حذر جنرال إسرائيلي كبير، من التطلعات
الإيرانية الرامية إلى
توحيد الساحات، والتي قد تساهم في تسريع توجه طهران نحو حرب ضد "إسرائيل" تستخدم فيها أسلحة هجومية؛ متنوعة ودقيقة.
ونبه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال غيورا آيلند، في مقال بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إلى أن "التهديد الأمني الأكبر والأساس على إسرائيل، ليس هو الواقع الأمني في الضفة الغربية ولا استفزازات حزب، بل ينبع من الرؤيا الإيرانية لتوحيد الساحات والتنسيق بينها واستغلال التحسن الهائل في قدرة الهجوم الدقيق".
وأضاف: "دون صلة بتطلعات إيران النووية ومحاولاتها المس بالإسرائيليين، بلور الإيرانيون استراتيجية مبنية على 6 عناصر هي: الأول؛ استخدام كل قوة
حزب الله، قوة تتضمن كتائب من القوات الخاصة تجتاح الجليل، عشرات آلاف الصواريخ وخاصة السلاح الدقيق وصواريخ باليستية، ومُسيرات هجومية ويحتمل صواريخ جوالة".
الثاني؛ مجموعات مؤيدة لإيران في سوريا، العراق واليمن، وجميعها لديها قدرات هجومية بسلاح دقيق، والعنصر الثالث؛ إمكانيات هجومية إيرانية تتضمن قدرات ذات مدى ناجع ضد "إسرائيل"، والرابع بحسب الجنرال؛ استخدام قدرات "حماس" و"الجهاد الإسلامي" من غزة.
وأما العنصر الخامس؛ إثارة انتفاضة ثالثة أقوى من سابقاتها، والأخير؛ إقناع آلاف العرب في "إسرائيل" (ممن أجبروا على حمل الجنسية الإسرائيلية) بالانضمام إلى النضال، في ظل استغلال اغترابهم عن إسرائيل".
ونوه آيلند، أن "إيران تؤمن أن التفعيل المنسق لكل هذه القوى، مع التشديد على استخدام السلاح الدقيق بأعداد كبيرة ضد البنى التحتية، العسكرية والمدنية في إسرائيل، سيدفع إسرائيل إلى الانهيار"، مشددا على أهمية أن "تأخذ إسرائيل بجدية سواء نوايا العدو والقدرات الكامنة لتحقيقها، فالرؤيا الإيرانية لا تزال لا تترجم لخطة عملياتية مع جدول زمني، لكنهم يتطلعون للوصول إلى ذلك".
وقال: "هناك أكثر من هذا، يشجع الإيرانيين أربعُ ظواهر أخرى هي؛ الأولى؛ مكانتهم الدولية تعززت جدا؛ روسيا بحاجة إليهم، الصين تغازلهم والسعودية تنبطح أمامهم، الثانية؛ فشل الولايات المتحدة في عزل إيران، الثالثة؛ فقدان الدعم في إسرائيل من جانب دول الغرب بعامة والولايات المتحدة بخاصة، ولا يدور الحديث فقط عن اللغة الدبلوماسية الباردة من جانب الرئيس الأمريكي؛ وذلك كي نستوعب، أنه في وضع السيناريو الموصوف أعلاه ستحتاج إسرائيل لتوريد عناصر حيوية في إطار المواجهة، بالضبط مثلما حصل في 1973، وليس مؤكدا على الإطلاق بأن الإدارة الأمريكية الحالية ستخرج عن طورها مثلما فعل نيكسون قبل 50 سنة لمساعدتنا".
والظاهرة الرابعة تتعلق بـ"الشروخ الداخلية في إسرائيل وتصريحات رجال احتياط كثيرين أنهم سيتوقفون عن التطوع في الخدمة".
ورأى الجنرال، أن "كل العناصر الأربعة هذه تشجع إيران، ليس مهما كم هو التقدير الإيراني دقيق أو مغلوط، يكفي أن يؤمنوا بأن في وسعهم أن يقوموا بمثل هذه الحرب كي تقف إسرائيل أمام تحد وجودي، كما جرى في حرب 1973".
واستدرك بقوله: "إسرائيل ليست عاجزة توجد لدينا قدرات استخبارية وعملياتية فائقة، ومعقول حتى أن ننتصر في مثل هذه المواجهة الشاملة؛ لكن الثمن الذي سندفعه في الخسائر وتدمير البنى التحتية وهبوط مستوى المعيشة وفقدان الأمن سيكون عاليا جدا".
ولفت رئيس مجلس الأمن القومي إلى أن هناك "سيناريو آخر بموجبه استفزازات حزب الله، تشعل تلك المعركة في وقت مبكر أكثر مما قدرنا"، منوها إلى أنه "توجد 4 أمور من الواجب على الحكومة الإسرائيلية أن تركز عليها هنا وحاليا وهي؛ تحسين الدفاع عن البنى التحتية المدنية؛ لأنه الموضوع المهمل منذ سنين؛ وقف إجراءات تخلق مسا بالوحدة، وأساسا وحدة الجيش وأيضا حيال المجتمع الدرزي؛ تحسين العلاقات مع الإدارة الأمريكية؛ وفحص مع الأمم المتحدة وفرنسا لمدى الاستعداد في لبنان لترسيم حدود برية متفق عليها مع إسرائيل".