لا يزال يختا الرئيس
العراقي الراحل
صدام حسين في جنوب العراق، الشاهد
الأمثل على بذخ العائلة الحاكمة قبيل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
ويوجد في مدينة
البصرة يخت "المنصور" الذي أصابته غارات
شنتها طائرات أمريكية في عام 2003، كما يرسو يخت "نسيم البصرة" على بعد
500 متر فقط ،لكنه وضع بتصرّف مركز دراسات بحرية، وبات مفتوحاً أمام الزوار ثلاثة
أيام في الأسبوع منذ كانون الثاني/ يناير الماضي.
ولم يتسن للرئيس العراقي الراحل الإبحار في يخت "نسيم البصرة"،
الذي يرسو على أحد أرصفة شط العرب، ملتقى نهري دجلة والفرات.
وقال سجاد كاظم، الأستاذ في مركز علوم البحار في جامعة البصرة: "كل
من زار اليخت الرئاسي ذهل من مدى بذخ النظام السابق".
ويوجد داخل اليخت جناح رئاسي، وغرف منامة فاخرة، وكنبات قديمة الطراز. أما
الحمامات، فمزوّدة بمغاسل من ذهب.
ويتّسع اليخت البالغ طوله 82 متراً الذي صنع في الدنمارك، وسُلّم إلى
صدام في عام 1981، لنحو 30 راكباً ولطاقم من 35 شخصاً.
ويضمّ اليخت 13 غرفة، ثلاث قاعات للاجتماعات، ومهبطا للمروحيات. فيه
كذلك ممر سري يقود نحو غواصة، يسمح بالفرار في حال وقوع خطر، كما دوّن على لوحة
معلومات.
وأشار كاظم إلى أن صدام حسين سلم اليخت إلى السعودية خشيةً من عمليات
انتقامية خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات، قبل أن ينتهي المطاف
باليخت في الأردن.
وفي عام 2008، أصبح المركب الذي كان راسيا في نيس الفرنسية في قلب
معركة قضائية، إذ طالبت السلطات العراقية بملكيته بعد عرضه للبيع مقابل 35
مليون دولار من قبل شركة مركزها في جزر كايمان.
أما يخت المنصور، فلا يزال نصف غارق مع هيكله الصدئ في نهر شط العرب
وسط البصرة.
وصنع اليخت البالغ طوله 120 متراً، فيما يفوق وزنه 7 آلاف طن، في
فنلندا، وسلّم للعراق في عام 1983، كما يرد على موقع مصممه الدنماركي كنود إي
هانسن. وهو يتسع لـ32 راكباً ولطاقم من 65 شخصاً.
كان اليخت راسياً في مياه الخليج، وقبل الغزو الأمريكي، نقل صدام
اليخت إلى مياه شط العرب؛ "لكي يقوم بحمايته من ضربات الطائرات الأمريكية"
لكن الخطة "فشلت"، كما يشرح المهندس البحري علي محمد، الذي يعمل في يخت "نسيم
البصرة"، لوكالة "فرانس برس".
في آذار/ مارس 2003، قصفت طائرات التحالف الدولي يخت المنصور.
وأوضح مدير مفتشية آثار وتراث محافظة البصرة، قحطان العبيد، أن اليخت "قُصف
أكثر من مرة على مدى أكثر من يوم واحد… تعرض لعدة غارات، أعتقد قصف ثلاث مرات في
أوقات مختلفة، لكنه لم يغرق".
في صور التقطتها وكالة فرانس برس في 2003، يظهر المنصور لا يزال
عائماً على المياه، مع احتراق الطوابق العليا منه جراء الغارات الجوية. وفي
حزيران/ يونيو 2003، بدأ اليخت يميل إلى جهة واحدة.
وبين العبيد أن اليخت بدأ بالانقلاب "بسبب سرقة المضخات
الموجودة في غرف المحركات. أصبحت هناك فتحات تدخل منها المياه. تسربت المياه إلى غرف
المحركات، ما أدى إلى انقلابه".
ويشكل التخلص من يخت المنصور تحدّيا كبيرا، لأن انتشاله مكلف وصعب
جداً، نظرا لحجمه الكبير، حيث يحتاج إلى أن يقطع إلى أجزاء ثم يرفع.