كشفت صحيفة عبرية، أن دولة
الاحتلال، ومن خلال الصناعات الجوية قامت بالاستثمار في إنتاج وبيع برامج
تجسس
منها برنامج "برداتور"، وهو ما جعلها في قلب فضيحة مدوية يحقق فيها
الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت
"
هآرتس" في تقرير لها من إعداد عومر بن يعقوب وآفي شراف، أن "الصناعات
الجوية الإسرائيلية تحدثت في بيان نشرته لوسائل الإعلام في حزيران/ يونيو 2017، عن استثمار ملايين الدولارات في شركات أجنبية واعدة. الشركة الأولى، المسجلة في
هولندا، تعمل على "إيجاد حلول حماية سايبر للهواتف المحمولة"؛ والشركة
الثانية في هنغاريا، توفر للحكومة قدرة على جمع المعلومات الاستخبارية من الهواتف
المحمولة".
لكن الوثائق التي وصلت إلى "هآرتس" تكشف أن "الأمر يتعلق بشركتين تمت إقامتهما من قبل نفس
الإسرائيليين الذين طوروا وباعوا برنامج التجسس الذي سيقف بعد ذلك في مركز فضيحة ووترغيت
اليونان وفي بؤرة تحقيق يجريه البرلمان الأوروبي".
وذكرت أن
"الفضيحة وقعت في اليونان السنة الماضية، حينما كشف أن برنامج التجسس برداتور
الإسرائيلي تم تحميله في هاتف مراسل يحقق في قضية فساد في الدولة. البرنامج يسمح
للمشغل بالوصول الكامل إلى الهاتف المحمول لضحية التحميل، بما في ذلك جهات
الاتصال وملفات وصور ومكالمات وبيانات مشفرة. والمشغل يمكنه أيضا أن يشغل بشكل سري
الكاميرا والميكروفون في الهاتف المحمول ويسجل كل ما يحدث".
وأشارت الصحيفة، إلى أن
"حكومة اليونان اعترفت بأن المراسل كان تحت رقابة المخابرات الوطنية، وبعد ذلك
كشف أنه تم تنصيب البرنامج على هاتف كل من رئيس المعارضة، ووزير البنى التحتية
السابق، مشيرة إلى أن رئيس المخابرات ورئيس مكتب حكومة
اليونان استقالوا على خلفية الفضيحة، والقضية تقف في مركز تحقيق واسع في البرلمان
الأوروبي بخصوص الاستخدام المتزايد لتكنولوجيا التجسس في أرجاء دول الاتحاد".
الصناعات الجوية، وهي
شركة حكومية إسرائيلية، أعلنت أنها استثمرت في شركتين مختلفتين،
"إنبيديو" و"سايتروكس"، لكن عمليا الحديث كان يدور عن وجهين
لعملة واحدة. الأولى هي شركة دفاع لتشخيص الاختراق ونقاط الضعف في الهواتف
المحمولة. والثانية؛ هي شركة هجومية طورت برنامج التجسس "برداتور" سيئ الصيت، وهي تستغل نقاط الضعف لاختراق هواتف محمولة والتجسس على أصحابها، وقد أقيمت
كشركات متآخية لتعرض على الزبائن إمكانيات كامنة للوصول إلى حل مندمج، هجومي
ودفاعي. واستثمار الصناعات الجوية استهدف توسيع سلة المنتجات لديها في مجال
السايبر".
وثائق تجارية لشركات
في هولندا وهنغاريا وشمال مقدونيا و"إسرائيل"، تكشف أن مؤسسي هذه
الشركات ومدراء الشركتين هم ذات الشخصيات الإسرائيلية. وبحسب أقوال موظفين في
"سايتروكس"، فإنه جلس في مكاتبهم موظفون من شركة "إنبيديو"، عملوا
على تطوير منتجات التجسس، ولكن في حين أن الصناعات الجوية باعت نصيبها في
"سايتروكس" قبل 4 سنوات، فإن هناك مصادر تقول إنها" ما زالت
تستثمر في "إنبيديو"، رغم أن هذا الاستثمار ضاع لأن الشركة لم تعد تعمل".
