رأى محللون سياسيون أن الأزمة السياسية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، تخلق فرصة لعودة التوتر والتصعيد العسكري في قطاع
غزة، وسط تحذيرات من تداعيات محلية وإقليمية.
وبحسب المحللين فإن العوامل لدى الاحتلال تتمثل في تراجع "مستوى الردع" جراء تزايد العمليات
الفلسطينية التي تسفر عن مقتل مستوطنين ردا على اعتداءات إسرائيلية متواصلة، ولذلك قد تلجأ إسرائيل إلى تصعيد على أمل استعادة الردع والحفاظ على صورتها.
أما العوامل الفلسطينية، فتتمثل في استمرار العمليات ضد المستوطنين في الضفة الغربية واتهام حركة
المقاومة الإسلامية (حماس) بالتحريض عليها، فضلا عن عودة الحراك الشعبي والعسكري على حدود القطاع مع "إسرائيل"، والذي قد تعتبره الأخيرة استفزازا يتطلب الرد، وفق وكالة "الأناضول".
وبحسب المحللين فإن الاحتلال قد يلجأ إلى سيناريو آخر قائم على عملية اغتيال لقيادات في المقاومة و"حماس" خارج فلسطين؛ لتفادي تداعيات ومخاطر محتملة لأي عملية عسكرية جوية في ظل الأزمة الإسرائيلية الراهنة.
وتعاني دولة الاحتلال منذ أشهر من انقسام سياسي وشعبي حاد؛ على خلفية مشاريع قوانين لتعديل القضاء تدفع بها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بزعم محاولة استعادة توازن مفقود بين السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية، بينما تقول المعارضة إنها تقلص صلاحيات المحكمة العليا.
ورأى محللون أن كافة الخيارات التي قد تلجأ إليها دولة الاحتلال واردة، وبينها الرد عبر التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وتزايد عنف المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم.
المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية وديع أبو نصار قال للأناضول إن "التهديدات التي أطلقها نتنياهو جادة، خاصة في ظل الأزمة التي يمر بها".
وأرجع أبو نصار أزمة نتنياهو إلى أسباب أولها "تصاعد العمليات الفلسطينية ضد المستوطنين بما يدل على تراجع مستوى الردع، ما من شأنه أن يخلق مشكلة مع حلفائه في اليمين المتطرف (داخل الائتلاف الحاكم)".
وأما السبب الثاني، فأوضح أبو نصار أنه يتمثل في "المشهد المعقد الذي يمر به نتنياهو، فإقدامه على تنفيذ عملية عسكرية قد يحمل الكثير من المخاطر، فيما أن الابتعاد عنها قد يعد ضعفا".
وتابع: "في هذه الفترة يكاد لا يكون هناك دعم دولي لنتنياهو، ووضعه في المجتمع الدولي ضعيف جدا.. في السابق كان المجتمع الدولي يغمض عينيه عن أي عملية عسكرية يشنها، لكن اليوم الأمر بات مختلفا، ما يزيد من تعقيد المشهد بالنسبة له".
أبو نصار أردف أن إسرائيل قد تلجأ لعدة سيناريوهات بحثا عن الانتقام من الفلسطينيين، بينها تنفيذ عملية عسكرية أو تصعيد ضد غزة التي تحاصرها تل أبيب منذ صيف 2007.
واعتبر أن الحراك الشعبي والعسكري الذي شهده قطاع غزة والمنطقة الحدودية مع إسرائيل في الفترة الأخيرة من شأنه أن "يرفع احتمالية سيناريو العملية العسكرية".
والأسبوع الماضي، أطلقت فصائل من المقاومة الفلسطينية نحو 50 صاروخا تجريبيا باتجاه البحر المتوسط، فيما اعترضت "القبة الحديدية" قبل نحو ثلاثة أيام "قطعة جوية مسيرة" في سماء غزة.