نشرت شبكة "بي بي سي" تقريرا عن مساع حركة يمينية مسيحية في
الولايات المتحدة إلى إنشاء دولة يكون قوامها المسيحيون واليهود.
وأوضحت الشبكة، في تقرير مطول لها، أنه "يتم رسم خطوط معركة جديدة في الولايات المتحدة من قبل حركة مسيحية يمينية، تركز على ما تعتبره مهمتها الإلهية لنشر معتقداتها ورسائلها باستخدام القوة السياسية".
طقوس غريبة
عن طقوس هذه الحركة، يقول التقرير إن الآلاف من الناس الجياع يحتشدون لتجربة الرب، والذين يتوقون إلى التحرر من شياطينهم في خيمة كبيرة لخدمة الخلاص الجماعي.
سقط بعضهم على الأرض، واستلقوا بهدوء، وصرخ آخرون عندما أمر القس أرواحهم المظلمة بالخروج باسم يسوع. البعض فقط تمسكوا ببعضهم البعض. بعد ذلك، تم تعميد حوالي 20 شخصا في حوض للجياد مملوء بالماء.
هذه هي كنيسة الرؤية العالمية بالقرب من ناشفيل بولاية تينيسي، برئاسة القس غريغ لوك. وهو شخصية جذابة ومثيرة للجدل، يستغل تقليدا طويلا لإحياء الكنيسة الخمسينية في الولايات المتحدة، وهو يُنشط صعود اليمين المسيحي الجديد، بحسب "بي بي سي".
وأضافت أن هذا التيار يعدّ من أقدم التيارات وأكثرها تأثيرا في السياسة الأمريكية، وهو تيار يتأرجح بين الصعود والخفوت عبر التاريخ الأمريكي.
وهذا التيار حاليا في حالة صعود عالية؛ لأن المسيحيين المحافظين يشعرون أنهم في الجانب الخاسر من التغييرات الديموغرافية والثقافية، وقد تم تضخيم ذلك من خلال رد الفعل العنيف ضد ما اعتبروه تجاوزات الحكومة خلال وباء كوفيد.
"يهودية مسيحية"
ونقل التقرير عن كين بيترز، وهو قس ينتمي لما يعرف بالكنيسة الوطنية، ويبشر بأن مكان الرب هو الحكم، قوله: "نحن نرغب في العيش في أمة يهودية مسيحية ذات قيم يهودية مسيحية".
لكن هذه المعركة ضد تغيير القيم الأخلاقية يتم الترويج لها على أنها معركة ضد قوى الشر التي يمثلها المعارضون السياسيون، حسب ما يقول روبرت جونز، رئيس المعهد العام لأبحاث الدين (بي آر آر آي).
ومع عدم وجود إمكانية لاعتدال هذه الحركة، فإنه يُعتقد على نطاق واسع تشكل مصدر خطر أساسي على الديمقراطية، بحسب "بي بي سي".
اقتحام الكابيتول
وحتى وقت قريب، كانت هذه الحركة وقوتها غير مرئيين لمعظم الأمريكيين، لكن تغير هذا الوضع خلال اقتحام مبنى الكابيتول العام الماضي.
إذ قال التقرير إن مشهد مثيري الشغب الذين يحملون الصلبان والأعلام
المسيحية، كشف مدى اندماج التيار المسيحي اليميني مع حركات اليمين الأخرى، ويجمعهما الاعتقاد بأن انتخابات 2020 قد سُرقت من دونالد ترامب.
وكان هناك أيضا قساوسة في مبنى الكابيتول في ذلك اليوم، وما زال البعض يبشر بهذه الرسالة. استنكر كين بيترز، هو واحد منهم، العنف، لكنه لا يزال يدافع عما يراه مهمة وطنية.
ويقول إن الرب لديه "خطة خاصة لهذا البلد"، وقد شعر أنها مهددة باحتمال خسارة ترامب في الانتخابات.
صراع ثقافي
قس آخر في كنيسة في حزام الكتاب المقدس ( منطقة مسيحية محافظة) هو كيفن ريجز، يراقب اتجاه هذه الكنيسة بقلق.
وبحسب "بي بي سي"، نشأ ريجز كإنجيلي محافظ، وكان يحلم بأن يصبح راعيا في الكنيسة، ثم ساعده اختلاطه مع الطلاب الدوليين على رؤية اهتمام الرب بالعدالة الاجتماعية في الكتاب المقدس بشكل أوضح.
وهو يعمل الآن مع نشطاء المجتمع في حي مهمش في فرانكلين في جنوب ناشفيل.
ويقول ريجز إن لديه أصدقاء اضطروا إلى مغادرة كنائسهم بسبب التحدث علانية ضد الرئيس السابق ترامب أو اليمين الديني: "هناك انقسام في الكنيسة لم أره من قبل".
للاطلاع إلى التقرير كاملا (
هنا)