يتزامن تاريخ 15 آذار/ مارس من كل عام مع ذكرى وصول المستكشف البرتغالي
فاسكو دا غاما إلى مدغشقر، عام 1498، خلال رحلته من موزمبيق إلى
الهند، التي هاجم فيها إحدى السفن العربية التي تقل ما يزيد على 380 حاجا في ميناء
مكة وأحرقهم.
وُلِدَ دا غاما في 1469 في البرتغال وتُوفِي في 24 كانون الأول/ ديسمبر 1524 في كاليكوت بالهند، ويعد من أنجح مستكشفي البرتغال في عصر الاستكشاف الأوروبي ويُعتبر أول من سافر من أوروبا إلى الهند بحراً.
كُلّف من قبل ملك البرتغال مانويل الأول بإيجاد الأرض المسيحية في شرق آسيا وبفتح أسواقها التجارية للبرتغاليين، قام دا غاما بمتابعة استكشاف الطرق البحرية التي وجدها سلفه بارثولوميو دياز عام 1487 والتي تدور حول قارة أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح وذلك في أوج عهد الاستكشافات البرتغالية التي كان هنري الملاح قد بدأها.
وبالرغم من أن دا غاما نجح في إيجاد طريق للسفر بين أوروبا والهند بديلا عن طريق الحرير الذي كان تحت سيطرة المسلمين في الشرق الأوسط وآسيا، إلا أنه لم ينجح بحمل أي بضائع ذات أهمية للسكان.
ويذكر المؤرخون أن دا غاما قاد أول رحلة استكشاف من أوروبا إلى الهند حول أفريقيا، رغم أن التاريخ لم يذكر كثيرا الطريقة التي تمّ فيها اختيار دا غاما ليكون المستكشف الذي ستقع على عاتقه مهمة استكشاف الهند في ذلك العام. وفي نفس العام جهز فريقا من 4 زوارق بحرية بما في ذلك سفينته الرئيسية ذات الـ200 طن سانت جابرييل ليجدوا طريقًا إلى الشرق والهند.
وفي إحدى رحلاته إلى الهند أقدم دا غاما على قرصنة إحدى السفن العربية التي تقل ما يزيد على 380 حاجا وسلب متاعهم ثم أحرقهم وهم أحياء بمن معهم من أطفال ونساء وشيوخ دون رحمة ولا شفقة. كما قام بشنق 38 صيادا وقطع رؤوسهم وأطرافهم لإرهاب السكان وإجبارهم على الخضوع والاستسلام.
وعندما وصل دا غاما إلى الموزمبيق قصفها بالمدافع ودمرها على رؤوس ساكنيها، أما في الهند فقد طلب من حاكم مدينة كلكتا طرد جميع المسلمين وعاقب كل من لا ينزل تحت أوامره، وفرض على جميع التجار العرب الضرائب والإتاوات مقابل السماح لهم بحرية الملاحة وممارسة نشاطهم التجاري.
ويقال إن سفنا تابعة لفاسكو دا غاما، هاجمت سفينة عربية تبحر من جدة (ميناء مكة) إلى كاليكوت بشحنات قيمة ومئات عديدة من الركاب، معظمهم من الحجاج.
وفي السياق، كتب المؤرخ البرتغالي غاسبارد كوريرا: "ذهب البرتغاليون إلى هناك على متن قارب ونقلوا البضائع من هناك إلى السفن البرتغالية طوال اليوم حتى أفرغوا السفينة بأكملها. منع القبطان المور من إحضارها من السفينة، ثم أمر بحرق السفينة. وعندما اكتشف قبطان السفينة ذلك. قال: سيدي، لن تربح شيئًا عن طريق قتلنا، أطلب منا أن نُكبل بنا وأخذنا إلى كاليكوت، وإذا لم نحمّل سفنك بالفلفل والتوابل الأخرى مجانًا، فاحرقنا، فكر في أنك تفقد مثل هذه الثروة بسبب الرغبة في قتلنا".
وأضاف: "تذكر أنه حتى في الحرب، فإن أولئك الذين يستسلمون يدخرون، لكننا لم نقاومك، ونطبق قواعد الكرم علينا، فأجاب القائد: سوف تحترق حياً، لن يمنعني شيء من خيانة مائة حالة وفاة إذا أمكن للقيام بذلك هرع الكثير من النساء، ورفعن أطفالهن الصغار في أذرعهن، وحاولن حملهن لنا، حاولن إثارة الشفقة على هؤلاء الأبرياء".