سلطت
صحيفة عبرية الضوء على مجريات عمل البرلمان الإسرائيلي (
الكنيست) في الأسبوع الأول
له بعد إعلان رئيس حزب "الليكود"، بنيامين
نتنياهو، تمكنه من تشكيل
الحكومة الجديدة اليمينية بمشاركة أحزاب متطرفة.
وقالت
"
هآرتس" في تقرير أعدته نوريت تسيمرمان وآخرون: "بعد انتهاء
المونديال، أدمنّا على بث قناة الكنيست، ومع كل الاحترام لميسي، ليس كل يوم
نحظى بمشاهدة انقلاب في الحكم ببث مباشر، وفي أثناء الجلوس على الأريكة والتركيز على
الإثارة الحماسية في لجان الكنيست، وقفت طفلة أمام الشاشة وسألت: لماذا هذا الشخص
يتحدث بهذه الطريقة؟".
وأوضحت
أن "هذا الشخص هو عضو الكنيست حانوخ ملفتسكي عن حزب "الليكود"، كان
يصرخ على افنير غفرياهو، المدير العام لـ"نحطم الصمت"، وقال له: "اخرس، أيها الحقير، لا تتحدث عن قدرتنا، أنت خائن مثير للاشمئزاز، يجب أن
تكون في السجن، تبا لك، حقير"، منوهة بأن "ما حدث في الكنسيت ليس شجارا،
بل نقاشا في لجنة الدستور".
وأشارت
الصحيفة إلى أن "كلمة "تبا" هي تعبير عميق، إلا أن الشخص المتحضر من
الأفضل له أن يتجنبه، لكن المشكلة أن أخلاق ملفتسكي السيئة ليست سوى طرف جبل
الجليد".
ففي
الأسبوع الماضي في لجان الكنيست، وخلال مناقشة "لجنة الأمن الداخلي"
تعديل أمر الشرطة (قانون إيتمار بن غفير)، ظهر المحامي ايتمار غلبفيش من نيابة
الدولة، وطرح موضوع موعد مناقشة الملفات، وتساءل: لماذا تريد الكنيست تغييرها؟ وردا على ذلك، قال له رئيس اللجنة، اوفير كاتس، من "الليكود": "نحن
لا نحسب لكم أي حساب"، ورفع صوته وأضاف: "هذا الذي يقترحه، هذا ما يريده، وأنت لا تسأله لماذا يريد التغيير؟ هذا ليس في مكانه، انتهى".
أما
في اللجنة الخاصة التي تناولت تعديل "قانون الأساس"، فقال رئيس اللجنة،
شلومو قرعي، من "الليكود": "بصفتي رئيس اللجنة، امتلك الصلاحية
لتغيير القانون كما أريد".
وذكرت
"هآرتس" أن "قرعي اعتاد على طرد أعضاء كنيست من الجلسة، لا سيما
فلادمير بلياك من حزب "يوجد مستقبل"، في ذات مرة تساءل بلياك: متى سيسمح
له بالعودة إلى النقاش، فرد عضو الكنيست بوعز بسموت من "الليكود":
"بعد أربع سنوات".
أما
النائب إسرائيل آيخلر من "يهدوت هتوراة"، فقد أضاف القليل من العنصرية، قائلا: "في الديمقراطية السوفييتية مسموح لك أن تكون عضوا في حزبين"، وفي
جلسة أخرى لنفس اللجنة، قال ألموغ كوهين من حزب "قوة يهودية" لعضو
الكنيست افرات رايتن عن حزب "العمل": "اذهب لقناة الأطفال".
ونبهت إلى أن "التشريع الذي يغير نظام العالم، والذي هو غير ديمقراطي، يتم اتخاذه بتسرع، وبالتهديد؛ بسبب ساعة الرمل التي تنفد للتفويض بتشكيل الحكومة، وهذه حالة واضح فيها أن الشكل والمضمون مرتبطان بصورة لا تنفصل؛ الصراخ والشتائم وكم الأفواه وإغلاق
الميكروفون والإخراج الجماعي من الجلسات لأعضاء كنيست".
وأكدت
الصحيفة أن ما يجري في الكنيست هو تعبير عن "الوجه الجديد للنظام في
إسرائيل، فهناك من يسمي ذلك حوكمة، لكننا نسميه إسكاتا وتنمرا".
وأشارت إلى أن "الأخلاق تتكون من كلمات
ونبرة وايماءات، وعندما لا تكون هناك أخلاق، فلا يكون هناك خجل ومجتمع. وفي
البرلمان الإسرائيلي، وصلنا الأسبوع الماضي إلى المرحلة الأخيرة من إزالة الطبقة
الحضارية، لقد تمت إزالة الحاجز الواقي الذي يسمى ثقافة، حشمة، عار، والوعي بشكل
كامل، عرض الرعب انكشف، القوي هو الذي سيصمد، الضعيف سيسحق ويدفن، أهلا وسهلا بكم
إلى غابة الكنيست".
وقبل
دقائق من انتهاء التفويض الممنوح له من قبل الرئيس الإسرائيلي، أعلن رئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي المكلف نتنياهو، مساء الأربعاء الماضي، عن تمكنه من تشكيل
حكومة يمينية جديدة مع حلفائه من أحزاب اليمين، من أبرزهم؛ حزب "قوة
يهودية" بزعامة المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يتولى حاليا وزارة "الأمن
القومي"، وحزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بقيادة بتسلئيل
سموتريتش.