شدد الرئيس
الإيراني إبراهيم
رئيسي على إلزامية تطبيق قانون
الحجاب في بلاده من قبل وزارة الداخلية، معتبرا أن الحجاب ضرورة في الدين، داعيا في الوقت ذاته إلى الاستماع للاحتجاجات.
جاء ذلك خلال حوار تلفزيوني بمناسبة الذكرى الـ44 للثورة الإسلامية في إيران، حيث قال رئيسي: "الحجاب ضرورة في الدين وتلتزم به نساؤنا وبناتنا في جميع أنحاء البلاد، وهناك أيضا ضعف في الحجاب لدى البعض منهن، والحل اجتماعي وليس سياسيا وأمنيا، والمؤسسات الثقافية والاجتماعية هي المسؤولة في هذا الصدد"، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وتابع: "في جميع أنحاء البلاد، تتمسك المرأة بموضوع الحجاب كقانون ونحن نرى ذلك، وعلى الجميع ملاحظة أن الاهتمام بسيادة القانون يمكن أن يوفر الأمن والراحة".
وذكر: "يجب أن يكون النظر إلى الحجاب ثقافيا واجتماعيا، وبحسب قرار المجلس الأعلى للثورة الثقافية، الصادر عام 2005، فإن وزارة الداخلية ملزمة بتطبيق قانون الحجاب، لكنني أعتقد أن هذه مسألة ثقافية".
وقال الرئيس الإيراني، خلال الحوار، إن "
الاحتجاجات يجب أن تُسمع، وطرحنا هذا الموضوع في المجلس الأعلى للثورة الثقافية وأعلنا في المجلس أنه ينبغي إنشاء قاعات مناقشة في الجامعات كما أنه يتم تفعيل قسم في وزارة الداخلية حتى تُسمع أصوات شرائح الشعب المختلفة".
يذكر أن إيران تشهد احتجاجات جراء وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول الماضي أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق"، بزعم "عدم ارتدائها للحجاب بشكل مناسب".
وفي وقت سابق، نشرت صحيفة "
فايننشال تايمز" تقريرا لمراسلتها في طهران نجمة بوزرجمر قالت فيه إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وعلى خلاف محمود أحمدي نجاد وحسن روحاني لم يتعرض بعد لغضب وانتقاد الإصلاحيين والمتظاهرين في الشوارع المطالبين بالديمقراطية.
ففي الوقت الذي طالبوا فيه برحيل النظام وصبوا جام غضبهم على آية الله خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية، فإنهم لم يركزوا على الرئيس، ليس حبا به ولكن لأنهم يعتقدون أنه بدون أجندة ويفعل ما يطلبه المرشد.
وأضافت الصحيفة أن رئيسي يجب عليه الشعور بالضغوط المتراكمة، بسبب المظاهرات التي عمت البلاد، والريال الإيراني الذي فقد الكثير من قيمته منذ توليه السلطة في آب/ أغسطس 2021 في انتخابات شعر الكثيرون أنها بدون شرعية، وقد زاد التضخم إلى نسبة 45%، والمفاجأة للكثيرين أن رئيسي ظل خارج الصورة وتجنب غضب المتظاهرين الذين تحولت مطالبهم من تلبية حقوق المرأة بعد مقتل الفتاة مهسا أميني إلى تغيير النظام، فقد تم تجاهله خلافا لنجاد وروحاني اللذين واجها فترات من الغضب الشعبي خلال عامي 2009 و2019 على التوالي.