كشف تقرير صحفي أن
إسرائيل مسؤولة عن مقتل نحو 1400
إسرائيلي من مدنيين وعسكريين خلال أو بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7
تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وقال التقرير الذي نشره موقع "
موندوويس" إن هناك
أسئلة لا تتعلق فقط بالفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في اكتشاف هجوم
حماس مسبقا، أو
بشأن فشل جميع وسائل مراقبة الحدود مع
غزة، ولكن أيضا بشأن تفاصيل ما جرى في القواعد
العسكرية والمستوطنات التي اقتحمها عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
ويشير الموقع إلى تقارير بدأت بالظهور تتحدث عن
مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن مقتل مدنيين وعسكريين إسرائيليين في يوم الهجوم وبعده.
وكانت صحيفة هآرتس قد نشرت الجمعة مقالا للمحلل
العسكري آموس هاريل، تحدث فيه عن قائد فرقة غزة، الجنرال آفي روسينفلد، الذي كان التقى
هاريل قبل الهجوم بعدة أسابيع وأبلغه بأن الأمور ستصبح أسوأ.
وفي يوم الهجوم هاجم مقاتلو حماس مكتب التنسيق
والاتصال وكل النقاط الخارجية في فرقة غزة، ثم اقتحموا معبر إيريز والقاعدة العسكرية،
دون أي مقاومة من الجنود الإسرائيليين، ثم قتلوا وأسروا جنود الإدارة المدنية. ولجأ
روسينفلد إلى غرفة في القاعدة ومعه حفنة من الجنود، ثم أجرى اتصالات وطلب ضرب
القاعدة بالطيران لقتل الأسرى الإسرائيليين ومحتجزيهم.
ويقول هاريل إن هذا يذكره بما جرى في 1 آب/ أغسطس
2014، خلال أعنف هجوم إسرائيلي على غزة حتى من الهجوم الحالي. وحينها كان هناك وقف
لإطلاق النار، لكن وحدة إسرائيلية بادرت بهجوم انتهى بأسر أحد الجنود من قبل
الفصائل الفلسطينية. "وكان رد إسرائيل كارثيا، وكان واضحا أنه مصمم للتأكد من
أن الجندي هادار جولدين سيموت مع أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين".
واللجوء لخيار "شمشون" ليس رغبة طارئة في
الموت مع الأعداء، ولكنها سياسة موثقة بشكل جيد في الجيش الإسرائيلي، على الأقل
منذ عام 1986، وتعرف باسم توجيه هانيبال أو بروتوكل هانيبال.
ويقول الموقع إن الأمر سيستغرق سنوات ليس فقط لمعرفة
ما حدث بالضبط في 7 تشرين الأول/ أكتوبر ومصير العسكريين في ظل أوامر مثل التي
صدرت عن الجنرال روسينفلد، ولكن أيضا عن مقتل المدنيين الذين أصبحوا مادة للدعاية.
وفي هذا السياق، ينقل موقع الانتفاضة الإلكترونية
مقابلة مطولة مع ياسمين بورات، تصف فيها كيف تم احتجازهم من المقاتلين الفلسطينيين
في كيبتوتس بيئري.
وتقول بورات إن محتجزيها الفلسطينيين عاملوها مع المحتجزين
الآخرين بـ"إنسانية"، واعتقدت أنهم يريدون اصطحابها معهم إلى غزة لتأمين
انسحابهم. ولكن عندما وصل الجنود الإسرائيليون "قاموا بمسح الجميع، بمن فيهم
الرهائن. كان هناك تبادل عنيف جدا جدا لإطلاق النار".
وتتفق شهادة بورات مع أدلة عرضها جنود إسرائيليون
تحدثوا عن كيف أن دبابة إسرائيلية قصفت أبنية كان يختبئ فيها المقاتلون الفلسطينيون
والمحتجَزون الإسرائيليون.
كما كتب كويكو كيرسزينبوم في صحيفة الغارديان في 11
تشرين الأول/ أكتوبر عما حدث في كيبوتس بيئري، بعد جولة دعائية نظمها الجيش
الإسرائيلي للصحفيين.
وأشار إلى ما
شاهده من بيوت مدمرة وجدران إسمنتية محطمة، حيث كانت تقصف الدبابات الأماكن التي اختبأ
فيها مقاتلو حماس.
وفي صحيفة هآرتس
في ذات اليوم، كتب نير هاسون وإدن سولمون، بعد مشاركتهما في ذات الجولة، حيث أجريا
لقاء مع نائب قائد وحدة مدرعات احتياط، حيث وصف كيف أنه ووحدة الدبابات التابعة له
قاتلوا داخل الكيبوتس من منزل إلى منزل بالدبابات، وقال: "لم يكن لدينا خيار
آخر".
وقد عاد نير
هاسون لاحقا إلى الكيبوتس وأجرى لقاءات مع أحد السكان، حيث كان بعيدا عن بيته لحظة
الهجوم، لكن شريكته قُتلت.
وروى هاسون في هآرتس في 20 تشرين الأول/ أكتوبر ما سمعه
من الشاهد، الذي قال إن شريكته بقيت محاصرة في منزلها ليومين، حتى أقدم قادة
الميدان الإسرائيليون مساء الاثنين (9 تشرين الأول/ أكتوبر) على قرارات صعبة،
بينها قصف البيوت مع ساكنيها لـ"مسح الإرهابيين والرهائن"، قبل أن
يستكمل الجيش السيطرة على الكيبوتس، ولكن "الثمن كان فظيعا، حيث قُتل 112 شخصا
في بيئري". وبعد 11 يوما من قصف هذه البيوت تم العثور على امرأة وابنها تحت
أنقاض أحد البيوت، ويُعتقد أن آخرين ما يزالون حتى الآن تحت الأنقاض.
وتشير العديد من الشهادات إلى أنه حتى 9 تشرين الأول/
أكتوبر، أي بعد يومين من هجوم حماس، كان هناك العديد من المحتجزين الإسرائيليين
أحياء، ما يشير إلى أن الهجوم على الكيبوتس وقتل الجميع داخله كان قرارا واضحا
للجيش الإسرائيلي.
ويقول الموقع إن الأمر يستحق التحقيق فيه، لمعرفة المتسبب
بالعدد الأكبر من الوفيات والدمار في المستوطنات الإسرائيلية، لأن "هذا يتم
استخدامه لتبرير لتدمير غزة وقتل الآلاف من المدنيين هناك".