وافق النظام السوري على السماح للأمم
المتحدة بتسليم
مساعدات إلى شمال غرب
سوريا عبر معبرين حدوديين آخرين من تركيا
لمدة ثلاثة أشهر، بعد أسبوع من
الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، ما أسفر عن مقتل
أكثر من 37 ألف شخص في كلا البلدين.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة
أنطونيو غوتيريش إن رئيس النظام السوري بشار الأسد، وافق على السماح للأمم المتحدة
بتسليم مساعدات إلى شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة عبر معبري باب السلام
والراعي.
وأضاف في بيان: "مع استمرار
ارتفاع عدد قتلى زلزال السادس من شباط/ فبراير، فقد صار توفير الغذاء وإمدادات الصحة
والتغذية والحماية والمأوى والمواد الشتوية وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة
لجميع الملايين من المتضررين أمرا ملحا للغاية".
واعتبر أن "فتح نقطتي العبور، إلى
جانب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتسريع الموافقة على التأشيرات وتسهيل السفر
بين المحاور، سيسمح بدخول المزيد من المساعدات بشكل أسرع".
وفي السياق، قال السفير الفرنسي لدى
الأمم المتحدة نيكولاس دي ريفيير، إنه إذا لم يتم تنفيذ اتفاق الأسد بشفافية
واستدامة دون عقبات، فيجب على مجلس الأمن النظر في اعتماد قرار يسمح بالوصول.
ويحتاج تمرير القرار إلى تسعة أصوات
لصالحه وألا تستخدم روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا حق
النقض "الفيتو".
من جهته، قال ديمتري بوليانسكي نائب
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة إن القرار ليس ضروريا "لأنه قرار سيادي
لسوريا".. معتبرا أن التفويض الحالي من مجلس الأمن بتوصيل الأمم المتحدة
مساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي انتهاك لوحدة أراضي سوريا وسيادتها.
وأضاف بوليانسكي: "أي ضغط للتوصل إلى حل
من شأنه تسييس القضية ولن يساعد السوريين".
بدوره، أكد سفير النظام السوري لدى
الأمم المتحدة بسام الصباغ، أن سوريا ستدعم إيصال المساعدات الإنسانية عبر جميع
النقاط الممكنة من داخل سوريا أو عبر الحدود لمدة ثلاثة أشهر، مشيرا إلى أن قرار
المجلس ليس مطلوبا لأنه اتفاق بين سوريا والأمم المتحدة.
وانتقد رئيس منظمة الدفاع المدني
السوري "الخوذ البيض" التي تتولى عمليات الإنقاذ في المناطق الخاضعة
لسيطرة المعارضة السورية اليوم الثلاثاء قرار الأمم المتحدة الذي منح الرئيس
السوري بشار الأسد السلطة على توصيل المساعدات عبر المعابر الحدودية مع تركيا، لأنه
يقدم للنظام "مكاسب سياسية مجانية".
وقال رائد الصالح رئيس "الخوذ البيض" لوكالة رويترز: "هذا أمر صادم ونحن في حيرة من تصرفات الأمم المتحدة".
وقالت "الخوذ البيض" إن عدد القتلى
جراء الزلزال في شمال غرب البلاد بلغ 2274. وذاع صيت المنظمة من خلال ما تقوم به
من عمليات إنقاذ المحاصرين في المباني التي تتعرض للقصف خلال الحرب الأهلية
السورية المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات.
واعترف مسؤولو الأمم المتحدة بأن
المساعدات كانت بطيئة في البداية، لكنهم قالوا إنه تم تعزيز الإمدادات، بما في ذلك
نقل الإمدادات من تركيا.
وأعلن الصالح أن شحنات كبيرة من
المساعدات من السعودية وقطر بدأت بالوصول إلى الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة
قبل وصول مساعدات الأمم المتحدة.
مساعدات سعودية
وصلت أول طائرة سعودية إلى مناطق سيطرة
النظام، تحمل 35 طنا من المساعدات الإغاثية، تضم مواد غذائية وطبية وخيماً، وهي
الأولى ضمن سلسلة طائرات، حيث ستصل طائرة يوم غد، وثالثة بعد غد، وإن كانت هناك
حاجة فسيتم إرسال طائرات أخرى.
ونشرت وكالة "سانا" الرسمية،
صورا تظهر إفراغ محتويات الطائرة السعودية، التي هبطت في مطار حلب الدولي.
ومنذ وقوع الزلزال في سوريا، تواصل عدة
دول على رأسها الإمارات إرسال مساعدات بشكل يومي إلى مناطق النظام السوري عبر
مطاري حلب ودمشق، لتقديمها إلى متضرري الزلزال.