انتزع الملياردير الفرنسي برنار أرنو لقب الشخص الأغنى في العالم من الأمريكي إيلون
ماسك، الذي حافظ على تصدره لقائمة الأغنياء لمجلة "فوربس" لأكثر من عام بقليل.
وإلى حدود 20 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قُدرت
ثروة أرنو، البالغ من العمر 73 عاما، بـ 180.2 مليار دولار، أي ما يزيد بحاولي 17 مليار دولار على ثروة ماسك.
أرنو هو المؤسس المشارك ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة الأزياء العملاقة ( LVMH Moet Hennessy Louis Vuitton )، المعروفة باسم (لوي فيتون) LVMH، والذي تشكل حصته فيها القسم الأكبر المسيطر.
هذه ليست المرة الأولى له كأغنى شخص في العالم. فقد حصل على هذا التصنيف لفترة وجيزة في 2019 و 2020، ومرة أخرى في عام 2021. ولكن إذا تمكن ماسك من قلب الموازين من خلال "تويتر" بسرعة، فقد لا يحصل أرنو على اللقب لفترة طويلة. غير أن ذلك لن يقلل من الإنجازات الأسطورية للفرنسي.
ولد أرنو عام 1949 في مدينة روبيه في شمال فرنسا بالقرب من الحدود مع بلجيكا، وتخرج في مدرسة البوليتكنيك المرموقة، وهي مدرسة هندسية في باريس. وبعد تخرجه، بدأ حياته المهنية في شركة الإنشاءات المملوكة لوالده (Ferret-Savinel)، وأصبح رئيس مجلس الإدارة في عام 1978 بعد ترقيات متتالية.
وبعد ست سنوات علم أرنو أن الحكومة الفرنسية كانت تبحث عن مستثمر جديد ليتولى شركة مفلسة تضمنت كريستيان ديور ومتجر لو بون ماركي، التي كانت لاحقا محطة دخوله إلى سوق السلع الفاخرة، حيث اشترى أرنو حصة مسيطرة على المجموعة، وأعادها إلى الربحية وشرع في استراتيجية لتطوير شركة السلع الفاخرة الرائدة في العالم.
وفي عام 1987، تم تشكيل (LVMH) عن طريق دمج لوي فيتو وموي هينيسي. وعُين رئيسا لمجلس الإدارة التنفيذية في عام 1989 - وهو الدور الذي ظل يحتفظ به منذ ذلك الحين.
و"لوي فيتون" هي تكتل شركات مقره باريس يتكون من 75 علامة تجارية معظمها من المشروبات والأزياء الراقية ومستحضرات التجميل.
وفي عام 2021، حققت إيرادات قدرها 64.2 يورو (68.2 مليار دولار) ، بزيادة 20 في المائة عن عام 2019. وقد شكلت الأزياء والسلع الجلدية 48 في المائة من الإيرادات.
وتعتبر شركة (LVMH) أكبر شركة فاخرة في العالم، إذ يعمل لديها أكثر من 175 ألف موظف وأكثر من 5 آلاف متجر. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، بلغت قيمتها السوقية حوالي 371 مليار يورو، وفقا لحسابات (ستاتيستا)، ما يجعلها واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم متقدمة بذلك على (ماستركارد) و(شيفرون) و(نستله).
واليوم (LVMH) هي عمل عائلي، حيث يعمل مع أرنو أولاده الخمسة بوظائف ومناصب مختلفة في الشركة.
مقارنة بالآخرين في قائمة أثرياء العالم، فإن أرنو غير معروف خارج فرنسا. إلا أن العلامات التجارية التي لعب دورا أساسيا في تطويرها مثل بولغاري وديور وفندي وغيفنشي وبالطبع لويس فويتون، قد أصبحت أسماء فاخرة معروفة، إضافة إلى متاجر التجزئة (سيفورا) والمتاجر الكبرى في باريس.
وفي أمريكا، استحوذ أرنو على الاهتمام عندما اشترى متجر المجوهرات الشهير (تيفاني أن كو) في عام 2019 مقابل ما يقرب من 16 مليار دولار. وفي ألمانيا، احتل عناوين الصحف في أوائل عام 2021 عندما اشترى حصة مسيطرة في (Birkenstock).
وانخفض صافي ثروة ماسك بمقدار 107 مليارات دولار هذا العام، فيما عانت ثروة أرنو، التي تنبع من حصته المسيطرة في الشركة الفرنسية الفاخرة من انخفاض أكثر تواضعاً بلغ مقداره 7 مليارات دولار.
ويرجع الاختلاف جزئياً إلى أداء أسهم الشركات التي يمتلك كل منهما حصصاً فيها، كما أن شراء ماسك لـ"تويتر" ساهم في خفض ثروته. ومع ذلك، فهو لا يواجه خطراً وشيكاً من التراجع أكثر في القائمة، حيث لا تزال ثروته أكبر بشكل مريح من ثروة الصناعي الهندي غوتام أداني، وكذلك مؤسس "أمازون" جيف بيزوس، اللذين يحتلان المرتبة الثالثة والرابعة على التوالي.
وانخفض سعر سهم "تسلا" بنسبة 54% هذا العام، فيما ظل سهم (LVMH) ثابتاً، مدعوماً بالمبيعات القوية في الولايات المتحدة وأوروبا. وظل سوق السلع الفاخرة ثابتاً نسبياً هذا العام، حتى مع ارتفاع التضخم الذي دفع المتسوقين الأقل ثراءً إلى تغيير عادات الإنفاق لديهم.