أظهرت تسجيلات مصورة بثها ناشطون؛ تعرض قادة في السلطة
الفلسطينية وحركة فتح للطرد من فعاليات تشييع شهداء مخيم
جنين الأربعاء، في موقف جاء تعبيرا عن غضب أهالي جنين من موقف السلطة خلال العدوان الذي ضرب المخيم، ووقوف الأجهزة الأمنية في جنين مكتوفة الأيدي أمام عدوان
الاحتلال. وفق ما قاله شاهد عيان لـ"عربي21" من المخيم.
وكان عدد من السياسيين الفلسطينيين، من بينهم قادة في حركة فتح والسلطة، مثل: محمود العالول، نائب محمود عباس قائد حركة فتح، وعزام الأحمد، وتوفيق الطيراوي، ووليد عساف.
وشن جيش الاحتلال عدوانا جويا وبريا على مدينة جنين ومخيمها الاثنين الماضي، استمر نحو 48 ساعة قبل الانسحاب فجر الأربعاء من مخيم جنين، ترافق مع تنفيذ طائرات جيش الاحتلال العديد من الغارات الجوية المدمرة، إضافة إلى مشاركة مئات الآليات والدبابات والقناصة في تنفيذ اقتحام واسع لمخيم جنين، الذي تعرض لدمار واسع طال البنية التحية والمساجد وعشرات المنازل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن 12 شهيدا، بينهم خمسة أطفال، وأكثر من 140 إصابة، بينها نحو 30 إصابة حرجة.
وفور التأكد من انسحاب قوات الاحتلال من مخيم جنين، انطلقت الاحتفالات على مدخل المخيم بالانتصار ودحر قوات الاحتلال على يد عدد قليل من المقاومين الذي تمكنوا من صد العدوان بأسلحتهم الخفيفة، في ظل اختفاء كامل لعناصر أجهزة أمن السلطة.
وقالت مصادر خاصة من داخل المخيم لـ"عربي21"، إن عناصر الأجهزة الأمنية الذين يتواجدون في مقر المقاطعة بالقرب من مدخل مخيم جنين، "خرجوا من مقرهم بآليات مصفحة بالتزامن مع احتفال أبناء المخيم، ما تسبب في مواجهات بينهم وبين الجماهير، في حين عمدت تلك العناصر لإطلاق قنابل الغاز والصوت نحو المحتفلين الغاضبين الذين هتفوا ضدهم، ما تسبب في إصابة خمسة مواطنين".
وعن تفاصيل ما حدث خلال تشييع جثامين شهداء جنين، أوضح الأسير المحرر ماهر الأخرس، أنه كان يستعد لإلقاء كلمته في تشييع شهداء جنين نيابة عن حركة الجهاد الإسلامي، لكن القيادي العالول طلب أن تكون كلمته مباشرة عقب النائب عن "فتح" القيادي جمال حويل.
وأضاف الأخرس في حديثه لـ"عربي21": "قلت للأخ أبو جهاد (العالول)، الوضع حرج، الجماهير غاضبة من السلطة، فمن الجيد التلطف معهم، وأنت رمز من رموز السلطة، كما أوضحت له أن أجهزة السلطة اعتقلت مقاومين كانوا في طريقهم للدفاع عن جنين، ووعد أن يتم إخراجهم".
ونوه إلى أن "الغضب الجماهيري على السلطة وأجهزتها، جاء بسبب ترك الناس لمصيرهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وبعد خروج قوات الاحتلال فإنهم خرجوا للعربدة على الجماهير".
وذكرت أن "الجماهير بكل أطيافها السياسية (بما فيها فتح) الحاضرة في تشييع شهداء جنين، بدأت تعبر عن غضبها فور بدء العالول بالحديث، وعند ظهور عزام الأحمد زاد الغضب الجماهيري وقامت قيامة الجماهير الذين طالبوا برجال يقومون بحماية الشعب من العدوان الإسرائيلي، وحصلت مشادات وكادت تنفلت الأمور، وعندها قام بعض المقاومين بالوقوف لمنع أي احتكاك، ورافقوا شخصيات السلطة وقاموا بتأمين خروجهم خوفا من غضب الجماهير".
ونوه الأخرس إلى أن شخصيات السلطة التي حضرت "لم تصدر منها أي كلمة مسيئة"، مؤكدا أن طرد شخصيات السلطة سابقة الذكر، كان من "قبل الجماهير المحتشدة التي كانت تهتف بقوة (ضد السلطة) وتطالب بخروج تلك الشخصيات (بسبب خذلان جنين)، ولا علاقة لحركة حماس أو الجهاد الإسلامي في ذلك، ولم يعتد عليهم أحد، ويمكن الرجوع لتسجيل الكاميرات التي كانت حاضرة في الميدان"، وفق شهادة الأخرس.
وعبر الأسير المحرر عن رفضة لقيام بعض المسلحين (يرجح انتماءهم لأجهزة أمن السلطة) بتهديد أصحاب محلات بزعم أنهم يؤيدون المقاومة وحركة حماس، وأجبروهم على إغلاق محلاتهم التجارية بزعم أن عناصر "حماس" هم من يقفون خلف طرد
قيادات السلطة من جنازة شهداء جنين، وقال: "لا أعلم من أي جهة هؤلاء المسلحين، وما قاموا به هو سلوك خاطئ ولا يقبل به عاقل من شعبنا، فعدونا الوحيد هو الاحتلال ولن نقبل بأن يكون هناك خلاف داخلي".
وكانت كتائب القسام في الضفة الغربية، أعلنت في بيان متلاحقة خلال العدوان على جنين، بأن مقاتليها، خاضوا اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال، معلنة تفجير عدد من العبوات الناسفة في آليات الاحتلال.
كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس تتهم السلطة باعتقال مقاومين
واتهمت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الخمس، الأجهزة الأمنية الفلسطينية، باعتقال مقاومين خلال توججهما للمشاركة في صد العدوان على جنين.
وقالت "كتيبة جنين"، في بيان: "قام جهاز الأمن الوقائي باعتقال الأخ المجاهد مراد ملايشة، والأخ المجاهد محمد براهمة، والاعتداء عليهما هما وثلّة من إخوانهما المجاهدين الذين كانوا في طريقهم لمساندة إخوانهم في كتيبة جنين، وما زال التوتر قائما بمواصلة اعتقالهما من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية".
وأشارت الكتيبة إلى أن "الاعتقال السياسي وصمة عار.. ومن المخجل أن نخوض المعارك مع الاحتلال، ونطعن من الخلف".
ودعت كتيبة جنين، قيادة حركة فتح أن "يقفوا عند مسؤوليتهم في كبح هكذا تصرفات وملاحقة واعتقال".