تواصلت الاحتجاجات الواسعة في
إيران الجمعة، رفضا لأحكام الإعدام والسجن التي أصدرها القضاء ضد عشرات المشاركين بالمظاهرات.
وقال موقع "إيران إنترناشونال" المعارض، إن مظاهرات واسعة خرجت في العاصمة
طهران، وزهدان، ومدن أخرى، هتف المشاركون بها ضد المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي.
وأوضحت أن تجمعا جرى مساء الخميس قرب منزل أسرة حميد رضا روحي، أحد ضحايا الاحتجاجات في حي شهر زيبا، وهتفوا "حميد رضا لم يمت، من مات هو خامنئي".
وأظهر فيديو آخر لافتة معلقة على جسر للمشاة في مدينة دورود بمحافظة لرستان غربي إيران كتب عليها: المرأة، الحياة، الحرية.
كما أضرم محتجون النار في لافتة للنظام عليها صورة قاسم سليماني على طريق "يادكار" السريع في طهران.
أحكام متواصلة
في الوقت ذاته، واصل القضاء الإيراني إصدار أحكام قاسية بحق المحتجين، إذ أعلنت لجنة مراقبة المعتقلين الإيرانيين، أن مهدي بهمن، الكاتب والرسام المسجون، حُكم عليه بـ "الإعدام".
واتهم بهمن بالتجسس بسبب مقابلته مع القناة 13 الإسرائيلية. وتم اعتقاله في طهران ونُقل إلى سجن إيفين.
فيما ذكر موقع "حال وش" الإخباري بأن أمير علي جان آبادي، الشاب البالغ من العمر 18 عامًا، والذي تم اعتقاله خلال احتجاجات زاهدان، حكم عليه بالسجن 9 أشهر و60 جلدة.
استدعاء سفير إيطاليا
قالت وزارة الخارجية الإيرانية إنها استدعت السفير الإيطالي في طهران، وأبلغته احتجاجها على تدخل
روما بشؤون طهران الداخلية.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا” أن البيانات "السلبية وغير المنطقية" من بعض السياسيين الإيطاليين، ستوتر العلاقات التاريخية بين الدولتين، طبقا لما ذكرته الوزارة.
ويأتي استدعاء السفير الإيطالي بعد يومين من بيان صدر عن وزارة الخارجية الإيطالية، قالت فيه إنها استدعت سفير إيران محمد رضا صبوري، احتجاجا على قمع سلطات بلاده للمظاهرات المستمرة منذ أشهر.
وأوضح وزير الخارجية أنطونيو تاجاني، في بيان، أن الوزارة استدعت السفير صبوري، المعين حديثا، "تعبيرا عن سخط إيطاليا وقلقها" من الحملة القمعية ضد الاحتجاجات في طهران، حسبما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.
وقال تاجاني إن "القمع العنيف للمتظاهرين لا علاقة له بحماية الأمن القومي للبلاد".
وأضاف: "طلبت إيطاليا من طهران تعليق عقوبة الإعدام المرتبطة بالاحتجاجات، والوقف الفوري لإعدام السجناء المحتجزين على خلفية المظاهرات".
خطيب السنة يعلق
قال الشيخ مولوي عبد الحميد، المعروف بلقب "خطيب أهل السنة في زاهدان"، خلال خطبة الجمعة، إن "قتل الأطفال مؤلم، ليس منا من لا يرحم الأطفال. لا تسجنوهم".
كما أعرب عبد الحميد عن أسفه لما يتعرض له اللاعب الإيراني السابق، علي دائي، وإعادة الطائرة التي كانت تقل أسرته ومنعهم من السفر.
وأضاف مخاطبا السلطات: "لا تسجنوا الأطفال والمراهقين ولا تضربوهم. في بعض الأحيان يتم إصدار أحكام قاسية ضد الأطفال".
وتابع مولوي عبد الحميد: "اتركوا المواطنين يتكلمون ويحتجون. هذه أمور قانونية تحدث في جميع بلدان العالم".
وأشار مولوي عبد الحميد إلى اتهام محتجي بلوشستان بالنزوع للانفصال، قائلا: "نحن من أشد المعارضين للانفصال. البلوش، والأكراد، والعرب، والفرس، والترك، والتركمان، والألوار، والجيلانيون، وجميع الأعراق ضد التقسيم والانفصال. كل الإيرانيين يد واحدة. اليوم عطر المحبة يفوح من إيران".
ومنذ 16 أيلول/ سبتمبر الماضي، تتواصل الاحتجاجات بأنحاء إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد 3 أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.
وأثارت الحادثة غضبا شعبيا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية في إيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.
ونفذت إيران عمليتي إعدام على خلفية الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد، أدانهما المجتمع الدولي وخبراء حقوقيون على نطاق واسع.