مع اختتام
الاحتلال عدوانه العسكري ضد قطاع غزة، تتوجه الأنظار الإسرائيلية إلى الخميس المقبل، حيث يتحضر المستوطنون لتنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية في
القدس المحتلة، وسط مخاوف إسرائيلية من اندلاع مواجهة عسكرية جديدة مع الفلسطينيين.
ليران تماري مراسلة صحيفة
يديعوت أحرونوت، ذكرت أنه "من المتوقع أن يشارك وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير في المسيرة، حيث تستعد شرطة الاحتلال للقيام بحراسة مشددة، وستنشر آلاف الجنود لتأمين المتظاهرين الذين سيمرون عبر نقاط الاحتكاك في المدينة، بما في ذلك باب العامود، وسط متابعة إسرائيلية لدعوات تحريض غير عادية على شبكات التواصل الاجتماعي، وتأخذ بعين الاعتبار إطلاق صواريخ فلسطينية على المسيرة".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن شرطة الاحتلال أقرّت مسيرة أخرى في ذات اليوم في المدينة المقدسة باسم جمعية "إسرائيل للأبد" للمهاجرين الفرنسيين والناشطين الصهاينة، ويتوقع أن يشارك فيها وزير الهجرة والاستيعاب أوفير سوفير من حزب الصهيونية الدينية، ورئيس لجنة التعليم عضو الكنيست يوسي تايب من حركة شاس وأعضاء آخرون في الكنيست.
وأشارت إلى أن "من السيناريوهات التي يتم أخذها في الاعتبار كجزء من استعدادات الشرطة تنفيذ إطلاق صواريخ كما حدث قبل عامين في معركة سيف القدس 2021، لكن مصدرا مسؤولا في شرطة الاحتلال زعم أن احتمال حدوث هذا التهديد ضعيف، مع الأخذ بعين الاعتبار إطلاق
الصواريخ باتجاه المستوطنات الجنوبية خلال عملية ’درع وسهم‘ ضد قطاع غزة، ومع ذلك فقد أصدرت الشرطة بيانًا جاء فيه أن المسيرة التقليدية ستقام في يوم القدس هذا العام على مسارها المعتاد، بما في ذلك عند باب العامود".
وأوضحت أن "شرطة الاحتلال ستعمل على تأمين الحشد، وتنظيم حركة المشاة، والمركبات في المنطقة، لاسيما قرب البلدة القديمة، وذكرت الشرطة أن الغرض من النشاط هو الحفاظ على نسيج طبيعي للحياة قدر الإمكان، والسماح للمشاركين في المسيرة بالوصول إلى وجهتهم التي يختارونها، ومنع حوادث الاحتكاك والعنف من أي نوع مع الفلسطينيين المقدسيين في الجانب الشرقي من القدس، الذين يفسرون المسيرة بأنها استفزازية، وتحمل تحدّيا لهم، فيما تستغلها التنظيمات الفلسطينية المسلحة لإثارة الأجواء".
وتؤكد الاستعدادات الإسرائيلية الجارية على قدم وساق لتمرير مسيرة الأعلام، أن الاحتلال ماضٍ في مخططاته التهويدية والتقسيمية للأقصى، رغم ما يحتمله من مخاطرة مكلفة، تصل حدّ الدخول في مواجهات عسكرية مع المقاومة، مع العلم أن تنظيم المستوطنين لمسيرتهم، واقتحامهم بالمئات باحات الأقصى، وأداءهم لبعض الطقوس التلمودية، بما فيها السجود الملحمي (الانبطاح)، وإصدار الدعوات والترانيم الدينية، ورفع الأعلام الإسرائيلية، يعطي إشارات لا تقبل كثيرا من الشكوك أن الاحتلال يسابق الزمن لفرض الأمر الواقع.