قال رئيس النظام السوري، بشار
الأسد،
إن الشعب السوري قادر على إعادة بناء بلده عندما تتوقف الحرب وعندما ينتهي الحصار،
مبيناً أن المنطقة تواجه نوعين من الخطر هما خطر الليبرالية الحديثة الغربية التي
نشأت في أمريكا وخطر التطرف.
وفي مقابلة مع التلفزيون
الصيني المركزي، قال الأسد
إن الحرب في
سوريا لم تنته بعد، وإن سوريا بسبب موقعها الجغرافي كانت ممرا للغزوات
تاريخيا، و"كلما كان يأتي محتل كان يدمر المدن، فهذا هو تاريخ سوريا، لكنها كانت
دائماً يُعاد بناؤها"، بحسب تعبيره.
وبحسب ما نشرت وكالة أنباء
"سانا"، تابع الأسد: "بكل تأكيد، الشعب السوري قادر على إعادة بناء
بلده عندما تتوقف الحرب، وعندما ينتهي الحصار، المشكلة هي الآثار الاجتماعية التي
يمكن أن تظهر، عندما تخسر شيئاً مادياً تعيد بناءه، ولكن عندما تخسر شيئاً
فكرياً وثقافياً يذهب ولا يعود".
ولفت إلى أن المنطقة تواجه نوعين من
الخطر؛ "خطر الليبرالية الحديثة الغربية التي نشأت في أمريكا، وخطر التطرف، (...) ما نركز عليه الآن هو أن نتمكن من الحفاظ على القيم أولاً وعلى
الانتماء؛ لأن القيم والانتماء هي التي تساعدنا على بناء مجتمعنا أو وطننا، عندما
نخسر هذه القيم سيهاجر الكل، ولن يكون هناك أي شخص مستعد للدفاع عن بلده، أو
القيام بأي عمل يخدم المجتمع، فهذا هو التحدي".
وأشار إلى أن التدخل الخارجي هو أحد
أبرز أسباب تأخر حل الأزمة في سوريا، قائلا: "لو أبعدنا هذا التدخل الخارجي، فالمشكلة السورية التي تبدو معقدة لن تكون كذلك، يمكن أن تُحل في أشهر قليلة وليس في سنوات".
وعن تقييم حالة سوريا، قال الأسد: "الوضع سيئ، لأن المشكلة الآن بالنسبة للسوريين هي مشكلة معاشية".
وتابع: "إذا تمت إعادة البناء، فسوريا لها مستقبل كبير جداً، وأنا لا أتحدث من فرضيات ولا من آمال ولا من توقعات، أنا أتحدث من الوضع قبل الحرب، كان نمو سورية في أفضل مستوياته قريب 7%، وهي نسبة
عالية جداً لبلد إمكانياته محدودة، لم يكن لدينا ديون (...) كانت لدينا كمية كافية
من القمح، وكنا نصّدر لعدد من الدول القمح، كنا نصّدر الخضار والفواكه، وكنا
نطّور صناعاتنا في بداية التطوير الصناعي عندما بدأت الحرب، لذلك أستطيع أن أقول
بكل ثقة إن توقف الحرب، وإعادة إعمار سورية، سيجعل سورية أفضل بكثير مما كانت عليه
قبل الحرب".