كيف اختفت عشرة أيام من التقويم الميلادي سنة 1582؟

تداول نشطاء على منصة "تيك توك" مقاطع فيديو يشيرون فيها إلى اختفاء عشرة أيام من التقويم الميلادي سنة 1582، لتنطلق التأويلات والإشاعات.
تداول نشطاء على منصة "تيك توك" مقاطع فيديو يشيرون فيها إلى اختفاء عشرة أيام من التقويم الميلادي سنة 1582، لتنطلق التأويلات والإشاعات.

لنتأكد أولا أن ما يتداوله النشطاء صحيح، لذلك دعونا نخوض معا هذه التجربة، قم بفتح التقويم في هاتفك الذكي ثم عُد في الزمن لشهر أكتوبر عام 1582، ستتفاجأ أن التقويم يحتوي على الأيام 1 و2 و3 و4 تشرين الأول/ أكتوبر كالمعتاد، ثم يتجاوز التقويم بشكل غريب إلى 15 من الشهر ذاته، مما يعني أنه هناك 21 يوماً فقط بدلاً من 31 يوماً المعتادة.



ولا يعتبر ما حصل خللاً في أجهزة الهاتف، بل إن ما حصل بالعودة إلى ذلك التاريخ، هو التحول إلى التقويم الميلادي الجديد ذلك العام إذ اختفت الأيام العشرة لأن العالم في وقتها تحول من التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري الذي نستعمله إلى يومنا هذا.

وفي التقويم اليولياني الذي كان سائدا في العالم المسيحي آنذاك، كانت السنة أطول بـ 11 دقيقة و14 ثانية من السنة الشمسية أو المدارية، "أي أطول من الوقت الذي تستغرقه الشمس للعودة إلى نفس الموضع كما تُرى من الأرض"، الأمر الذي تسبب بانحراف نحو يوم واحد لكل 314 سنة، ما عجل بظهور العديد من المشاكل بالعالم المسيحي، بما في ذلك الصعوبة المتزايدة التي واجهت الرهبان في حساب تاريخ عيد الفصح.

بعد سنوات من الاستشارة والبحث، وقَّع البابا غريغوري الثالث عشر مرسوما باباويا باعتماد التقويم المعدل الذي أصبح يُعرف بالتقويم الغريغوري.

ووقع اختيار شهر تشرين الأول/ أكتوبر بالذات لأن الكنيسة لم ترغب بتخطي أي احتفالات مسيحية كبرى لذلك قرروا تخطي الأيام العشرة في تشرين الأول/ أكتوبر بدلاً من آذار/ مارس.