كشف
مسؤول المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور
حلمي الجزار، عن بدء الجماعة بإجراء مراجعة جادة لمسيرتها خلال السنوات العشر الماضية، مؤكدا أن حل الأزمات التي
تعاني منها
مصر بالأساس هو حل سياسي، والمصالحة المجتمعية هي نقطة البداية.
وشدد
الجزار على أن قرار جماعة الإخوان بعدم الدخول في صراعات على السلطة يعد جزءا
أصيلا في رؤيتها الجديدة وليس مناورة سياسية، معتبرا أن صراع السلطة ليس الشكل الوحيد
لممارسة السياسة.
وأضاف في مقابلة مع برنامج "الشارع المصري" الذي يقدمه الإعلامي أحمد عطوان على شاشة قناة "الشرق": "العمل السياسي أوسع بكثير من الصراع
أو التنافس على السلطة الذي يؤدي أحيانا إلى اضطراب مجتمعي، والاهتمام بالمجتمع وبناء
شبكات الحماية الاجتماعية من أهم أولويات الإخوان المسلمين".
وكانت
جماعة الإخوان قد أصدرت وثيقة داخلية في أيلول/ سبتمبر 2022، حددت فيها ثلاث
أولويات سياسية لها في المرحلة المقبلة "تحقيق المصالحة المجتمعية، وإنهاء
ملف المعتقلين السياسيين، وبناء شراكة وطنية واسعة تتبنى مطالب الشعب في تحقيق
الإصلاح السياسي والاقتصادي".
وأكدت
الجماعة حينها أن الطريق لتحقيق تلك الأولويات تتطلب منها "تجاوز الصراع على
السلطة في ظل بيئة سياسية يُخيم عليها الاستقطاب والتحريض، وفي ظل مجتمع يواجه شبح
الانقسام؛ لأن ذلك سيحول أي تنافس على السلطة إلى صراع واضطراب لا يخدم مصلحة
الوطن ولا مصلحة الشعب".
ودعا القيادي البارز في جماعة الإخوان خلال ظهوره الأول منذ 10 سنوات إلى فتح صفحة جديدة
للحوار مع الجميع، وطي صفحة الخلافات، وذلك في إطار حديثه عن موقف الجماعة من تطورات
المشهد السياسي المصري والعربي، لكنه شدد على أن تسوية قضية المعتقلين وإنهاء
معاناة أسرهم أولوية قصوى للعمل السياسي في هذه المرحلة.
وناشد
الجزار كافة القوى السياسية التي شاركت في
ثورة يناير مراجعة مواقفها ونبذ
الأنانية السياسية، داعيا إلى مصالحة مجتمعية شاملة تتجاوز جميع التحديات التي تمر
بها مصر.
وفي تعليقه على ترشح النائب السابق، أحمد الطنطاوي، للانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، نفى الجزار أن يكون التقى بالمرشح الرئاسي المحتمل في أي وقت سابق، لكنه لم يخف إعجابه بمواقفه المعلن عنها.
ويتزامن ظهور القيادي البارز بجامعة الإخوان مع تحركات سياسية في مصر، لا سيما ظهور منافسين لرئيس النظام عبد الفتاح السيسي.
وحول
علاقة الجماعة بالسعودية، أكد الجزار أنها علاقة "تاريخية وطيبة"، مؤكدا
أن الجماعة تمد يدها للمجتمع العربي بشكل عام، خاصة أنها دعوة إسلامية
تحاول الإصلاح وتريد الخير للأوطان.