يوما
بعد يوم، يقتنع
الإسرائيليون بأن ما شهدته الأسابيع الأخيرة بفرضية مفادها أن كل من
يريد معرفة ما يفكر فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أو ينوي فعله، يحتاج فقط لمتابعة
ما يكتبه ابنه يائير على "تويتر"، أو ما يقوله في برنامجه الإذاعي، لأنه
منذ بلغ الخامسة من عمره، ما زال نتنياهو الابن في عين العاصفة، واليوم عندما بلغ الصبي
32 عامًا، بات من الصعب تجاهل تأثيره على شؤون دولة الاحتلال، حتى أصبح من أكثر الشخصيات
تأثيراً على رئيس الوزراء، إن لم يكن الأكثر نفوذاً.
إيلان
لوكاش مراسل "
القناة 12" أكد أن "نتنياهو الابن حطّم رقما قياسيا آخر،
عندما عقب نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية على تغريداته، ووصفها بـ"الكاذبة
تماما"، بسبب اتهامه لها بالوقوف وراء الاحتجاجات الإسرائيلية بهدف الإطاحة بنتنياهو
الأب، الذي أبعد عن الدعوة للبيت الأبيض، ناقلا عن الصحفي حاييم ليفينسون أنه بحكم
الأمر الواقع فإن يائير هو رئيس الوزراء، وهو ما يؤكده بن كاسبيت مؤلف السيرة الذاتية
لنتنياهو بالإشارة إلى أن نتنياهو الابن هو من يدير الأحداث".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "يائير لم يكن طفلاً سهلاً، لأنه عاش في
منزل ليس سهلاً، وكانت الأم مهووسة به للغاية، وبمستويات لا يمكن وصفها، ونشأ تحت ثوب
والدته التي حرسته بصوف قطني، وحدثت الكثير والكثير من المشاجرات التي اضطرت للتدخل
فيها، لكنه أراد التمرد، مع أن كل شيء يمر عبر أمه سارة، نادرا ما كان يتصل بأبيه،
الأم دائما ترنّ على الهاتف، أو هو يرنّ عليها، وعندما بلغ الـ18 عامًا، انضم لتشكيل المتحدث
باسم الجيش، قبل فترة وجيزة من تجنيده".
ونقل
عن آفي بنياهو أنه تحدث بمكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء، وأبلغه بأنه "غير مقتنع
بأن ابنه سيكون جنديًا في الجيش، ومع مرور الوقت ظهر أن هذا الفتى له دور في تحركات
مثل إقالة وزير الحرب، عبر تصريحات غير ضرورية، وبات لدى قادته شعور بالعجز من حقيقة
أنه يحتاج للتعامل معه بحذر، ومن الأفضل عدم معاقبته خلال خدمته، لأنه دخل بعمق في
عالم شبكات التواصل الاجتماعي، في البداية تحت أسماء مستعارة عبّر فيها عن رسائل عنصرية
قاسية".
وأكد
أن "الأمر وصل لرؤية كيف يتحدث عن الأمريكيين، الذين باتوا يصفونه بـ"السمّ"،
وبات ليس أقل خطورة من والده، ومنذ انتخابات 2015، ورغم كل الصعاب، تزايدت أهميته،
وباتت تزداد طوال الوقت، من خلال نقله للرسائل لوالده في الخطب والسياسة، باعتماده
أسلوب المواجهة، وإلقاء اللوم دائمًا على الآخرين، وعدم تحمل المسؤولية أبدًا، مرافقا
معه مفردات "مؤامرات الأشرار"، ولكن بعد الفوز في تلك الانتخابات انقلبت
الموازين بين الأب والابن رأساً على عقب".
وينقل
عن بعض مقربي يائير أنهم سمعوه يقول عن والده "إنه رجل ضعيف لا معنى له"،
ومع مرور الوقت اتضح من يسيطر على من، رغم أن شخصية نتنياهو ترافقت مع مفردات
"زعيم قوي، لكنه فقط داخل الليكود، أما في الحقيقة فهو ضعيف جدًا، أما في
أيلول/ سبتمبر 2017، فقد زاد يائير من استخدامه لوسائل التواصل باسمه العلني، وشرع
في أول معاركه ضد رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، وكان له دور كبير في أزمة أجهزة
قياس المغناطيسية في المسجد الأقصى، حيث طالب المسؤولون الأمنيون بإزالتها، ومنع حدوث
اشتعال".
وأكد
أنه "في آذار/ مارس 2019، تم تسجيل محادثة ليائير مع أصدقائه في طريقه إلى ناد جنسي، وقدم شخصيا لأصدقائه إقامة علاقات مع صديقته مقابل رسوم، ما أدى لتعقيد وضع والده،
وبالتزامن مع مرور الوقت فإنه بات منخرطا في الإعلام كثيرًا، ورغم ذلك ظل الاسم المستعار
يلازمه بحيث أنه يدفع الجميع للجنون من الصباح إلى الليل، صحيح أنه أكمل شهادتين بالعلاقات
الدولية والدبلوماسية وحل النزاعات، لكنه بنى نفسه كإعلامي في القناة 20، ثم في برنامج
أسبوعي، ومقابلات مع الشبكات الأمريكية، لكن تويتر ميدانه المفضل".
ونقل
عن موقع "فيك ريبورتر الذي يراقب مواقع التواصل الاجتماعي، أن نتنياهو الابن
يغرد أحيانًا 300 مرة في اليوم، خاصة ضد المعارضين السياسيين والقضاء والإعلام، عندما
يستيقظ، ويذهب للنوم، وما بعد الظهر، يدخل جميع أنواع الصفحات، ويرسل روابط لجميع الأشخاص
حول رئيس الوزراء، إنه يدفع الجميع للجنون من الصباح إلى المساء، إنه مهووس، في كثير
من الأحيان يكتب ويحذف، هذه طريقة معروفة".
وأكد
"أعضاء كنيست إسرائيليون أنه يستخدم ألقابًا مهينة لمن يكرهه منهم، رغم أنه خسر
مئات آلاف الشواكل في دعاوى التشهير ضده، إلا أن اللهجة تزداد سوءًا، حتى إنه اتهم المتظاهرين
المحتجين بأنهم فوضويون وإرهابيون، وبعد أيام قليلة قارنهم بالرمز النازي، ووصفهم بأنهم
يطلقون صفير الكلاب، ومع مرور الوقت فإن كل المؤشرات تدل على أن يائير سيخلف والدته
في دور الرجل الذي يدير رئيس وزراء إسرائيل".