حذر علماء
المناخ من أن
التغيير المناخي يقترب من نقطة اللاعودة، في
ظل تسجيل درجات الحرارة في الأرض والبحر أرقاماً قياسية، موضحين أن هدف الحفاظ على
ارتفاع درجة حرارة الكوكب في حدود 1.5 درجة مئوية بات يصعب تحقيقه، بعد أن أخفقت
الدول في الوفاء بالتزاماتها في تخفيض الانبعاثات.
وبين العلماء أن درجات حرارة الأرض المرتفعة توافقت مع تلك الموجودة
في
البحر، بسبب ظاهرة النينو وعوامل أخرى، حيث بلغ المتوسط العالمي لدرجات حرارة
سطح البحر في أواخر آذار/ مارس 21 درجة مئوية، وظلت عند مستويات قياسية لهذا الوقت
من العام طوال شهري نيسان/ أبريل وأيار/ مايو.
وتشير ظاهرة النينو إلى انخفاض درجات حرارة سطح المحيطات على نطاق
واسع في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، إلى جانب تغيرات في دوران الغلاف الجوي
المداري، مثل الرياح والضغط وهطول الأمطار.
وحطمت درجات الحرارة الأرقام القياسية في ارتفاعها لشهر حزيران/ يونيو،
وضربت موجات الحر الشديدة بكين، والولايات المتحدة، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وحذرت وكالة الأرصاد الجوية الأسترالية من أن درجات حرارة البحر في
المحيطين الهادئ والهندي قد ترتفع بحلول أكتوبر/ تشرين الأول عن المعتاد بأكثر من 3
درجات مئوية.
وأكد علماء المناخ أن المحيطات تتعرض لضربة رباعية الأضلاع، فالاحتباس
الحراري هو العامل الرئيسي، لكن النينو وتراجع الغبار الصحراوي فوق المحيط،
واستخدام وقود الشحن ذي الكبريت المنخفض، شكلت عوامل إضافية لتدهور الحالة الصحية
لكوكب الأرض.
وأوضح العلماء أن ارتفاع درجة حرارة البحار قد يعني أيضا انخفاض
الرياح والأمطار، ما يخلق حلقة مفرغة تؤدي إلى مزيد من الحرارة، لأن الظواهر
المناخية المتناقضة بشكل عام وتواتر
الطقس المتطرف آخذة في الازدياد، والجفاف من
جهة، والأعاصير المميتة في أفريقيا، وتقاعس الدول في تخفيض الانبعاثات من جهة ثانية.