طرحت
التصريحات الجديدة الصادرة عن الفريق السياسي لسيف الإسلام، نجل العقيد الليبي
الراحل معمر
القذافي، في هذا التوقيت، بعض الأسئلة عن سر عودة القذافي الابن، وهجومه
على المؤسسات الليبية، واتهامها بإجهاض الانتخابات.
وأكد
بيان سيف القذافي أنه "جاء بمناسبة مرور عام على إجهاض الانتخابات في
ليبيا، وأن إقصاء أطراف بعينها قد يقود إلى الطعن في نتائجها، وعدم الاعتراف بها أو
مقاطعتها، بل قد يبلغ الأمر حدّ إجهاضها من الأساس".
"هجوم
وحضور شخصي"
وهاجم
البيان كلا من البرلمان ومجلس الدولة في ليبيا، واتهمها بأنهما يستهدفان شخص سيف
القذافي بشكل واضح ومباشر، محذرا من أن يؤدي ذلك إلى إجهاض الانتخابات.
وبخصوص
ملف المصالحة الوطنية، أكد الفريق أن "المرشح الرئاسي سيف القذافي استجاب
لدعوة رئيس الكونغو برازفيل الرسمية له للمشاركة في مؤتمر المصالحة، الذي تنظمه بلاده
برعاية الاتحاد الأفريقي، وأنه سيحضر شخصيا لأول مرة، وأن ممثلين له يشاركون في
الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر.
وتواصلت
"عربي21" مع المحامي الخاص بسيف القذافي، خالد الزايدي، للتعليق على
البيان وأهدافه ورؤية مرشحه للمشهد الراهن، إلا أنها لم تتعلق أي رد أو
تعليق.
"حماية
أجنبية"
من
جهته، قال وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر، إن "سيف الإسلام لا يخضع
للسلطة الليبية، وهو محتم بسلطة أجنبية بعينها، حسب ما تفيد به الأخبار، وهناك قوى
دولية تحاول استغلاله، إذ إن الدول لا تراهن على أحد، بل تستخدم ما يتوفر لها من أوراق
للإبقاء على مصالحها".
وأوضح
في تصريحات لـ"عربي21" أن "سيف القذافي لن يستطيع المشاركة في أي
محفل محليا أو دوليا؛ كونه مطلوبا لمحكمة الجنايات الدولية، والبيان الأخير هو مجرد
ردة فعل من أتباعه؛ لضمان مكانهم في أي حوار قادم، كما فعلوا في حوار جنيف. أما
المصالحة، فأول خطواتها العدالة الانتقالية، والكشف عن الجرائم التي ارتكبها سيف
وأبوه، وأن يقوم بتسليم نفسه للمحاكمة، والخضوع لسلطة الدولة"، وفق
تقديره.
"صفقة
وليست مصالحة"
في
حين، قالت عضو مجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص، إن "الديمقراطية الليبية
الآن دون ضوابط ولا قواعد أساسية، فاليوم لا تستطيع أن تمنع أحدا من الترشح أو
التعبير عن موقفه، خاصة ما يتم من تبادل أسرى وإفراج عن متورطين في دماء الليبيين
بحجة المضي قدما، لذلك لا نستطيع أن نبرر لطرف ونمنع آخر من تقديم نفسه كقائد لشعب
نحو الاستقرار".
وأضافت
في تصريحها لـ"عربي21": "نتوقع أن تكون بعض الدول داعمة للمرشح سيف
القذافي، خاصة الدول الأفريقية؛ كون النظام السابق كان سندا لهم، أما المصالحة
الوطنية فما دامت لا تعتمد في أساسها على العدالة الانتقالية ولجان الحقيقة وجبر
الضرر وإنهاء الإفلات من العقاب، فهي مجرد صفقة للتهرب من الضحايا"، بحسب
تعبيرها.
"شعبيته
وفرصه كبيرة"
ورأى
الأكاديمي وأستاذ علم الاجتماع السياسي في ليبيا، رمضان بن طاهر، أن "ظهور سيف
الآن ومحاولته المتكررة العودة إلى السلطة من بوابة الانتخابات، دفع الأطراف المتصارعة
والتابعة للحماية الأجنبية التي سيطرت على الوضع في ليبيا شرقا وغربا إلى الاتفاق
في مسألة تقرير مصير نجل القذافي".
وأشار
في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "سيف لا يزال ينظر إلى أن فرص نجاحه كبيرة؛ بسبب فشل أطراف الصراع في إحداث أي تطور إيجابي في المشهد الليبي، كما يراهن على
حضوره وشعبيته ودعم واعتراف بعض الدول لإعادته للسلطة"، وفق رأيه.