أثار تعيين الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان لوالي إسطنبول علي يرلي كايا وزيراً للداخلية في التشكيلة الحكومية الجديدة، خلفاً لسليمان صويلو، تساؤلات واسعة حول تأثير الخطوة على الوجود السوري في
تركيا، والتعاطي الحكومي مع هذا الملف.
وانشغل السوريون في تركيا بعد الإعلان عن التشكيلة الحكومية بالبحث عن المواقف والتصريحات السابقة لوزير الداخلية الجديد بخصوص ملف
اللاجئين، وخاصة أن كايا كان على تماس مباشر مع السوريين خلال توليه في العام 2015 منصب محافظ ولاية غازي عنتاب المكتظة باللاجئين، وولاية إسطنبول.
وبشيء من الارتياح، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات لكايا أدلى بها في أيار/ مايو 2022، قائلاُ إن "السوريين الآن جزء من المجتمع، والسوريون والأتراك شعبان شقيقان متصاهران لا يفرقهما شيء"، وذلك في إطار تعليقه على تصاعد الخطاب العنصري ضد اللاجئين في إسطنبول.
لكن من جانب آخر، نبه البعض إلى تشدد ولاية إسطنبول في الإقامات ومنع المخالفين منهم من العمل، وذلك في فترة تولي كايا ولاية إسطنبول.
التعاطي الحكومي مع اللاجئين
وإذ يؤكد الكاتب والمحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، على مضي أنقرة في تنفيذ مخطط "العودة الطوعية" إلى الشمال السوري، فإنه يقول لـ"
عربي21": "وجود الوزير مرتبط بالرئاسة التركية، وبالتالي فإن النهج الحكومي لن يتغير بالنسبة للحماية المؤقتة".
ويضيف: "الأرجح أن تتراجع الملاحقات للسوريين (المخالفات)، نظراً لانتهاء الانتخابات والخوف من حساباتها، ويمكن القول إن لدى كايا معلومات جيدة عن ملف اللاجئين، والمخاوف الأمنية".
ويتفق مع رضوان أوغلو، الناشط الحقوقي في قضايا اللجوء السوري طه الغازي، الذي استبعد وجود تغيير واسع في إدارة ملف اللاجئين، قائلا لـ"
عربي21": "لا بد من الإشارة إلى أن سياسة الدولة لا تتغير بتبدل الشخصيات، وتحديداً تبني الحكومة التركية لمخطط العودة الطوعية".
ويقول الغازي، إن "التصريحات الإيجابية السابقة لكايا بخصوص ملف الوجود السوري، اقتصر دورها على تقديم الدعم المعنوي"، مضيفا أن "المطلوب من كايا اليوم مناهضة خطاب الكراهية والتمييز العنصري ضد اللاجئين، ومحاسبة أصحاب الخطاب المناهض للسوريين".
وبحسب الناشط الحقوقي، فإن اللاجئين السوريين يحتاجون إلى قوانين تحميهم وتنظم وجودهم، مستدركاً بأنه "مع الأسف يبدو أن الحكومة متجهة إلى فرض إجراءات قسرية على اللاجئين (ترحيل) تحت عنوان "العودة الطوعية"، وخاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد أكد في حملته الانتخابية وخطاب "الشرفة" على تنفيذ مخطط إعادة مليون لاجئ سوري".
التضييق على اللاجئين
من جانبه، استذكر الكاتب والمحلل السياسي التركي عبد الله سليمان أوغلو مواقف صويلو الإيجابية المدافعة عن اللاجئين السوريين، وقال لـ"
عربي21": "يعرف صويلو بأنه صاحب يد بيضاء مع السوريين، وكذلك الوزير الجديد كايا، ليس بعيداً عن مواقف سلفه".
ويضيف: "باعتقادي لن تختلف الأمور كثيراً على السوريين، ونتمنى أن يتم تخفيف التضييق على السوريين، وتسهيل المعاملات والإجراءات القانونية".
ويتابع سليمان أوغلو، بالإشارة إلى ضرورة المحاسبة على الانتهاكات التي كان اللاجئون ضحاياها، وقال: "في النهاية فإن المطلوب من كايا الكثير، للدفاع عن اللاجئين".
وخلال السباق الانتخابي الأخير، اتفقت الحكومة والمعارضة على ضرورة معالجة ملف اللاجئين السوريين، لكن الخلاف كان على طرق تنفيذ ذلك، ففي حين ترى الحكومة أن العودة لا تتحقق إلا بعد توفير المساكن والبيئة الآمنة في
سوريا، تصر المعارضة على ضرورة الترحيل الفوري للاجئين.
وجراء ذلك تصاعدت موجات العنصرية ضد نحو أربعة ملايين لاجئ سوري في تركيا، وتحولوا إلى ورقة انتخابية.