اعتقلت
السلطات
الهندية في منطقة غوالبارا بولاية أسام الهندية، ثلاثة أشخاص منذ ما يقارب
الشهر، بعد افتتاحهم متحفا مخصصا لثقافة "الميا"، وهم مسلمو الولاية
الذين يتحدثون اللغة البنغالية، ما أثار مخاوف مجتمع
المسلمين بالولاية.
وقالت
الشرطة إن القضية ضد الرجال الثلاثة لا علاقة لها بالمتحف، بل بصلاتهم المزعومة
بجماعات وصفتها بالإرهابية، فيما نفى المتهمون - الذين اعتقلوا بموجب قانون مكافحة
الإرهاب شديد الصرامة والذي يجعل من شبه المستحيل الإفراج عنهم بكفالة - صحة
الاتهامات الموجهة إليهم.
ورأى
منتقدو السلطات أن الاعتقالات هي أحدث حلقة في سلسلة طويلة من المحاولات الرامية
إلى تهميش تلك الفئة المسلمة في ولاية أسام، وهي ولاية تتسم بالتعددية والتعقيدات
العرقية، وتعتبر الهوية اللغوية والمواطنة أكثر القضايا محل الخلاف والانقسام هناك،
وفق "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي).
ومنذ
وصوله إلى السلطة في عام 2016، عكف حزب بهارتيا جاناتا الحاكم في الهند وفي ولاية
أسام على حشد أصوات المجتمعات الهندوسية والقبلية من خلال تبني سياسات يقول
منتقدوه إنها تميز ضد المسلمين.
وقامت
حكومة بهارتيا جاناتا بعد عودتها إلى السلطة في عام 2021، بالإجلاء القسري لآلاف
الأشخاص في إطار خطة مثيرة للجدل تستهدف ما وصفته بالزحف غير الشرعي للمهاجرين.
وأقرت
الحكومة الهندية في وقت سابق من العام الحالي تصنيف خمس مجموعات من المسلمين على
أنها "من سكان أسام الأصليين"، ما أثار مخاوف من تعرض المجموعات المسلمة
الأخرى للمزيد من التهميش.
وقال
الدكتور حافظ أحمد، وهو أكاديمي يتبنى قضية المسلمين الذين يتحدثون البنغالية
لـ"بي بي سي"، إن "المسلمين ذوي الأصول البنغالية أصبحوا هدفا سهلا
للسياسة".
وأضاف أن "الغرض هو أن يقولوا لأغلبية سكان الولاية إن الميا ليسوا جزءا من المجتمع
الأسامي، بل أعداء له".
غير
أن فيجاي كومار جوبتا، وهو أحد كبار زعماء حزب بهارتيا جاناتا، نفى ذلك وقال إن
"الآخرين" يحاولون "اختلاق نزاع" بين الفئات المختلفة في
الولاية.
وأضاف
قائلا: "من المفترض أن يكون الهدف من أي متحف الحفاظ على التراث الثقافي لفئة
ما، لكن ذلك لا يحدث هنا".
ولكن
في أسام، تحمل الكلمة مدلولا ازدرائيا وتستخدم لوصف الآلاف من الفلاحين المسلمين
الذين هاجروا من بعض مناطق شرق البنغال التي توجد حاليا داخل دولة بنغلاديش.
واعتبر
الأكاديمي الدكتور حافظ أحمد أن الحكومة تحاول استغلال التعقيدات الديموغرافية
للولاية واللعب على أوتار مخاوف الأساميين - الذين يخشون من فقدان هويتهم بسبب
المهاجرين - من خلال خلق مناخ استقطابي.