أعلن
النظام السوري وتونس إعادة فتح سفارة دمشق لدى
تونس، في أحدث خطوة نحو تطبيع العلاقات بينهما ضمن مبادرة أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيّد.
وقال بيان مشترك بين النظام السوري وتونس: "تجاوباً مع مبادرة رئيس الجمهورية التونسية
قيس سعيد بتعيين
سفير لدى الجمهورية العربية السورية، فقد أعلنت الحكومة السورية عن موافقتها الفورية على هذا التعيين، وقررت إعادة فتح السفارة السورية بتونس، وتعيين سفير على رأسها في الفترة القريبة القادمة".
واستبق سعيّد البيان المشترك بتعيين سفير له في دمشق قبل ثلاثة أيام، بحسب وسائل الإعلام المحلية، حيث وقع الاختيار على الدبلوماسي التونسي محمد المهذبي، في انتظار الإعلان الرسمي.
كما أفادت وسائل الإعلام التونسية بأن سعيّد قام بإرسال أوراق اعتماد السفير الجديد لدى دمشق، وسيتم الإعلان رسميا حال استكمال الإجراءات.
ولد المهذبي عام 1965، وعين منذ عام 2021 وزيراً مفوّضاً خارج الرتبة، وهي أعلى رتبة في السلك الدبلوماسي التونسي.
وشغل المهذبي منصب مدير العلاقات مع أوروبا الشمالية والوسطى وروسيا والقوقاز في الإدارة العامة لأوروبا عام 2019، فيما كُلف بمهام قنصل الجمهورية التونسية بميونيخ في ألمانيا منذ عام 2006 إلى سقوط نظام الدكتاتور الراحل زين العابدين بن علي عام 2011.
حصل المهذبي على دبلوم في الدراسات المعمّقة في العلوم السياسية بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بتونس، وحاز عام 1989 الإجازة في الفلسفة من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية.
وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في 4 شباط/ فبراير 2012 احتجاجا على قمع مظاهرات تطالب بالديمقراطية في عام 2011 والتي تصاعدت لاحقا إلى صراع مسلح أودى بحياة مئات الآلاف من المدنيين ودفع الملايين إلى الفرار.
وأعادت تونس تركيز بعثة دبلوماسية محدودة في سوريا في عام 2017 للمساعدة في تعقب أكثر من 3000 مقاتل تونسي سافروا إلى سوريا للانضمام إلى "تنظيم الدولة"، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
وأشار الرئيس التونسي إلى أن "مسألة النظام السوري تهم السوريين وحدهم ونحن نتعامل مع الدولة السورية ولا دخل لنا في خيارات الشعب السوري"، مضيفا أن "هناك جهات كانت تعمل على تقسيم سوريا لمجموعة من الدول منذ بداية القرن 20 ولن تقبل بذلك".
وقبل تعيين السفير، عززت تونس بعثتها الدبلوماسية في دمشق بدبلوماسي من بيروت، لكن مع إعلان الرئيس أنه يجب اتخاذ قرار، فمن المتوقع على نطاق واسع أن تعين وزارة الخارجية قريبا سفيرا لها في دمشق.
ورغم قرار قطع العلاقات، افتتحت تونس في تموز/ يوليو 2014 مكتبا للخدمات الإدارية والقنصلية لفائدة الجالية التونسية في سوريا، قبل أن تُعيّن وزارة الخارجية التونسية قنصلًا عامًا (دون رتبة السفير) في دمشق، عام 2015، في عهد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
وعقب الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا في 6 شباط/ فبراير الماضي، أرسلت السلطات التونسية مساعدات وفريق إنقاذ إلى دمشق لإغاثة المتضررين، عبر طائرة وصلت إلى مطار حلب الخاضع لسيطرة حكومة الأسد.
وعقب ذلك، أجرى وزير الخارجية التونسي المقال عثمان الجرندي مكالمة هاتفية مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، في أعقاب الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا، قبل أن تتم إقالته في وقت لاحق.
وقبل إقالته، كتب الجرندي عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "مكالمة مع أخي د. فيصل المقداد وزير خارجية سوريا. أبلغته تعاطف وتضامن تونس رئيسا وحكومة وشعبا مع سوريا الشقيقة".
وقال: "نسقنا بخصوص المد التضامني التونسي الذي أذن به سيادة الرئيس لمعاضدة جهودها في مجابهة آثار الزلزال. رحم الله الضحايا وعجل في شفاء الجرحى"، خاتما تغريدته بـ"حفظ الله سوريا وشعبها من كل مكروه".
وسبق للرئيس التونسي أن التقى بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش زيارتهما إلى الجزائر بمناسبة الذكرى الـ60 للاستقلال العام الماضي، حيث وجه سعيّد رسالة لبشار الأسد.
وقال سعيد للمقداد، بحسب بيان خارجية النظام: "إن الإنجازات التي حققتها سوريا، وكذلك الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلف، تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سوريا وتونس"، بحسب ما نقلته صحيفة "حقائق أونلاين" التونسية.
وفي شهر آب/ أغسطس من عام 2021، التقى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين في الخارج السابق عثمان الجرندي، وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، في أول لقاء يعقد بين وزيري خارجية البلدين، منذ إعلان الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي عن قطع العلاقات مع دمشق عام 2012 مع طرد السفير السوري من تونس.