بعد الزيارة الأخيرة
لوزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين إلى
السودان، ازدادت التقديرات
الإسرائيلية بشأن
قرب التوقيع على اتفاق تطبيع بينهما ينهي 75 عاما من العداء، تخلله القتال بجانب
الجيوش العربية، واستضافة مؤتمر الخرطوم المعروف بلاءاته الثلاث، من خلال ما
كشفته محافل الاحتلال عن بدء التحضير لزيارة سودانية رفيعة المستوى لإسرائيل
يترأسها لواء برتبة وزير.
إيتمار آيخنر المراسل
السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، كشف أنه "من المتوقع أن يزور وفد من كبار
ممثلي الحكومة السودانية إسرائيل هذا الأسبوع، بعد أن زار كوهين الخرطوم، والتقى
رئيس المجلس الانتقالي اللواء عبد الفتاح البرهان ووزير الخارجية وغيرهما من كبار
المسؤولين، ومن المتوقع أن يجري الوفد السوداني محادثات ومناقشات مع نظرائه
الإسرائيليين حول تفاصيل اتفاقية
التطبيع الناشئة، وتعزيز علاقاتهما، على أن يترأس
الوفد جنرال بدرجة وزير".
وأضاف في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "كوهين خلال زيارته للخرطوم قدم مسودة اتفاقية التطبيع
بينهما، وعندما عاد إلى تل أبيب أعلن أنه من المتوقع توقيعها هذا العام بعد أن تتم
مراسم التوقيع بعد انتقال السلطة في السودان لحكومة مدنية.. وإذا تم التوقيع على
الاتفاق بالفعل، فسيكون السودان رابع دولة عربية تطبع علاقاتها مع إسرائيل في إطار
العملية التي بدأت مع ما يعرف "اتفاقات أبراهام، بعد الإمارات والبحرين
والمغرب".
وأكد أن "السودان
من وجهة نظر الاحتلال يقع في موقع استراتيجي على شواطئ البحر الأحمر، وهو ثالث أكبر
دولة في أفريقيا، بمساحة 1.8 مليون كم2، وعدد سكان يبلغ 47 مليون نسمة.. وقاتل السودان في
السابق بجانب الدول العربية في حرب النكبة 1948، وحرب الأيام الستة، وساعد في نقل
الأسلحة إلى حركة حماس".
وفي عام 1967، بعد شهرين من الحرب استضاف مؤتمر الخرطوم
بمشاركة قادة ثماني دول عربية، وفي النهاية نُشر بيان اللاءات الثلاث: لا
للاعتراف بإسرائيل، لا للتفاوض معها، لا للسلام معها.. ما يعني أن إقامة العلاقات
الإسرائيلية مع السودان ستضع حداً لـ75 عاماً من العداء".
تجدر الإشارة إلى أنه
في المناقشات بين الوفود السودانية والإسرائيلية فقد أثار كوهين رغبة الاحتلال
بالمساعدة في جهود التنمية السودانية في مجموعة متنوعة من المجالات المدنية، بما
في ذلك الأمن والغذاء وإدارة الموارد المائية والزراعة والمزيد.. فضلا عن الجوانب
الأمنية التي لم يكشف النقاب عنها، وقدم كوهين لمضيفيه برنامج مساعدات وزارته الذي
سيركز على المشاريع وبناء القدرات في مجالات المساعدات الإنسانية وتنقية المياه
والطب العام.
مع العلم أن كوهين
أعلن في ختام زيارته للخرطوم قال: "إننا نبني واقعًا جديدًا مع السودانيين، وسيتم
استبدال لاءاته الثلاث بحيث تصبح نعم للمفاوضات مع إسرائيل، ونعم للاعتراف بها،
والسلام معها".