قال خبراء إن
روسيا فشلت في حسم "معركة السماء" في أوكرانيا، رغم قدراتها الجوية،
وعدد الطائرات الموجود لديها، وناقشوا في تقرير نشرته صحيفة
التايمز أسباب الفشل
الروسي الجوي.
ونقلت الصحيفة
عن الباحث في شؤون الدفاع الجوي، البروفيسور جاستن برونك، أنه كان من المتوقع أن تقوم
روسيا بقصف المدن الأوكرانية من الجو كما فعلت في جورجيا والشيشان وسوريا، لكنها
فشلت في ذلك.
ويرجع البروفيسور الفشل إلى تقليل روسيا المستمر من قدرات
أوكرانيا في ما يتعلق بأنظمة الدفاع الجوي الأرضي.
ويتابع تقرير الصحيفة بأن صواريخ "سام" التي تستخدمها كييف، كانت محورية
في نجاح أوكرانيا حتى الآن في وقف التهديدات الجوية الروسية.
وتمتلك أوكرانيا مخزونا من هذه الصواريخ وتعود إلى الحقبة
السوفييتية، ويطلق عليها "بوك" وكانت دخلت الخدمة في عام 1980 ويمكنها
التصدي للطائرات والمروحيات، التي تحلق على ارتفاعات عالية أو منخفضة.
وأشار محلل الشؤون الدفاعية، مايكل كلار، إن أوكرانيا
لم تحارب من الجو، لكنها تستخدم نظام دفاع الأرض-جو.
وفي حين استطاعت روسيا تدمير مدن ساحلية بالكامل، بسبب
تفوقها الجوي هناك، فإن أماكن أخرى في أوكرانيا أبقت صواريخ "سام" في حالة
حركة مستمرة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إن
روسيا نفذت في الشهر الأول من الحرب 200 طلعة جوية يومية.
ويتابع برونك بأنه بعد أن حاولت القوات الجوية الروسية
التحليق على ارتفاعات منخفضة لتجنب الصواريخ، فلم يستطع الطيارون الروس إصابة
أهدافهم بدقة وتكبدت روسيا خسائر كبيرة.
لاحقا، تخلى الروس عن طلعاتهم الجوية، بدءا من نيسان/
أبريل العام الماضي، كما يقول برونك.
وعادت روسيا إلى الجو لاحقا بعدما أشترت مسيرات إيرانية رخيصة،
واستخدمتها بشكل مكثف طوال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
لكن المسيرات الإيرانية أيضا واجهت مشاكل في سماء
أوكرانيا، حيث كانت بطيئة، وعالية الصوت، وسهلة الإسقاط، ويدعي الأوكرانيون أنهم
أسقطوا 85% منها.
وإلى جانب الصواريخ، فإن روسيا تستخدم في حربها الجوية،
بالونات وطائرات بدون طيار تشتت إشارات الراديو الخاصة بأنظمة الدفاع الأوكرانية.
وتقول الصحيفة إن الأولوية في الوقت الحالي هي للحفاظ
على أكبر قدر من صواريخ "سام" لدى أوكرانيا، لأنها تتطلب ذخيرة من
الحقبة السوفييتية ولم تعد تصنع.