وبحسب وثائق شركة
"إنبيديو" لدى مسجل الشركات في هولندا عام 2016، فقد تبين أن المسجلين المؤسسين
هما روتم فركش وأبراهام روبنشتاين. وهما نفسهما أقاما عام 2017 في شمال مقدونيا
شركة "سايتروكس" للبرامج، وهي شركة فرعية لشركة "سايتروكس"
القابضة في هنغاريا، التي استثمرت فيها الصناعات الجوية. فركش وروبنشتاين وقعا على
وثائق إقامة "سايتروكس" مع البريد الالكتروني لهما في "إنبيديو".
وأفادت بأن "فركش
معروف بأنه قرصان ورائد أعمال في مجال السايبر، وأصبح شريكا كبيرا في حلف
"إنتلكسا"، وهي شركة تجسس السايبر التي أقامها في أوروبا رجل
الاستخبارات السابق تال دليان، أما روبنشتاين فهو رجل هايتك، قدم دعوى ضد دليان
بذريعة أنه أضعف سيطرته في "إنتلكسا" وتم لاحقا إغلاق الدعوى بموافقة
الطرفين".
بيان الصناعات الجوية
الإسرائيلية من 2017، بحسب "هآرتس"، لم يوضح حجم الاستثمار في
"سايتروكس"، لكن وثائق وصلت الصحيفة، أظهرت أنها أشترت 31 في المئة من
الشركة بواسطة ذراعها السيبرانية في سنغافورة، "كوستوديو بي.تي.إي". كما
أن مصدرا رفيعا في الصناعات الجوية شغل منصب المدير في "سايتروكس"، وبعد
سنة ونصف لم تنجح فيها الشركة في النهوض باعت الصناعات الجوية حصتها لشركة في جزر
العذراء التي تسيطر على تحالف شركات "إنتلكسا لدليان وشركائه".
وقالت
"هآرتس": "بعد 4 سنوات على ذلك ستضع "سايتروكس" أصحابها
في بؤرة عاصفة دولية بعد كشف استخدام برامجها التجسسية ضد صحافيين وسياسيين".
عقب اندلاع العاصفة،
أمير إيشل، مدير عام سابق في وزارة الأمن، أكد أنه لا يمكنه مراقبة
"دليان" وأمثاله الذين يؤسسون شركات في الخارج، منوها إلى أن "الأمر
المقلق، أن خريج وحدات الاستخبارات و السايبر عندنا، التي تشغل جهات رفيعة سابقة
في هذه الوحدات، يعمل في أرجاء العالم بدون أي رقابة".
وذكرت الصحيفة، أن
"الصناعات الجوية تنازلت عن ممتلكاتها في الشركة التي تعمل في المجال المتفجر
لتجسس السايبر، لكنها ما زالت تحتفظ بالاستثمارات الأصلية في الشركة التوأم
"إنبيديو"، وهي شركة السايبر الدفاعية لفركش وروبنشتاين، وبواسطة
"إنبيديو" يوجد للصناعات الجوية أسهم أيضا في فرع "إنبيديو"
في شمال مقدونيا، وهي شركة فرعية بملكية "سايبر لاب"".
"سايبر
لاب" تم تأسيسها على يد مواطن محلي، شغل في نفس الوقت شخصية كبيرة في
"سايتروكس" هو شاحك شليف، وهو خريج وحدة السايبر في الجيش الإسرائيلي،
عمل في "سايتروكس" في تلك السنوات وسجل كمدير في "سايبر لاب"،
مع بريده الإلكتروني في "سايتروكس".
وتفيد معلومات وصلت
"هآرتس"، أن إسرائيليين في "سايبر لاب" عملوا في مجالات
مختلفة لتطوير "برداتور" من داخل مكاتب "سايتروكس".
موظفون سابقون قالوا
للصحيفة: "رغم العمل المشترك في المكاتب، إلا أنه كانت هناك محاولات للفصل
بين "إنبيديو" و"سايتروكس" بعد بيعها من قبل الصناعات الجوية،
ولكن في الوقت الذي فيه حاولت "إنبيديو" تطوير منتج دفاعي، فإن جزءا من
الطواقم فيها استمروا في العمل في نفس الوقت لصالح "سايتروكس" الهجومية".
ونوهت إلى أن "شركة
"إنبيديو" تعتبر الآن شركة فاشلة، لأنها أضاعت ملايين الدولارات التي
استثمرت فيها ولم تنجح في النهوض والبيع".