قضت السلطات الإيرانية بإعدام خمسة أشخاص
أدينوا بالتورط في مقتل عنصر من الباسيج خلال الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر.
وقال الناطق باسم السلطة القضائية مسعود ستايشي، في مؤتمر صحفي إنه إلى جانب قرار إعدام خمسة أشخاص فإن أحكاما بالسجن لفترات طويلة
صدرت بحق 11 شخصا آخرين، بينهم ثلاثة أطفال، على خلفية مقتل روح الله عجميان،
مضيفا أن الأحكام قابلة للاستئناف.
واندلعت التظاهرات في إيران في منتصف أيلول/ سبتمبر بعد وفاة الشابة مهسا
أميني التي أوقفتها شرطة الأخلاق، بسبب مآخذ على لباسها.
وتتّهم
إيران قوى أجنبية معادية بتأجيج ما تصفها بـ"أعمال الشغب"، خصوصا الولايات
المتحدة وإسرائيل وحلفاء لهما، وأيضا فصائل كردية إيرانية معارضة تتخذ من العراق مقرّا،
وقد استهدفتها إيران مرارا بضربات صاروخية وبواسطة مسيّرات.
وتقول
منظمة "حقوق الإنسان في إيران" إن 448 شخصا على الأقل بينهم نحو ستين
تقل أعمارهم عن 18 عاما، و29 امرأة قتلوا في جميع أنحاء البلاد بأيدي قوات الأمن
خلال قمع التظاهرات.
وأسفر قمع التظاهرات عن اعتقال نحو 14 ألف شخص
بحسب الأمم المتحدة، بينهم شخصيات فنية وثقافية على غرار مغني الراب توماج صالحي
الذي يمكن أن يحكم عليه بالإعدام في حال أدين.
تواصل الإضراب العام
وواصل المتظاهرون الإضراب العام الذي أعلن عنه بدءا من الاثنين حتى الأربعاء، وشمل المحلات التجارية والمخابز في محافظات عدة من ضمنها العاصمة طهران.
وشهدت حركة السير تراجعا في طهران على غير المعتاد، ما يعني أن العديد من الإيرانيين امتنعوا عن إيصال أبنائهم للمدارس، بحسب وكالة فرانس برس.
ورغم تحذيرات السلطات، فقد أغلقت المتاجر أبوابها في عدة مدن إيرانية الاثنين على خلفية هذا التحرك.. ووفق الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي فإن نحو 75 مدينة شاركت في هذا الإضراب.
مظاهرات ليلية
وشهدت 12 منطقة على الأقل في طهران، و14 مركز محافظة إيرانية احتجاجات مناهضة للنظام الإيراني مساء أمس الاثنين.
وفي طهران، نظم المحتجون في عدة مناطق - بما في ذلك المناطق الغربية والشرقية والشمالية والوسطى من العاصمة- مظاهرات في الشوارع، ورددوا شعارات مناهضة للنظام مساء الاثنين، وفقا لـ"إنترناشونال إيران".
مظاهرات في مسقط رأس المرشد خامنئي
وتجمع المتظاهرون، مساء الاثنين، في شارع درختي بكرج مرددين شعار "الموت للديكتاتور".
وردد المتظاهرون في كرج شعار "لا نريد متفرجين انضموا إلينا"، و"أقسم بدماء رفاقنا، سنقف حتى النهاية"، و"الفقر، الفساد، الغلاء، سنذهب حتى الإطاحة"، وطالبوا الجميع بالانضمام إلى الاحتجاجات.
وكانت عدة مناطق في مشهد، بما في ذلك شارع هاشمية ووكيل أباد، مسرحا للاحتجاجات في الشوارع ضد النظام مساء الاثنين.
ونظمت مجموعة من المتظاهرين تجمعا احتجاجيًا ورددوا شعارات مناهضة للنظام، من خلال إشعال حريق وإغلاق شارع وكيل أباد في مشهد.
وردد المتظاهرون في مشهد، مسقط رأس المرشد علي خامنئي، هتافات مثل: "كل هذه السنوات من الجريمة، الموت لولاية الفقيه" و"هذا العام هو عام الدم، سيتم الإطاحة بالمرشد".
