لا تخفي
العديد من المحافل الإسرائيلية مخاوفها من ردود الفعل الدولية على تصاعد قوة التيار
الكاهاني المتطرف في المرحلة القادمة بعد ما حققه من نفوذ متزايد في الانتخابات وتحوله
إلى القوة الثالثة في الكنيست، لا سيما ذلك الذي يقوده إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش،
مما قد يضعف دولة الاحتلال على الصعيد الدولي.
مع العلم
أنه بعد قرابة 75 عامًا من حصول دولة الاحتلال على موافقة المجتمع الدولي على إقامتها
على أرض فلسطين، فإن استلام هؤلاء المتطرفين لمناصب حكومية كبيرة في الحكومة القادمة
تحت رعاية بنيامين نتنياهو، سيترك آثاره السلبية على سمعتها في المجتمع الدولي؛ على
الأقل وفق التقديرات الإسرائيلية.
ديفيد
هورويتس الكاتب في موقع "زمن إسرائيل"، توقع أن "يسفر تصاعد اليمين
المتطرف في الانتخابات الحالية عن المخاطرة بعزل حلفاء دولة الاحتلال عنها حول العالم،
بل مساعدة أعدائها، لأن المجتمع الدولي يعرف أنه بمجرد فوز نتنياهو سيستعيد مخططه عام 2020 حين
أراد ضم 30٪ من أراضي الضفة الغربية من جانب واحد، وتوقفه منذ فترة طويلة عن الترويج
لحل الدولتين مع الفلسطينيين، كما تصادم مع إدارة أوباما حول النووي الإيراني".
وأضاف
في مقال ترجمته "عربي21" أن "عودة نتنياهو المحتملة لكرسي رئيس الوزراء
ستعني ترقية وتقوية تحالفه مع سياسيين متطرفين مصممين على منع أي مرونة استراتيجية،
بل يهدفون لضمّ الضفة الغربية بأكملها لإسرائيل، بل وتشجيع فلسطينيي48 لمغادرة بلادهم،
أو على الأقل حرمان ملايين الفلسطينيين من الحصول على أي شيء، فضلا عن تدمير النظام
السياسي الإسرائيلي، تمهيدا لتحويل إسرائيل إلى "ثيوقراطية"".
وأشار
إلى أن "هذين المتطرفين ورفاقهما من حزب الصهيونية الدينية سيروجون لصلاة يهودية
مفتوحة في المسجد الأقصى، ويتساهلون بتعليمات الجيش الإسرائيلي بفتح النار على الفلسطينيين،
حتى أن وزير القضاء غدعون ساعر حذر أن مثل هذا التحالف بقيادة نتنياهو "سيفكك"
إسرائيل وجميع مؤسساتها، والعالم لن يعترف بها كما كان منذ 74 عامًا، حتى أن الرئيس
يتسحاق هرتسوغ طالب الولايات المتحدة خلال زيارته الأخيرة لها بعدم التخلي عن إسرائيل
إذا وصل مثل هذا التحالف للسلطة".
وأكد
أن "صعود هذا التيار الكاهاني سيضر حتما بالعلاقات مع الولايات المتحدة، مما سيطرح
تساؤلات عن مصير اتفاقات التطبيع، وعلاقاتنا مع مصر والأردن، لأن خططه المعلنة ستصب
الزيت على نار حركة المقاطعة (بي دي أس)، وسيتضاءل الدعم العام الدولي الذي تتلقاه
إسرائيل من العديد من المنتديات الدولية، خاصة المساعدة العسكرية الضرورية، لأن هذا
التيار سعى دائما لتأجيج النيران مع الفلسطينيين، والتحريض ضدهم، فهم متغطرسون وشعبويون".
يزداد
القلق الإسرائيلي من تصاعد تيار اليمين العنصري بالتزامن مع غياب القادة ذوي الكاريزما،
حيث رحل مؤسسو الدولة الذين لعبوا دورًا مباشرًا في تشكيل وبقاء دولة الاحتلال على
مدى عقود ضد التحديات الأمنية والتهديدات العسكرية، لكن ما يحصل في الانتخابات الحالية
أن عددًا كبيرًا من القادة غير المسؤولين يعتزمون استلام السلطة، بل إننا أمام محرضين
خطيرين، ويتمتعون بإثارة الاحتكاك الداخلي سواء مع باقي الإسرائيليين من مخالفيهم،
أو كل الفلسطينيين.
الخلاصة
الإسرائيلية أنه بينما حققت دولة الاحتلال بعد قرابة 75 عامًا من تأسيسها رعاية دولية،
لا سيما من القوى الكبرى، وصولا إلى باقي المجتمع الدولي، فإن صعود سموتريتش وابن غفير،
وحصولهما على مناصب وزارية كبيرة، تحت رعاية نتنياهو، قد يؤدي إلى انهيار هذا الدعم
الدولي، ويضعف موقفها حول العالم، من خلال التحول الكارثي والضار إلى التطرف السياسي
والديني.
تقرير: برامج التجسس الإسرائيلية تسهل ملاحقة معارضي الأنظمة
دبلوماسي إسرائيلي: الرياض ليست حليفا موثوقا بعد إهانة واشنطن
دعوة إسرائيلية لافتة لتغيير السياسة المتبعة تجاه الأردن