قالت
هيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي"؛ إن استضافة
قطر لبطولة كأس العالم أثارت انتقادات واسعة بشأن سجلها في مجال حقوق
المرأة ومجتمع المثليين، والعمالة المهاجرة، وأُثيرت تساؤلات حول حضور المسؤولين
والفرق وحتى الجماهير في كأس العالم 2022. لكن علاقة
بريطانيا بقطر تتجاوز البطولة
الحالية، وتؤثر على حياة معظم البريطانيين، بحسب الهيئة.
وفي
التقرير الذي أعدته مراسلة شؤون التجارة العالمية،
دارشيني ديفيد، قال؛ إن البعض قد يتساءل عما إذا كانت بريطانيا على حق في تعزيز مثل هذه العلاقات
مع نظام قد يبدو أن قيمه تتعارض مع القيم البريطانية، لافتة إلى أن "
الغاز هو
جوهر هذه العلاقة".
وتابعت: "قطر دولة صغيرة بحجم
يوركشاير، لكنها تمتلك واحدة من أكبر الاحتياطات الطبيعية على هذا الكوكب،
وبريطانيا عميل رئيسي".
وجاء في
التقرير أن قطر تأتي في المرتبة الثانية في مصادر
واردات الغاز لبريطانية بنحو 9٪ من واردات من الطاقة. من الناحية النظرية، هذه هي
النسبة المطلوبة لتشغيل تدفئة حوالي مليون منزل بريطاني. في غضون أقل من 20 عاما.
ولفت
التقرير إلى أن أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، كان أحد
القادة الخليجيين القلائل الذين حضروا جنازة الملكة. وإن ملك بريطانيا الحالي قبل
أن يتوج، تلقى تبرعا قطريا من أحد المسؤولين بأكثر من مليوني جنيه إسترليني، لمؤسسته
الخيرية.
على صعيد آخر، حصلت قطر في أيلول/ سبتمبر
الماضي، على 24 طائرة مقاتلة صنعت في لانكشاير، كجزء من صفقة بقيمة 5 مليارات جنيه
إسترليني مع شركة "بي أيه إي سيستمز" البريطانية للصناعات الدفاعية.
كما
تقوم الحكومة القطرية بإعادة تدوير بعض أموالها من
خلال الاستثمار في بريطانيا، وهي من بين
أكبر عشرة مالكين للعقارات في بريطانيا.
ومركز إمبراطورية قطر العقارية في
بريطانيا هو كناري وارف جروب، التي تمتلك معالم بارزة بما في ذلك العقار رقم 20
شارع فنشورش، الملقب بووكي توكي، وكذلك مركز شل المعاد تطويره في ساوث بانك بلندن.
وتمتلك الحكومة القطرية أيضا مركز
هارودز التجاري الفاخر، وفندق كلاريدجز، 5 نجوم، في لندن.
ويضيف
التقرير أنه في قطر تتعامل مع كل من بنك باركليز ومتجر
سنسبريز ومطار هيثرو، وإذا كنت زبونا لشركة مياه سيفيرن ترنت، فإن جزءا من أموالك
يذهب أرباحا للدولة الخليجية.
"في المجمل، استثمر الذراع
الاستثماري لدولة قطر حوالي 40 مليار جنيه إسترليني، في مناطق تمس حياة ملايين
البريطانيين، وصُممت هذه الاستثمارات لضمان زيادة نفوذ تلك الدولة الصغيرة بأكبر
من وزنها في الأراضي البريطانية".
وقال
التقرير؛ إن الحكومة البريطانية رحبت بأموال قطر، بل وتحرص
على تعزيزها. وفي أيار/ مايو الماضي، أعلن رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس
جونسون عن اتفاق مع قطر لاستثمار ما يصل إلى 10 مليارات جنيه إسترليني على مدى
السنوات الخمس المقبلة، في قطاعات متنوعة من الأمن السيبراني إلى العلوم المؤثرة
على الحياة.
ولفت
التقرير إلى اعتماد
أوروبا على الغاز القطري سيرتفع، خصوصا في وسط توتر العلاقات مع
المزود الروسي، وإن ذلك بالطبع سينعكس على بريطانيا.
وختم
التقرير بأنه "قد لا يتمكن بعضنا من تحديد موقع قطر
على الخريطة، ولكن يبدو أن علاقتنا معها سوف تتوثق في السنوات القادمة".