حذر خبير عسكري إسرائيلي من التداعيات المتوقعة لأي اقتحام إضافي للمسجد الأقصى المبارك من قبل وزير "الأمن القومي" إيتمار
بن غفير، على تطلعات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو بشأن تطبيع السعودية، ومهاجمة
إيران، والعلاقات مع الجيران وخاصة الأردن.
وأوضح الخبير الإسرائيلي ألون بن دافيد، في
مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية بعنوان "البركان"، أن "حكومة نتنياهو تندفع بسرعة كسيارة مسروقة يقودها طفل؛ الأنباء الطيبة، أنها لن يستغرق وقتا طويلا حتى تصطدم بالحائط وتتحطم، وهكذا تصل لنهاية طريقها، أما الأنباء السيئة؛ أننا كلنا نركب في تلك السيارة".
وذكر أن "الاقتحام المتسرع" للمسجد الأقصى من قبل بن غفير، "جاء كي يري العرب من هنا رب البيت، ولكن اقتحامه جعل رئيس الوزراء نتنياهو أيضا يرى من هو رب البيت في هذه الحكومة"، منوها إلى أن "نتنياهو هو الآخر لا ينبغي أن يتفاجأ من هذ الاقتحام، فمن عاش كل حياته السياسية كمشعل للنيران، معقول أن يكون الأمر الأول الذي يفعله هو أن يأخذ زجاجة الوقود التي لديه -الحرم- ويلقي بها".
وأكد الخبير أن "اقتحام وزير الأمن القومي للمسجد الأقصى لم يساهم في شيء لإسرائيل ولا لأمنها القومي، لكن الثمن الذي سندفعه سيكون عاليا، فدفعة واحدة من شدة التحريض من قبل السلطة الفلسطينية، والتجربة تفيد دوما أن هناك من يترجم هذا التحريض إلى فعل"، مضيفا: "ما تبقى لبن غفير أن يعود لملعبه الذي اعتاد عليه وأن يلعب فيه؛ وهو الاستفزاز".
ونوه إلى أن "موجات صدى اقتحام الأقصى الزائدة انتشرت بسرعة في المنطقة، ونتنياهو الذي أمل أن يبدأ ولايته بإظهار علاقاته الطيبة مع دول المنطقة، سيضطر الآن لأن يجري غسيله في البيت، ومن يحلم بأن يحقق في هذه الولاية علاقات (تطبيع) مع السعودية، ملزم بأن يعرف بأن اقتحامات بن غفير للمسجد الأقصى ستبقي أحلام رئيس الحكومة في الجارور".
يائير يهدد الأردن
وأشار إلى الأهمية الخاصة للتنديدات التي صدرت من الأردن، لأن ملك الأردن عبدالله الثاني "يشتبه بنتنياهو كمن عقد مؤامرة مع ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للإطاحة به، وهو صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات في مدينة القدس، وبحسب المنشورات، عمل الثلاثة على أن يملكوا بدلا منه شقيقه الأمير حمزة".
وأشار إلى أن "القصر يتابع المنشورات الثابتة للابن المراهق في عائلة نتنياهو، وسيجدون ما يعزز قلقهم، ونتنياهو الشاب (يائير) يغرد مؤخرا بثبات تهديدات للمملكة الأردنية، ويذكرها بأن إسرائيل تورد لهم الماء والكهرباء واستخدام المجال الجوي، وفي عيون النظام الملكي؛ تغريدة الابن كرأي الأب".
معضلة تقترب
ولفت بن دافيد إلى أن سلوك بن غفير واقتحامه الأقصى "دهور العلاقات مع الجيران ومع أمريكا ومع باقي العالم، هذا كفيل بأن يطغى على الخطة التي يرى فيها نتنياهو درة التاج في ولايته الحالية؛ وهي الهجوم على إيران"، موضحا أن "الخيار العسكري الإسرائيلي حيال إيران يعتمد بقدر كبير على دعم أمريكي يجعله أكثر نجاعة ،ويقلص ثمن رد الفعل من إيران ولبنان".
وأقر بأن "القدرة الإسرائيلية بحد ذاتها لا تكفي كي توقف إيران، فسلاح الجو يعرف كيف يضرب منشآت النووي الإيرانية من فوق الأرض، أو تلك التي تحت الأرض قليلا، لكن ليس منشأة مدفونة عميقا داخل الصخر في "فوردو"، تبين لنا أن الهجمات الكبيرة، مثل التخريب الذي نسب لجهاز "الموساد" في المنشأة في "نطنز"، بدلا من أن يبطئ البرنامج النووي منحه سرعة إضافية".
وأضاف: "وعليه، فإسرائيل ملزمة بإسناد أمريكي لعملية كهذه، وإلى جانب ضرب منشآت النووي، يجب أن يأتي أيضا تهديد مصداق على بقاء النظام في طهران، وخطوات رئيس الوزراء تجاه إيران سترتبط بخطوات بن غفير في المسجد الأقصى، ويتعين عليه أن يختار ما هو الأهم، وهذه المعضلة ستأتي قريبا حقا، أو مثلما قال هذا الأسبوع وزير الأمن يوآف غالنت لأعضاء أركان قيادة المنطقة الوسطى: "استعدوا، حتى قبل رمضان، سيقع شيء ما سيئ، هنا أو في غزة أو في الجبهتين".
وبين الخبير أن شهر رمضان القادم يتداخل مرة أخرى مع "الفحص اليهودي"، ورفاق بن غفير من جمعية "أمناء الهيكل" يضغطون منذ الآن من أجل أن يسمح لهم بتقديم القرابين في المسجد الأقصى".