قصفت مسيّرات روسية، المدينة التاريخية، أوديسا، واستهدفت العاصمة كييف من عدة اتجاهات، وفق ما أعلنت السلطات الأربعاء الماضي، فيما أكّد الجيش أنه تصدى لمسيّرات إيرانية الصنع من طراز "شاهد-136" أُطلقت من بحر آزوف ومرّت من البحر الأسود لاستهداف منطقة أوديسا، التي تضم أحد أهم الموانئ الأوكرانية.
وأفادت قيادة العمليات في الجنوب على قناتها الخاصة على تطبيق تلغرام أن "الهدف الواضح للعدو كان الميناء والبنى التحتية الصناعية للمنطقة، حيث عملت قوات الدفاع الجوي دون توقف على مدى ثلاث ساعات".
وأوضح حاكم المنطقة، أوليغ كيبر، أن القصف الروسي تسبّب في أضرار بليغة بالبنى التحتية للميناء، مضيفا أنه "نتيجة للهجوم، اندلعت حرائق في منشآت الميناء والبنية التحتية الصناعية للمنطقة وتضرر مصعد"، فيما لم ترد أي تقارير عن سقوط ضحايا.
ومنذ انسحاب
موسكو من اتفاق للحبوب الشهر الماضي، الذي كان يسمح لأوكرانيا بالتصدير رغم الحرب، انطلقت
روسيا في قصف أوديسا، المدينة التاريخية المطلة على البحر الأسود والتي تضم أحد أهم الموانئ الأوكرانية.
ووفق وكالة "رويترز"، إن روسيا كثفت هجماتها على البنية التحتية للقطاع الزراعي والموانئ في أوكرانيا، بعد أن رفضت موسكو تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي كان يسمح بعبور صادرات الحبوب الأوكرانية بشكل آمن.
وفي سياق متصل، أعلنت الإدارة العسكرية لكييف، صباح الأربعاء الماضي، أنه تم إسقاط أكثر من عشر مسيّرات روسية أثناء هجوم استهدف العاصمة، ليلا؛ فيما أفاد رئيس الإدارة، سيرغي بوبكو بأن "مجموعات من المسيّرات دخلت كييف بشكل متزامن من مختلف الاتجاهات، لكن تم رصد جميع الأهداف الجوية، وتدميرها فورا من قبل القوات ووسائط الدفاع الجوي".
وأوضح المتحدث أن روسيا استخدمت وابلا من مسيّرات "شاهد" الإيرانية التي تناثر حطامها في عدة مواقع، مشيرا إلى أن "أجزاء من مسيّرة سقطت في ساحة لعب في منطقة غولوسييفسكري فيما اندلعت النيران في مبنى غير سكني، فيما أصدرت الإدارة تحذيرا من الهجمات بالمسيّرات ودعت السكان للتوجّه إلى الملاجئ.
وأعلنت روسيا، الاثنين الماضي، بأنها ستكثّف ضرباتها على البنى التحتية العسكرية الأوكرانية، ردا على الهجمات بالمسيّرات التي تطال أراضيها وحمّلت كييف مسؤوليتها، عقب إعلانها عن إسقاط مجموعة مسيّرات أوكرانيا تستهدف موسكو والقرم وكذا سفنا في البحر الأسود، بالإضافة إلى تعرّض ناطحة سحاب في الحي المالي في موسكو إلى هجوم للمرة الثانية خلال أيام.
تداعيات انسحاب موسكو من اتفاق للحبوب
في الوقت الذي تبادلت فيه بولندا وأوكرانيا استدعاء السفراء، وضعت روسيا شرطا للعودة لاتفاق الحبوب الذي انسحبت منه قبل نحو أسبوعين، بمبرر عدم تنفيذ الجزء الثاني من الصفقة المتعلق بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، نظرا لوقوف العقوبات الغربية حجر عثرة في طريق تطبيق الاتفاق؛ إذ تعاقب شركات التأمين وخدمات الموانئ السفن التي تتعامل مع روسيا، وذلك عقب توتر أثارته تصريحات مسؤول بولندي بخصوص واردات الحبوب الأوكرانية.
وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، الثلاثاء الماضي، إن الولايات المتحدة علمت أن روسيا مستعدة للعودة إلى محادثات اتفاق يسمح بتصدير آمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، لكننا "لم نر أي دليل على ذلك حتى الآن" مضيفة أنه إذا أرادت روسيا نقل الأسمدة إلى الأسواق العالمية وتسهيل المعاملات الزراعية "سيتعين على الروس العودة إلى هذا الاتفاق".
تجدر الإشارة، إلى أنه منذ بدء تطبيقه قبل عام برعاية الأمم المتحدة وتركيا، سمح
اتفاق الحبوب بتصدير نحو 33 مليون طن من الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية.
وأصبحت الموانئ هدفا لموسكو التي هاجمت "ريني" بمسيّرات في 24 تموز/يوليو؛ فبعدما كانا غير معروفين في السابق، بات اليوم ميناءا "إزمايل" و"ريني" أساسيين بالنسبة لشحنات الأغذية العالمية، فيما يواجهان صعوبات في التعامل مع كميات الحبوب الكبيرة، ما يتسبب باختناقات واسعة.
ووفق ناطقة باسم الجيش، الأسبوع الماضي، إن كييف تفتقر للوسائل التي يمكنها من خلالها الدفاع عن نفسها في مواجهة الضربات التي تنفذها روسيا ضد بنيتها التحتية المرتبطة بالحبوب، حيث أن موسكو تفرض إغلاقا يشمل تقريبا جميع الموانئ الأوكرانية.