نشرت
صحيفة "
خبر ترك" مقالا للصحفية كوبرا بار، استعرضت فيه أسباب فشل مرشح تحالف
الطاولة السداسية كمال
كيلتشدار أوغلو في تحقيق انتصار على الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، مؤكدة أن هزيمة المعارضة أنهت أطروحات هزيمة أردوغان.
وأوضحت
الصحفية أن فوز أردوغان أنهى أطروحة "النظام مهم وليس المرشح"، وأن "الشعب
سيختار بين الاستبداد والديمقراطية لصالح الديمقراطية"، وأن "المرشح
الذي سيحصل على أكبر عدد من الأصوات هو كيلتشدار أوغلو"، وأنه "لا توجد
قوة لا يمكن للجماعة قلبها".
ورأت
أن أبرز عوامل خسارة كيلتشدار أوغلو كانت في أن الناخبين الأتراك من المحافظين المقربين
من فكر حزب "العدالة والتنمية" أكثر من الليبراليين المقربين من حزب
الشعب الجمهوري، مشيرة إلى أن القوميين تبلغ نسبتهم 65 بالمئة من الناخبين، بينما
لا تتجاوز نسبة اليساريين 35 بالمئة.
وأوضحت
أن جمهور الناخبين الأتراك لا ينقسم إلى 50 بالمئة من المعارضين و50 بالمئة من
المؤيدين للسلطة، مؤكدة أن عدد الذين يدعمون السياسات الأمنية أكثر من أولئك الذين
يعطون الأولوية للحرية والديمقراطية، وعدد المعارضين لحزب العمال الكردستاني أكبر
من عدد الذين يصوتون لـ "حزب الشعوب الديمقراطي".
واعتبرت
أن المعارضة كانت بحاجة لترشيح شخص يكون موقفه واضحا بشأن القضايا الوطنية والذي
يمكنه الحصول على أصوات من شريحة اليمين المحافظ، وجذب الناخبين المترددين الذين
كانوا غاضبين بشكل خاص من حزب "العدالة والتنمية"، لأن مسألة الحسم لم
تكن تتعلق بجذب ناخبي "الشعوب الديمقراطي"، ولكن بالناخبين الذين لديهم
القدرة على الانفصال عن "العدالة والتنمية"، في إشارة إلى أن اختيار
مرشح من حزب يقدم نفسه على أنه يساري كان قرارا خاطئا.
وبينت
أن المعارضة لم تتنبه لما حدث في انتخابات الرئاسة لعام 2018 التي فاز فيها
أردوغان أمام خمسة مرشحين بنسبة 52.4 بالمئة، بينما حصل "تحالف الأمة" على
نسبة 47.6 بالمئة مع احتساب نسبة مرشح الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديمرتاش، ما
يعني أن "تحالف الشعب" حافظ على كتلته الانتخابية رغم كل الضغوطات من
انهيار اقتصادي وأزمة اللاجئين وحتى كارثة الزلزال المدمر قبيل الانتخابات.
وأشارت
إلى أن المعارضة لم تدرك أن مسألة خسارة أردوغان مرتبطة بجذب 2 بالمئة من أصوات الناخبين
لصالحهم، مرجحة أن تكون المعارضة قد انخدعت بالفوز برئاسة بلديتي إسطنبول وأنقرة لعام
2019، دون الانتباه لأن نسبة تحالف الشعب الإجمالية رغم خسارة المدن الكبرى لم
تنزل عن 51 بالمئة في الانتخابات المحلية.
ورأت
أن فوز منصور يافاش في أنقرة وأكرم إمام أوغلو في إسطنبول جاء لأن الشخصين كانا
قادرين على جذب بعض الأصوات من حزب العدالة والتنمية المترددين وبعض أصوات الناخبين
اليمينيين المحافظين، لكن رغم وضوح الأمر بالنسبة للمعارضة وبشكل خاص لدى زعيمة
حزب "الجيد" فضل كيلتشدار أوغلو فرض نفسه كمرشح منافس لأردوغان.
وأضافت:
"كملف شخصي سياسي، كان من الواضح منذ البداية أن كيلتشدار أوغلو لن يكون
قادرا على الحصول على أصوات ضد أردوغان بدون الناخبين اليمينيين المترددين، لذلك
فإن المسؤول الأكبر عن خسارة هذه الانتخابات هو كيلتشدار أوغلو، الذي يصر على
الترشح، وفريقه المقرب الذي يجعله يعتقد أنه سيفوز".