إسبانيا على صفيح ساخن

نعتوه بالخائن ووصفوا حكومته بالأسوأ في التاريخ التي قسمت الإسبان وحررت المغتصبين وزعماء الانقلاب، أحزاب اليمين المتطرّف تطالب باستقالة رئيس الوزراء اليساري وسط اتهامات لها بتأجيج نار الاحتجاجات.

ماذا يحدث في إسبانيا؟

المنظمات تقول إن نحو مليون، والسلطات الرسمية قالت 250 ألف متظاهر، حملوا شعار "الصحة لا تُباع بل يتم الدفاع عنها" دفاعا منهم عن نظام الصحة العامة بعد اتهامات وجهت للحكومة الإقليمية في مدريد ورئيستها إيزابيل دياز أيوسو بمنح امتيازات للقطاع الصحي الخاص على حساب القطاع العام.

طالبوا على إثرها برحيلها من السلطة، ثالث أكبر مُظاهرة احتجاجية لأعوان الصحة تشهدها مدريد خلال 3 أشهر فقط للمُطالبة بتحسين ظروف العمل، اتحاد العمال العام ونقابة اللجان العمالية وهما أكبر نقابتين في إسبانيا يقودان هما أيضا منذ مارس/آذار 2022 حركات عمالية احتجاجية تطالب بزيادة رواتب العمال لحماية قدرتهم الشرائية في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة المخيف بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وإشعالها لأسعار الوقود والطاقة.


 ما يجعل أسرا كثيرة تواجه صعوبات لدفع فواتيرها والتي ارتفعت أسعارها بنسبة 72 %، وهي واحدة من أعلى الزيادات المسجلة في دُول الاتحاد الأوروبي وسط أرقام رسمية أكدت ارتفاع مُعدل البطالة إلى 12 % فيما بلغ معدل التضخم قُرابة 8 % كأعلى مستوى يُسجل منذ 35 عاماً قد يجرّ البلاد نحو أزمة اجتماعية وسياسية تورط اليميني المتطرف سانتياجو أباسكال وحزبه "فوكس" اليميني المُتطرف ثالث أكبر قوة في البرلمان وُجهت له تهمة تأجيج الوضع في البلاد بعد قيادته لمظاهرات ضد الحكومة اليسارية ورئيسها "بيدرو سانشيز" في كانون الثاني /يناير الماضي تُطالبه بتقديم استقالته قبل الانتخابات المزمع إجراؤها في مايو/أيار 2023.

 والأكثر من طلب الاستقالة هو تخوين "سانشيز" بعد إلغاء جريمة الفتنة التي أدين بها تسعة قادة انفصاليين كاتالونيين لدورهم في محاولة انفصال منطقتهم عام 2017 في مُحاولة منه لكسب دعم حزب اليسار الجمهوري في كاتالونيا المؤيد للاستقلال في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها نهاية 2023، حسمت فيها استطلاعات الرأي فوز "الحزب الشعبي" وزعيمه ألبيرتو نونيذ فيخو بالسلطة التي لن يستطيع نيلها إلا بتزكية من اليمين المُتطرف.