جدد رئيس شعبة الاستخبارات
العسكرية الإسرائيلية "أمان"، خلال حرب عام 1973، اتهام السياسيين في
دولة
الاحتلال، بارتكاب أخطاء فادحة أدت إلى خسارة الحرب، رغم وصول معلومات ومؤشرات
عن تحرك
مصري كبير كان يجري الإعداد له.
وقال إيلي زاعيرا، في
مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، إن المستوى السياسي أخفق في هذه الحرب،
ولم يستعد لها، باستدعاء قوات الاحتياط، مشددا على أن لجنة التحقيق في الحرب،
حملته المسؤولية، دون توجيه اتهام للسياسيين.
وبحسب الصحيفة، فإن زاعيرا كشف خلال المقابلة
"محاولات لشراء صمته" دون أن يكشف تفاصيل ما جرى.
وقال: "أريد العودة إلى المبادئ،
فعندما يكون هناك تهديد داهم على دولة إسرائيل، يستدعون الاحتياط فورا، هذه
بديهية"، وتعتبر حرب 1973 أكبر إخفاق للاستخبارات الإسرائيلية.
وأضاف زاعيرا أن "وحدة في أمان، التي تسمى
اليوم الوحدة 8200 (وحدة التنصت الإلكتروني)، اكتشفت خلال الليل، في سياق التنصت
على المستشارين الروس في مصر، أنه توجد جلبة كبيرة، واعتقدت أن هذه المعلومة هي
إنذار بالحرب، ولذلك هاتفت رئيس الموساد على الفور".
يشار إلى أن هناك خلافا مستمرا وتبادل اتهامات بشأن
الإخفاق بين زاعيرا ورئيس الموساد منذ تلك الحرب.
وفي أعقاب المعلومة حول المستشارين الروس، عقد
وزير الأمن حينها، موشيه ديان، بعد ساعات معدودة مداولات لتقييم الوضع. وكان
زاعيرا على علم بسفر زامير إلى لندن من أجل اللقاء مع مروان، الذي أبلغ زامير
بالموعد الدقيق لشن الحرب بموجب الخطة المصرية، وذلك عشية اليوم الذي بدأ فيه
الهجوم المصري.
إلا أن زاعيرا اعتبر في المقابلة أن "هذا
أقل أهمية بالنسبة لي، لأنه في تلك المداولات التي عقدها ديان، قبل الحرب بـ30
ساعة تقريبا، قلت لموشيه ديان إن الروس في جلبة، يجري إخلاء عائلات المستشارين، وهذه
الخطوة رقم واحد".
وتابع أن "موشيه ديان، وبحق، يفسر هذا
كإنذار للحرب، وهذه الخطوة رقم اثنين، وماذا لم يفعل؟ الخطوة رقم ثلاثة، المستوجبة،
وهي استدعاء الاحتياط".
وأضاف زاعير أنه "كنا حينها قرابة 30 ساعة
قبل الحرب، ولو كانوا قد استدعوا الاحتياط بموجب العقيدة الأمنية، لبدأ الاستدعاء
في مدى يزيد عن 24 ساعة وما حدث هو أنهم
بدأوا الاستدعاء قبل ست ساعات من الحرب وكان بإمكانهم البدء قبل 30 ساعة، وبدأوا
قبل ست ساعات، ومن هنا تم بناء القصة وكأننا فوجئنا".