وصف السالك ولد سيدي محمود نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح
والتنمية الموريتاني "تواصل"، الحركة الدبلوماسية الأخيرة التي تشهدها
العاصمة الموريتانية نواكشوط، سواء باستقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف،
أو بالاتصال الذي أجراه الرويس الموريتاني ولد الغزواني بالرئيسين السوري بشار
الأسد والإيراني إبراهيم رئيسي، بأنه جزء من تصريف
السياسة الخارجية الموريتانية
وتقدير لمصالح البلاد.
واستبعد السالك ولد سيدي محمود نائب رئيس حزب "تواصل"، ذي الخلفية الإسلامية، في
تصريحات خاصة لـ
"عربي21"، أن يكون في هذه الاتصالات
ما يشير إلى انخراط موريتاني في أحلاف إقليمية أو دولية.
وقال: "بالنسبة للاتصال الذي أجراه الرئيس الموريتاني محمد ولد
الغزواني بالرئيس بشار الأسد، فهو يتعلق بالزلزال وبالجانب الإنساني، أما في موضوع
سوريا بشكل عام فليس هناك تطور جديد في العلاقة، لا على المستوى الرسمي ولا على
المستوى الشعبي ولا على المستوى الحزبي.. أما العلاقة بإيران فهي
علاقات قائمة، ولا
جديد فيها.. وبالنسبة لاستقبال وزير الخارجية الروسي هذا جزء من العمل الدبلوماسي
وتقدير لمصالح البلاد".
وأضاف: "ملف العلاقات الخارجية موضوع معقد، فالسياسة الخارجية
تقوم أساسا على المصالح، طبعا هناك خطوط حمر في المبادئ، لكن في الحالات العادية فإن العلاقات تبنى على المصالح، وموريتانيا تقدر مصالحها في أي طرف".
وتابع: "طبعا هناك فرق بين هذه الدول، فبالنسبة لروسيا فإن بعض الدول بدأت تبحث عن بديل عن الحلف الغربي، وبدأت الدول العظمى تتنافس على أفريقيا.. ونحن
لا يمكن أن نقول إن لدينا في حزب تواصل تصورا واضحا عن مصلحة
موريتانيا مع هذا الطرف
أو ذاك، لكننا مقتنعون بأن العلاقات بين الدول تبنى على المصالح، دون أن يعني ذلك
مثلا علو المصالح على المبادئ، كما هو الحال في موقفنا من العلاقة مع الاحتلال التي
نرفضها بشكل قاطع".
وعن ما إذا كان الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس ولد الغزواني
بالرئيس السوري بشار الأسد يعني وجود تحول رسمي في العلاقات بين البلدين لجهة
إعادة الاعتراف بنظام الأسد، قال السياسي الموريتاني: "لا، أبدا نحن على
المستوى الرسمي أو الشعبي أو الحزبي كنا نستنكر ونشجب تصرفات النظام السوري ضد
شعبه الأعزل، ونحن دائما موقفنا يتجه نحو دعم الثورات السلمية الداعية للحرية.. الموقف
الرسمي في الجامعة، والموقف الحزبي من النظام السوري لم يتغير، لكن الواقع أن
سوريا اليوم هي سوريتان: سوريا المحررة وسوريا الواقعة تحت سلطة النظام، والتواصل
لمتابعة الجانب الإنساني في الجهة الواقعة تحت سلطة النظام بوابته نظام الأسد"،
وفق تعبيره.
واستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الأربعاء الماضي، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قال بأنه سلم الرئيس الموريتاني دعوة
لحضور القمة الثانية لروسيا وأفريقيا المقررة في الفترة ما بين 27 و29 تموز (يوليو)
المقبل في سانت بطرسبرغ.
وبعث الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني برقية إلى الرئيس
الإيراني إبراهيم رئيسي بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني، أعرب له فيها عن حرص موريتانيا
على مواصلة العمل من أجل تعزيز وتطوير علاقات التعاون القائمة بين الجمهورية
الإسلامية الموريتانية والجمهورية الإسلامية الايرانية.
وأمس أجرى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني اتصالا هاتفيا بالرئيس السوري
بشار الأسد قدم فيه التعازي في ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع في 6 فبراير الجاري.