجز العدو الصهيوني عن تحقيق أي إنجاز
في هذه المعركة المستمرة منذ أسابيع في قصف القطاع ومخيماته ومدارسه ومساجده
وكنائسه وأبنيته ومجمعاته وكل مرافق الحياة فيه، فهذا التطرف هو تعبير عن استعصاء
في تحقيق الانتصار على شعبنا في غزة ومقاومته الباسلة، بل هذا التصريح يعبّر عن إحساس العدو بفشل ما اعتبره عملية الغزو البري بحيث لا يبقى بيده سوى القصف والقتل
والإجرام".
ورأى بشور "أن ما يسمى بوزير التراث الصهيوني ما كان ليجرؤ على إطلاق
هذا التصريح الذي يستحق وحده أن تجري محاكمته بسببه، ناهيك عن محاكمة زملائه
المشرفين على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من صهاينة ومن داعميهم، لو أن
مرتكبي هذه المجازر والمحارق في فلسطين والأمة والعالم قد تعرضوا إلى محاكمة بسبب
مجازر ارتكبوها أبرزها ما ارتكبوه في فلسطين على مدى قرن كامل وما ارتكبوه في مصر
في حروبهم مع هذا البلد الكبير، وما ارتكبوه في سوريا بسبب مواقفها الصلبة بوجه
هذا الكيان وداعميه ومشاريعهم، وما ارتكبوه في العراق من قتل أكثر من مليون عراقي
بالإضافة إلى مجزرة ملجأ العامرية وجرائم أبو غريب وفي تونس في حمام الشط، وفي
العديد من البلاد العربية".
وأشار بشور إلى "الطوفان البشري الهائل في بلاد العالم كافة،
لا سيّما دول الغرب وفي مقدمتها واشنطن و44 مدينة أمريكية، ومونريال وتورنتو في
كندا"، وقال: "هذا طوفان مرشح للتزايد ليقول للصهاينة في الكيان الذي
جاء به الغرب إلى بلادنا لترسيخ التجزئة في وطننا وإشعال الفتن في مجتمعاتنا،
سيخرج من بلادنا مع خروج نفوذ الغرب من بلادنا ومن تراجع الإسناد الغربي له".
وأكد بشور أن أقل ما يواجه به العالم اليوم هذا التصريح، الذي وصفه
بأنه "إجرامي وإرهابي"، هو إطلاق حملة عالمية لإسقاط الشرعية عن هذا
الكيان وطرده من كل المؤسسات الدولية لأنه كيان قام ولا يزال على انتهاك المواثيق
والقرارات الدولية التي قام بناءً على أحدها ولكنه لم يلتزم بقرار لجنة حق قبوله
بها في الأمم المتحدة.
وأضاف: "إن شعوب العالم كلها مدعوة لترجمة هذا التضامن مع الشعب
الفلسطيني بوجه ما يرتكبه الصهاينة من جرائم حرب إلى حركة جدية تطرد الكيان من كل
المنظمات الدولية على غرار ما جرى مع النظام العنصري في جنوب إفريقيا"، وفق
تعبيره.
وكان وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، دعا أمس الأحد، إلى
إلقاء قنبلة ذرية على غزة، ما دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى
إيقاف عمله ضمن اجتماعات الحكومة.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، أمس الأحد، إنه ردا على سؤال في مقابلة مع راديو "كول بيراما" (محلي)، عما إذا
كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على غزة، قال إلياهو: "هذا أحد الاحتمالات".
وينتمي إلياهو لحزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف،
الذي يقوده وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وهو الحزب الذي يؤيد بناء
المستوطنات، واستعادة السيطرة على القطاع، ويتبنى أفكارا متطرفة قُوبلت بانتقادات
واسعة حتى في الأوساط الإسرائيلية.
واعتبر إلياهو أنه "لا يوجد في غزة إلا المقاتلون، الذين يجب أن
يخفضوا رؤوسهم عندما يشاهدون جنديا إسرائيليا".
وأعرب عن رفضه "السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة".
ودعا إلى إخراج الفلسطينيين من غزة قائلا: "نحتاج إلى إخراجهم
من قطاع غزة.. يمكنهم الذهاب إلى إيرلندا أو الصحاري".
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ نحو شهر، "حربا مدمرة" على
غزة، قتل فيها 9500 فلسطيني، منهم 3900 طفل و2509 سيدات، وأصاب أكثر من 24 ألف
فلسطيني، كما قتل 151 فلسطينيا واعتقل 2080 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية
رسمية.
بينما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431،
وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، ترغب في
مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.