اتهامات.. وضحايا بالملايين

تتبادل كل من واشنطن وموسكو الاتهامات بشأن ارتكاب جرائم حرب، ما يطرح تساؤلات حول "سياسة شيطنة الآخر"، وما إذا كانت مستجدة في السياسة الدولية؟


تتبادل كل من واشنطن وموسكو الاتهامات بشأن ارتكاب جرائم حرب، ما يطرح تساؤلات حول "سياسة شيطنة الآخر"، وما إذا كانت مستجدة في السياسة الدولية.

وخلصت الإدارة الأمريكية إلى أن روسيا ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وبأنه سيتم محاسبة المتورطين بحسب نائبة الرئيس الأمريكي، كاميلا هاريس.

وتقول الإدارة الأمريكية إنه تم تحديد مرتكبي الجرائم والتي تضمن بعضها عمليات إعدام ميدانية وفقا لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

ووثقت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أكثر من 30 ألف جريمة حرب ارتكبت في أوكرانيا.

لكن موسكو ردت باعتبار أن التلميحات الأمريكية محاولة لا سابق لها من حيث سخريتها في سياق الحرب على روسيا.

وقالت السفارة الروسية لدى واشنطن إن الاتهامات الأمريكية تزوير قامت به واشنطن لتبرير تدخلاتها العسكرية في جميع أنحاء العالم.

وأعادت موسكو التذكير بما تعرف بـ "أنبوبة الاختبار"، التي تحتوي على مسحوق أبيض، وسبق أن عرضها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول على مجلس الأمن لتبرير غزو العراق عام 2003 بزعم امتلاكه أسلحة دمار شامل ليتبين زيفها لاحقا.

وصرحت وزارة الخارجية الروسية، بأن الآلة العسكرية الأمريكية جلبت معاناة لا توصف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتبادل الاتهامات بين العملاقين النوويين ليس جديدا؛ فقد خاض الطرفان سلسلة مواجهات إعلامية وسياسية وأيديولوجية وعسكرية غير مباشرة بين عامي 1947 و1991 وما بعدها وإن كان بطريقة أكثر دبلوماسية وبما يعرف اصطلاحا بـ"الحرب الباردة ".

وحدث ذلك في أزمة خليج الخنازير والحرب الكمبودية والفيتنامية والأفغانية والبوسنة والهرسك وكوسوفو وانقلابات أمريكا اللاتينية.

وتعلل موسكو اتهاماتها لواشنطن وحلفائها، بأنهم لم يجدوا الشجاعة بعد لتحمل المسؤولية عن أعمالهم الإجرامية وتعويض العالم عن كل ما فعلوه، لكن أمريكا ترد بأنهم يستعدون لصراع طويل الأمد بحسب الـ"واشنطن بوست".