نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي، الأربعاء، تقريرا حول تأثير
الصراع الجديد بين
إسرائيل وحماس على سلاسل توريد النفط والصلب والمعادن المختلفة
وأسعارها.
وأوضح الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، أن هذا الصراع
الجديد الذي يتعرض لضغوط بالفعل بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا منذ أكثر من سنة أثار
مخاوف في
الهند، وكذلك بين مصدري
الصلب الأتراك والروس.
وحسب بيان أصدره رئيس منظمة التمثيل التجاري، سانجيف أغاروال، فإن الصراع
قد يلقي ضوءا سلبيا على صناعات الحديد والصلب في الهند، فضلا عن السلع الأخرى،
لذلك يتعين على الدول التوصل إلى حل سريعا لصالح الجميع، داعيا إلى حل سلمي للصراع
الفلسطيني لصالح الاستقرار الاقتصادي.
كما أشار الخبير الاقتصادي أبهيجيت بانيرجي، إلى التأثير المحتمل للصراع
على طرق التجارة وسلاسل التوريد، مع تسليط الضوء على علاقات الهند القوية مع
إسرائيل في مجال التجارة.
الهند تتحول إلى مستورد صافي للصلب
على جبهة تصنيع الصلب، تحولت الهند للتو إلى مستورد صافي للصلب للمرة
الأولى منذ ما يقارب ثلاث سنوات باستيراد حوالي 1.50 مليون طن من عروض الصلب
الجاهزة خلال الربع من تموز/ يوليو إلى أيلول/ سبتمبر 2023، بزيادة قدرها 8% على
أساس سنوي. ومقارنةً بالصادرات، ارتفعت الواردات بمقدار 0.34 طن متري.
علاوة على ذلك، ارتفع إنتاج الشركات الهندية من الصلب الخام بنسبة 14.7%
ليصل إلى 69.65 طنا متريا بين نيسان/ أبريل وأيلول/ سبتمبر 2023، وهذا يزيد بمقدار
61.06 طنا متريا عن نفس الفترة من السنة الماضية.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن الصين لا تزال أكبر مصدر للصلب إلى الهند،
بينما تظل
روسيا والمملكة المتحدة والعديد من الدول الأخرى في المرتبة التالية على
القائمة.
وفي وقت سابق من هذه السنة، أصبحت روسيا ثاني أكبر مصدر للصلب شبه
النهائي إلى الهند.
كذلك حلت روسيا محل اليابان لتصبح ثاني أكبر مورد للملفات والشرائط
المدرفلة على الساخن إلى شبه القارة الهندية. وتعتمد الصين - جارة الهند - أيضا
على الفولاذ من اليابان وكوريا الجنوبية وكذلك الإمارات والسعودية.
وذكر موقع "أويل برايس" أن الصراع الجديد الذي جاء في أعقاب
الغزو الروسي جعل مصدري الصلب الأتراك والروس في حالة من التوتر الشديد؛ حيث تعد
تركيا أكبر مورد للصلب إلى إسرائيل، منذ سنة 2002. ومن الممكن أن يكون للصراع طويل
الأمد آثار كبيرة على أسعار الصلب على أساس محلي وإقليمي وعالمي.
مراقبة أسعار الصلب وسلاسل التوريد
من جهتهم، يقول محللو الصلب إنه من الواضح أنه إذا امتد الصراع بين
إسرائيل وحماس إلى ما بعد بضعة أيام، فإنه من شأنه أن يلحق المزيد من الضرر بالوضع
السيئ بالفعل فيما يتعلق بإمدادات الصلب والنفط في جميع أنحاء العالم؛ فعلى سبيل
المثال، وصلت صادرات تركيا من الفولاذ إلى إسرائيل في السنة الماضية إلى 1.56 طن
متري، وشملت قائمة التصدير منتجات حديد التسليح والقضبان السلكية والمنتجات
المسطحة المدرفلة على الساخن.
وحتى آب/ أغسطس، انخفضت الصادرات من تركيا بنحو 40% بسبب المنافسة من المستوردين
الروس.
وأضاف الموقع أن إسرائيل تعد موردا كبيرا للخردة إلى تركيا. وإذا تصاعد
الصراع؛ فقد تشهد عمليات ميناء حيفا بعض التأثير، مما يؤدي إلى تأخيرات وتعطيلات
على أقل تقدير. وتشير التقارير إلى أن اللاعبين في السوق يواصلون مراقبة الوضع عن
كثب وتداعياته المحتملة على صناعة الصلب في إسرائيل وروسيا وتركيا.
بالنسبة للهند، انحرفت قصة الفولاذ بعض الشيء في شهر أيلول/ سبتمبر
الماضي، وقد ذكر تقرير لوزارة الصلب أن الصادرات انخفضت بنسبة 73% تقريبا على أساس
سنوي إلى 0.16 طن متري فقط. وعلى العكس من ذلك، ظلت الواردات عند 0.38 طن متري،
مما حول البلاد إلى مستورد صافي للصلب.
ويعزو المحللون هذا التطور إلى عوامل عديدة، من بينها استمرار تباطؤ
الطلب من أوروبا بسبب الركود وضغط الأسعار من الصين وعدم الوضوح بشأن المبادئ
التوجيهية لإعداد التقارير الخاصة بآلية تعديل حدود الكربون، في التأثير على
الصادرات.
ويشعر المحللون أن أسعار الصلب العالمية ستظل تشهد ضغوطا بسبب هذه
التطورات الأخيرة؛ ففي نهاية المطاف، كانت السوق تعاني بالفعل من الضغوط الناجمة
عن زيادة العرض وتباطؤ الطلب الأوروبي وتباطؤ نشاط البناء في الصين، طبقا لما
أورده موقع "أويل برايس" الأمريكي.