وفي مدينة كرمانشاه، نزلت مجموعة من المتظاهرين إلى الشوارع تحت شعار "الموت للديكتاتور"، وأغلقوا بعض الشوارع بإشعال النيران.
وشهدت مدينة سقز، مسقط رأس مهسا أميني، ومدينة سنندج، احتجاجات في الشوارع، مساء الاثنين 5 ديسمبر، أغلقوا فيها بعض الشوارع بإضرام النار.
وشهدت مناطق من مدينة أصفهان، بما في ذلك منطقة ملك أباد، تجمعات احتجاجية في الشوارع.
في قزوين، نظمت مجموعة من المواطنين تجمعات احتجاجية، في عدة مناطق بشارع خيام، من الشوارع الرئيسية لهذه المدينة. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للنظام في شوارع قزوين مثل "الموت للنظام قاتل الأطفال"، و"الفقر، الفساد، الغلاء، سنذهب حتى الإطاحة بكم".
ونظمت مجموعة من المتظاهرين في شيراز، بما في ذلك منطقة قدوسي غربي، تعرضوا فيها للقمع والهجوم من قوات الأمن.
إغلاق محلات تجارية للاعب كرة القدم دائي
وأغلقت إيران متجرا لبيع المجوهرات ومطعما تابعين لأسطورة كرة القدم علي دائي بعدما أيّد دعوات المحتجين لتنظيم إضرابات هذا الأسبوع، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وذكرت وكالة “إسنا” الإخبارية نقلا عن المركز الإعلامي التابع للسلطة القضائية أن أوامر صدرت بإغلاق متجر ومطعم اللاعب السابق الواقعين في إحدى مناطق طهران الراقية.
وذكرت “إسنا” أنه “بعد التعاون مع مجموعات مناهضة للثورة في الفضاء الإلكتروني لعرقلة السلم وعمل السوق، فقد صدر أمر قضائي بإغلاق معرض نور للمجوهرات”.
وذكرت أن أمرا صدر بإغلاق مطعم على صلة بدائي من دون أن تقدم أي تفاصيل.
مسؤولان بالمخابرات الإسرائيلية يتوقعان بقاء النظام
وقال كبير المحللين بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية، إن حكام إيران من رجال الدين سينجون على الأرجح من الاحتجاجات التي تجتاح البلاد وقد يبقون في السلطة لسنوات.
وفي الصراع الدائر على غرار الحرب الباردة مع إيران، تراقب إسرائيل عن كثب الاضطرابات التي شابها العنف وطال أمدها بشكل غير عادي، وتصدر بعض البيانات المؤيدة للمحتجين.
لكن المسؤولين الإسرائيليين، الذين يتركز اهتمامهم على برامج إيران النووية وحلفائها الإقليميين من الجماعات المسلحة، يبدون الحذر بشأن أي احتمالات بأن تصل الأمور لذروتها بانتفاضة شعبية في طهران.
وقال البريغادير جنرال أميت سار، رئيس قسم الأبحاث في المخابرات العسكرية الإسرائيلية والمسؤول عن التوقعات الاستراتيجية الوطنية، في كلمة: "يبدو أن النظام الإيراني القمعي سيتمكن من النجاة من هذه الاحتجاجات".
وأضاف في المؤتمر العام الأول لمعهد غازيت، وهو مؤسسة بحثية تعمل تحت قيادته: "لقد صنع أدوات قوية للغاية للتصدي لمثل هذه الاحتجاجات".
وأردف: "لكنني أعتقد أنه حتى إذا انحسرت هذه الاحتجاجات فإن الأسباب (وراءها) ستظل قائمة وهو ما يجعل النظام الإيراني في مشكلة لسنوات مقبلة".
وفي كلمة ألقاها في المنتدى لاحقا، أيد رئيس المخابرات العسكرية الميجر جنرال أهارون حاليفا ملاحظات سار، لكنه أضاف أنه "على المدى الطويل، يبدو أن هذا النظام لن يستمر".
دعوات للإضراب في إيران.. ورئيسي يزور مهد الاحتجاجات
خامنئي يشيد بقوات الباسيج و"حمايتها الشعب من المشاغبين"
دعوات لـ"سبت أسود" في إيران.. وتظاهرات ليلية غاضبة (شاهد)